اقتصادتقارير صحفية

تقرير..ما هو الكالتشيو بولي.. تعرف على تفاصيل فضيحة الكرة الإيطالية وأبرز الضحايا

الكالتشيو بولي، أهم قضية فساد مُتشعبة أُكتشفت في عام 2006، قبل شهر واحد فقط انطلاق مونديال ألمانيا، وهزت أرجاء كرة القدم الإيطالية أثناء تجهيز مارتشيلو ليبي لكتيبة سكوادرا أتزورا للسفر إلى ألمانيا حيث أقيم هناك كأس العالم.

وكشفت الشرطة المحلية عن فضيحة كُبرى تتعلق بالتلاعب في نتائج مباريات الدوري الإيطالي “سيري آ” قائدها البطل القياسي “يوفنتوس” ومديره الرياضي لوتشيانو مودجي، إلى جانب أندية ميلان، فيورنتينا، لاتسيو، وريجينا، حيث أظهرت تسجيلات لمكالمات هاتفية اختيار هذه الأندية حكام بعينهم لإدارة مبارياتهم في الدوري الإيطالي.

وأصبحت قضية الكالتشيو بولي، أشهر وأهم قضايا رشاوى الحكام والتلاعب بنتائج المباريات على مر العصور وليس في تاريخ كرة القدم الإيطالية والعالمية فحسب، أكثر ربما من قضايا فساد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” التي أُكتشفت فيما بعد.

الكالتشيو بولي، حدث ظل في الأذهان حتى وقتنا هذا، وتم تسميته إعلاميا بهذا الاسم “الكالتشيو بولي” لعدة أسباب، سنتطرق لها في سياق هذا التقرير المطول عن القضية.

ما هو الكالتشيو بولي؟

الكالتشيو بولي، قضية فساد كبرى في إيطاليا، تداخل فيها العديد من رموز كرة القدم والشخصيات الرياضية المؤثرة في الأندية المحلية، وعدد من الحكام وأعضاء الاتحاد الإيطالي لكرة القدم.

تعلقت الفضيحة بترتيب نتائج مباريات في الدوري الإيطالي الدرجة الأولى سيري آ، وتورط في الفضيحة نادي يوفنتوس ونادي ميلان ونادي فيورنتينا وبدرجة أقل لاتسيو وريجينا.

بدأت فصول الكالتشيو بولي عندما تُوج اليوفي بلقب الدوري الإيطالي عام 2006، حيث وصلت تسريبات إلى محكمة مدينة نابولي، تتعلق بوجود شبكة كبرى تضم مجموعة من رؤساء الأندية الإيطالية، يتلاعبون في نتائج مباريات الدوري الإيطالي سيري آ ويصل الأمر إلى الدرجات الأخرى.

بدأت التحقيقات قبل نهاية موسم 2006/2005، وكانت المفاجأة المدوية، حينما استمعت المحكمة إلى مكالمات مسجلة بين رؤساء لأندية الدوري الإيطالي ومسؤولين في الاتحاد الإيطالي.

وتسببت هذه المكالمات في فضيحة كروية كبرى قبل انطلاق رحلة إيطاليا في مونديال كأس العالم 2006 والذي انتهى بتتويج الأزوري للمرة الرابعة في التاريخ.

لماذا سُميت بـ كالتشيو بولي؟

سُميت فضيحة الكالتشيو بولي بهذا الاسم نسبة إلى فضيحة الفساد السياسية التي قادها رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو بيرلسكوني مع ماني بوليت والمسماه بـ تانغنتو بولي، والتي بدأت في منتصف الثمانينات وانتهت في بداية التسعينات.

وأطلق على فضيحة الكالتشيو بولي كذلك مودجي بولي نسبة إلى المدير الرياضي لنادي يوفنتوس لوتشانو مودجي، وسُميت أيضا باسم كالتشيو غيت نسبة إلى فضيحة ووترغيت -أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا، عام 1968، بسبب فوز الرئيس ريتشارد نيكسون بصعوبة شديدة على منافسه الديمقراطي همفري بنسبة 43.5% إلى 42%-.

لكن وسائل الإعلام الإيطالية اختارت في النهاية مقطع بولي من فضيحة تانجنتو بولي، بالاضافة إلى مقطع كالتشيو والذي يعني باللغة الإيطالية كرة القدم لتصبح كالتشيو بولي.

مودجي و قائمة المتهمين

تصدر لوتشيانو مودجي، المدير الرياضي لنادي يوفنتوس، المشهد كزعيم فضيحة كالتشيوبولي، حيث تم تسجيل العديد من المكالمات له مع بييرلويجي بايريتو، النائب الإيطالي لرئيس لجنةقرارات عنيفة

كشفت التحقيقات عن طلب حكام بعينهم، أو طلب تغيير أسماء تم تعيينها لإدارة مباريات أندية “يوفنتوس، لاتسيو، ميلان، فيورنتينا وريجينا”، واستمرت القضية أسبوعين في المحكمة، حتى تم الإعلان عن قرارات قوية تعاقب كافة المتورطين.

وقررت المحكمة توقيع عقوبات قاسية على “السيدة العجوز”، حيث تم إعلان هبوط النادي إلى السيري بي لأول مرة في التاريخ، مع خصم 9 نقاط من رصيده في بداية الموسم الجديد، وحرمانه من اللعب في دوري أبطال أوروبا، تحت قيادة المدرب الفرنسي الجديد “ديديه ديشان”.

وتمثلت العقوبة الأقوى والأعنف في سحب لقبي الدوري الإيطالي موسمي 2004-2005 و2005-2006 من رصيد الفريق وإهدائهما إلى الإنتر، قبل أن يستأنف يوفنتوس وتعود إلى خزائنه من جديد.

ميلان وريجينا

تم خصم 8 نقاط من رصيد ميلان، في البداية خصم من الفريق 15 نقطة، وثم تم تقليل عدد النقاط المخصومة إلى 8 نقاط، وكان في البداية قد منع من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ولكن تم خصم 30 نقطة من رصيد في موسم 2005/2006، وتم السماح له باللعب في دوري أبطال أوروبا، وقد عوقب بلعب مباراة واحدة دون جمهور.

وخصمت 11 نقطة من رصيد ريجينا ما أدى إلى اسقاطه إلى دوري الدرجة الثانية، وغرم الفريق 68 ألف جنيه إسترليني، وتكبد رئيس النادي باسكوال فوتي غرامة قدرت بنحو 20 ألف جنيه إسترليني، وطرد من اللعبة لمدة سنتين ونصف.

وخصمت 15 نقطة دفعة واحدة من رصيد نادي فيورنتينا، في البداية وتم اسقاطه إلى الدرجة الثانية، ومع خصم 12 نقطة من رصيده، وثم تم تصعيده إلى الدوري الإيطالي مرة أخرى ولكن مع زيادة عدد النقاط المخصومة من رصيده إلى 19 نقطة، وتم تقليل عدد النقاط المخصومة إلى 12 نقطة، ومنع الفريق من اللعب في دوري أبطال أوروبا، ولعب مباراتين خلف الأبواب المغلقة.

وأخيرًا 3 نقاط من رصيد لاتسيو، في البداية أسقط الفريق إلى الدرجة الثانية ومع حسم 7 نقاط من رصيده، وثم تم تصعيده إلى الدوري الإيطالي مع خصم 11 نقطة، وتم تقليصها إلى 3 نقاط، وقد منع الفريق من اللعب في كأس الاتحاد الأوروبي، ولعب مباراتين دون جمهور.

بينما أُعلنت تبرئة إدارة الإنتر من كافة التحقيقات.

وتعرض “لوتشيانو مودجي” المدير الرياضي للسيدة العجوز للإيقاف مدى الحياة عن ممارسة أي شيء يتعلق بكرة القدم، فيما كان الإيقاف ما بين 5 سنوات إلى 3 أشهر لبقية المتورطين الذين كانوا حكامًا سابقين ومسؤولين بالاتحاد الإيطالي، أبرزهم رئيس اتحاد الكرة وقتها الوقت “فرانكو كارارو” ورئيس رابطة الدوري الإيطالي “آدريانو جالياني”.

وتجدر الإشارة إلى أنه وعقب 9 سنوات من قرارات المحكمة الإيطالية تم تبرئة “لوتشيانو مودجي” من تهم التحايل الرياضي.

كما أسقطت عنه تهم التآمر الجنائي الموجهة إليه بقانون التقادم، وعدم معاقبته بشكل جزئي إلا أنه من الناحية الرياضية سيبقى كما هو دون قدرة على المشاركة في أية أعمال مدى الحياة تتعلق بكرة القدم.

الفائز الأكبر

يبقى نادي الإنتر المستفيد الأكبر من هذه الأحداث، فبخلاف تبرئته من القضية منذ البداية، نجح في فرض سيطرته المطلقة على لقب الدوري الإيطالي لمدة 4 سنوات متتالية من 2006 وحتى 2010.

وساعد تراجع يوفنتوس وميلان في المنافسات المحلية والقارية، فريق “النيراتزوري” تحت قيادة مدربه البرتغالي “جوزيه مورينيو” في الظفر بالثلاثية التاريخية عام 2010.

وخلال الـ4 سنوات التي تلت قضية الكالتشيو بولي، تُوج الإنتر ببطولة كأس إيطاليا مرتين، وكأس السوبر الإيطالي 3 مرات، وكان اللقب الأهم للفريق هو التتويج بدوري أبطال أوروبا موسم 2009 ـ 2010.

وفي نهاية عام 2010 وتحت قيادة المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز، تمكن الفريق من هزيمة تي بي مازيمبي في نهائي كأس العالم للأندية الذي استضافته الإمارات.

عادة موراتي

عدم استمرار رافا بينيتيز مع الفريق وعودة الرئيس “ماسيمو موراتي” إلى عاداته القديمة بكثرة تغيير المدربين، حالت دون استمرار الفريق الملقب بـ “الأفاعي” على عرش الكرة الإيطالية لأكثر من ذلك.

استعاد يوفنتوس هيمنته المعتادة تحت قيادة إدارته الجديدة “أندريا أنييلي” والمدير الرياضي الشهير “جيوسيبي ماروتا” الذي انتقل إلى الإنتر فيما بعد.

اقرأ ايضًا

مقالات ذات صلة