اقتصادتقارير صحفيةكرة القدم الإفريقية

تقرير | لماذا لا يُطالب الأهلي بإنزال الزمالك إلى دوري المظاليم؟

19 عامًا مرت على تتويج الأهلي بلقب نادي القرن عن قارة أفريقيا، ومازال مسؤولو وجمهور نادي الزمالك يشككون في نزاهة البطل القياسي للدوري المصري الممتاز ودوري أبطال أفريقيا، وأحقيته في التتويج بلقب بطل القرن الأفريقي.

ويستعد جمهور وإدارة الأهلي للاحتفال، هذا الشهر، بذكرى تسلم الرئيس الراحل “صالح سليم” لجائزة أو درع بطل القرن الأفريقي خلال حفل نظمه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” يوم 22 مايو 2001 في مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا.

وغَرد الحساب الرسمي للنادي الأهلي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي مطلع هذا الأسبوع، قائلاً “تفصلنا 6 أيام على الاحتفال بذكرى جائزة بطل القرن الأفريقي”.

الزمالك يستنجد بالفيفا للحصول على لقب نادي القرن

مع ذلك، كل حين وأخر يخرج مسؤول من نادي الزمالك ليردد نغمة أن الاتحاد الأفريقي “الكاف” جامل الاهلي آنذاك، ومنحه اللقب دون وجه حق، وأن الزمالك هو “بطل القرن الحقيقي”.

والغريب في الأمر حقًا، أن اللجنة التي اختارها الكاف لوضع معايير ترتيب الأندية الأفريقية وافقت عليها إدارة الزمالك، سواء عندما وضعت لائحة تصنيف الأندية خلال عام 1994 أو عندما تعديل اللائحة عام 2000.

وظلت إدارة الزمالك دون أي حراك لمدة 7 سنوات، رغم اخطارها باللائحة من الجهات المعنية، ولم تعترض أو تظهر أي نقد لها، ولم تطالب حتى بتغيير بعض بنودها، وهو ما دلل على موافقتها، وبالتالي كان لا يحق لها الاعتراض فيما بعد.

والأدهى أن رئيس النادي الأبيض “كمال درويش” في 2001، أرسل برقية تهنئة إلى النادي الأهلي بمناسبة فوزه بلقب بطل القرن، وهو اعتراف ضمني منه بشرعية الاختيار، وهذا ما أكده لاعب الأهلي السابق مؤخرًا “شادي محمد”.

لماذا لا يُطالب الأهلي بإنزال الزمالك إلى دوري المظاليم؟

الأيام الماضية شهدت إعلان مرتضى منصور عن تشكيل لجنة لإعداد ملف شامل حول أحقية الزمالك بالحصول على لقب نادي القرن، سوف يتم تقديمه بشكل رسمي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

هكذا قرر مسؤولو الزمالك..تقديم شكوى اعتراضًا على اللائحة التي اختير على اثرها الأهلي كبطل للقرن الـ 20 في أفريقيا، والتي مر على وضعها 25 عامًا!

لكن، بما أن الزمالك قرر أن يفعل ذلك، فهل يفعل الأهلي بقيادة محمود الخطيب الشيء نفسه، ويُشكل لجنة لإعداد ملف شامل لإنزال الزمالك إلى دوري الدرجة الرابعة، والتظلم أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”؟.

لماذا لم يهبط الزمالك عام 1996؟

فريق الزمالك انسحب من مباراة الأهلي في نهاية الدوري المصري عام 1996 اعتراضًا على احتساب الهدف الثاني الذي سجله حسام حسن وتسبب في تأمين فوز فريقه باللقاء وبلقب الدوري الممتاز آنذاك.

وكانت لائحة الاتحاد المصري لكرة القدم تنص وقتها على هبوط الزمالك إلى دوري الدرجة الرابعة، لكن وزير الرياضة المصري حينها “عبد المنعم عمارة”، تدخل بشكل غير قانوني في شؤون الاتحاد المصري، ضاربًا بقوانين الفيفا عرض الحائط، وقرر حل مجلس إدارة الاتحاد المصري برئاسة الدهشوري حرب، ليتم إلغاء هبوط الزمالك والاكتفاء بتغريمه ماليًا فقط.

وكرر الزمالك فعلته وانسحب مجددًا خلال مباراة القمة أمام الأهلي أيضا في موسم 1998-1999 اعتراضًا على قرار الحكم الفرنسي “مارك باتا” بطرد لاعب الوسط “أيمن عبد العزيز” بعد أول 5 دقائق من انطلاقة اللقاء على ستاد القاهرة الدولي.

ومن جديد وقف “عبد المنعم عمارة” حائلاً بين الزمالك والقوانين المعمول بها، وقرر للمرة الثانية مخالفة اللائحة والتضحية بمجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة الرئيس الأسطوري للاتحاد “سمير زاهر”، وإلغاء هبوط الزمالك، والاكتفاء بتغريمه ماليًا مرة أخرى.

وحاول عبد المنعم عمارة تبرير موقفه، وكشف تفاصيل تلك الأزمة ومخالفة اللوائح، بالتأكيد على أنه تلقى تعليمات من رئيس الحكومة “كمال الجنزوري”، والذي كان مهتمًا بوضعية الزمالك وضرورة استمراره في منافسة الأهلي على الألقاب المحلية والقارية، وإنه هو الذي طالب بضرورة عدم تطبيق اللائحة على الزمالك وإلغاء إعلان هبوط الفريق، فضلاً عن مطالبته بحل مجلس إدارة الاتحاد المصري من جديد.

هل يجهز الأهلي لملف يضم نسخة من اللائحة في 96 و99 ، ويضم أيضًا قرارات وزارة الرياضة في المناسبتين بحل اتحاد الكرة وضرب اللائحة بعرض الحائط، ويطلب هبوط الزمالك بأثر رجعي؟

بكل تأكيد لن يفعل الأهلي ذلك لمصلحة الكرة المصرية، فقد تحفظت الإدارة الحالية أو السابقة على تقديم الكثير من الشكوى المُستحقة ضد الاتحاد المصري وإدارة الزمالك، للحفاظ على استقرار المنافسات المحلية ولتجنب إيقاف النشاط الرياضي المحلي وحماية المنتخب المصري الأول من الإيقاف على الصعيد الدولي.

كما أن إدارة الأهلي تُفكر دائمًا في المستقبل، ولا يمكنها أن تسير على خطى إدارة الزمالك التي بدأت في الاجتماع لمناقشة ملف مر عليه أكثر من 19 سنة، بدلاً من الاجتماع لمناقشة مرحلة ما بعد “كورونا”.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة