اقتصادتقارير صحفية

تغطية قناة أبو ظبي الرياضية لـ “كلاسيكو العرب”..دروس قاسية!

ما قدمته قناة أبو ظبي الرياضية على مدار الـ 3 أيام الماضية وستقدمه خلال الأيام القادمة للحديث عن مباراة القمة المرتقبة بين الأهلي والزمالك في السوبر المصري المقرر له يوم الخميس الموافق 20 فبراير الجاري، والذي عنونته بـ “كلاسيكو العرب” كما فعلت مع مباراة الوداد والرجاء “ديربي العرب” بالبطولة العربية للأندية، يستحق منّا وقفة للتأمل ولو قليلاً.

على شاشة أبو ظبي شاهدنا عمل مهني متكامل لم تستطع القنوات المصرية تقديمه على مدار 30 سنة أو أكثر عن هذه المباراة التي تحظى بشعبية كبيرة في الوطن العربي، وتحظى باهتمام الإعلام الرياضي العالمي والأوروبي مثلها مثل مباراة بوكا جونيورز وريفر بليت ومباراة جلاسيكو رينجرز وسيلتك جلاسكو.

أبو ظبي قدمت وجبة دسمة من اللقاءات الحوارية الاحترافية بأسئلة منتقاه بعناية فائقة لكل الضيوف سواء في الاستوديو أو عبر القمر الصناعي من القاهرة، وعرضت لنا ذكريات وتاريخ كلا الناديين بسلاسة وبمهنية وبغزارة في نفس الوقت.

ولا ننسى التقارير الصحفية الدسمة سواء الرياضية أو الاجتماعية حول المباراة، والصورة النقية المُبهرة التي تجذب المشاهد مهما كان، والاستوديوهات المهندمة المرتبة المنظمة بتقديم حيادي من الإعلامي الشهير “يعقوب السعدي”.

لماذا تحدثت عن الإمكانيات في النهاية؟ لانها ليست كل شيء، الأفكار والإبداع والإبتكار هو الأكثر أهمية، وهو ما ميز تغطية أبو ظبي لهذه المباراة على كل التغطيات السابقة في الدوري المصري أو كأس مصر أو دوري أبطال أفريقيا تحت قيادة القنوات الرياضية المصرية، بدءًا من تغطيات قناة النيل للرياضة، مع كامل الاحترام لمجهودهم، مرورًا بقنوات مودرن سبورت ودريم 1 و2 ودريم سبورت وميلودي سبورت وصولاً إلى دي إم سي سبورت والتوأم “أون سبورت وتايم سبورتس”.

قناة أبو ظبي مهما كانت إمكانياتها فهي عن قناة أجنبية من المفترض انها لا تمتلك نفس ما تمتلكه القنوات المصرية صاحبة المنتج أصلاً منذ سنين طويلة، ناهيك عن أن العاملين في أبو ظبي مصريين أصلاً، لكنهم يحصلون على التقدير للإبتكار والإبداع الذي رأيناه وسنراه مع كل يوم تقترب فيه موعد المباراة.

الإعلام المصري تميز على نظيره الخليجي منذ بداية الثمانينيات من خلال التلفزيون المحلي ومن ثم بعد إطلاق القمر الصناعي نايل سات في بداية الألفية الجديدة وقنوات النيل المتخصصة.

لكن الزمن توقف بالقنوات المصرية عند خط معين، ولم يجد الإعلام الرياضي على وجه التحديد وسيلة أخرى لتجاوز هذا الخط سوى عن طريق اللجوء للتعصب واستفزاز الجماهير بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة، لتتوالى الكوارث.

الإعلام المصري لم يستفد الاستفادة الصحيحة من وجود معلق مثل “ميمي الشربيني” لا يزال على قيد الحياة، أو من الراحل “حمادة إمام” لمدة 30 سنة كاملة.

الإعلام المصري لم يستفد من مواهب في التقديم المميز المهني البعيد عن التعصب مثل تقديم الراحلين “محمد السباعي وخالد توحيد”، أو في الإعداد المتقن للمواد الصحفية لعدد هائل من المواهب الصحفية التائهة في الداخل والخارج على حد سواء.

الإعلام المصري صحيح إعلام قوي، ومنتشر، وربما يكون صوته مسموع، لكن هل هذه القوة وذلك الإنتشار يحدث بمهنية؟..لا طبعًا، لانها قنوات يُديرها أناس لا يفقهون في الإعلام، ولو كانوا فهم يعملون بتوجيهات غرضها نشر التعصب.

الغيرة الإيجابية هي الحل للعودة إلى المسار الصحيح، لكن قبل التعلم مما يقدمه الغير يجب أولاً أن تتخلصوا من النعرات الكاذبة التي ملأتم بها فضائكم وفضائنا وفضاء مَن حولنا.

مقالات ذات صلة