انتقالات المدربينتقارير صحفية

تقرير | وحيد خليلوزيتش يطرق أبواب مصر والمغرب

تنحى البوسني “وحيد خليلوزيتش” من منصبه كمدير فني لنادي نانت الناشط في الدوري الفرنسي الدرجة الأولى “ليج آ” بعد أيام قليلة من اللقاء الودي الذي جمع فريقه بجنوى الإيطالي هذا الأسبوع، واضعًا فريقه في ورطة حقيقية قبل تسعة أيام فقط من بدء الموسم الكروي الجديد لاختيار البديل المناسب.

وتزامنت استقالة وحيد خليلوزيتش من تدريب نانت مع بحث الاتحادين المصري والمغربي عن مدرب أجنبي جديد يخلف كل من المدرب المكسيكي خافيير أجيري والفرنسي هيرفي رونار – على الترتيب – في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2021 وتصفيات كأس العالم 2022.

وتداول اسم خليلوزيتش في أروقة الاتحادين المصري والمغربي منذ توديعهما لكأس أمم أفريقيا 2019 من الدور ثمن النهائي، علمًا بأنه كان المُرشح الأقوى لخلافة هيكتور كوبر في تدريب الفراعنة عقب الخروج من كأس العالم 2018 دون أي فوز، إلا أن طالبه المالية أدت إلى انهيار الصفقة، وهذه هي النقطة التي قد تلعب عليها الجامعة الملكية المغربية للظفر بتوقيعه قبل مصر، بما أنه الاتحاد صاحب الميزانية الأعلى في القارة السمراء.

ولن يُنافس وحيد خليلوزيتش أي مرشح أجنبي إذا ما قرر التفاوض مع مصر، إذ تحدثت وسائل إعلام محلية عن إمكانية تولي مدرب وطني للمسؤولية، إما حسن شحاته أو حسام البدري بعد أن أعلن الأخير رغبته في التنحي عن منصب رئيس نادي بيراميدز.

لكن الوضع في المغرب مختلف بعض الشيء، فهناك أكثر من اسم أجنبي على استعداد لمُزاحمة وحيد خليلوزيتش على منصب المدير الفني لمنتخب أسود أطلس، في مقدمتهم العاطل عن العمل منذ عام 2016 “لوران بلان”، والصربي ميلوفان رايفيتش، فضلاً عن الثنائي المحلي “الحسين عموتة وبادو الزاكي”.

المُرشح الأقوى

يظل البوسني وحيد خليلوزيتش، المُرشح الأقوى والأوفر حظًا لتولي المسؤولية سواء في مصر أو المغرب، لما يمتلكه من سجل قوي وفريد من نوعه، خاصةً بالنسبة لمنتخب المغرب لسابق نجاحه مع منتخب الجزائر، ولتمكنه من التتويج بالبطولات خلال فترته القصيرة مع نادي الرجاء البيضاوي المغربي في مستهل حياته المهنية كمدرب.

كما أن رئيس الاتحاد المغربي “فوزي لقجع” أكد في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد إستقالة هيرفي رونار وذهابه إلى تدريب السعودية، بأن النية تتجه أكثر نحو تعيين مدير فني أجنبي يستطيع تصحيح الأخطاء التي وقع فيها الثعلب الفرنسي في كأس العالم وأمم أفريقيا.

وتُوج وحيد بلقب دوري أبطال أفريقيا رفقة الرجاء عام 1997، وفي الموسم التالي 1998/1997 قاده نحو لقب الدوري المحلي (البطولة)، لينتقل في موسم 2000/1999 إلى نادي ليل ليُعيده إلى الدوري الفرنسي الدرجة الأولى “ليج آ” بعد الفوز بلقب دوري الدرجة الثانية على حساب جوينجامب وتولوز.

ولم يكتف المدرب صاحب الـ 66 عامًا بما حققه مع الرجاء بعد 10 سنوات من انطلاقته التدريبية، فقد درب باريس سان جيرمان وفاز معه بلقب كأس فرنسا عام 2004 واحتل المركز الثاني في الدوري، وخاض تجربة قصيرة مع نادي طرابزون سبور واتحاد جدة.

ودرب وحيد أساطير مثل دروجبا ويايا توريه وكولو توريه في فترة مميزة مع منتخب كوت دي فوار امتدت لثلاث سنوات متتالية في الفترة من 2008 إلى 2010.

وكانت أهم فترات حياته من 2011 إلى 2014 مع منتخب محاربي الصحراء “الجزائر” بعد تتويجه بلقب الدوري الكرواتي رفقة دينامو زغرب موسم 2011/2010.

واستطاع خلال فترة تدريبه للجزائر الصعود إلى نهائيات كأس العالم البرازيل 2014، وتجاوز دور المجموعات صحبة منتخب بلجيكا العتيد، على حساب كوريا الجنوبية وروسيا فابيو كابيلو، قبل الخروج بهدفين لهدف على يد البطل “ألمانيا” بعد التمديد إلى وقت إضافي.

وتولى وحيد خليلوزيتش مسؤولية تدريب منتخب اليابان لمدة ثلاث سنوات، ليعزز بتلك الفترة خبراته الواسعة في عالم تدريب المنتخبات، بالتالي قد يكون تدريبه لمنتخب المغرب فرصة لتتويج مسيرته تلك بلقب قاري.

لماذا تنحي خليلوزيتش؟

استند خليلوزيتش في تنحيه المفاجيء من تدريب النادي الأصفر نهاية هذا الأسبوع، على سوء معاملة إدارة نانت وتقاعسها عن تلبية احتياجاته الموعود بها في الميركاتو الصيفي.

ناهيك عن تفريط إدارة نانت في بعض الأسماء المؤثرة بالفريق منذ نهاية العام الماضي، بدءًا من الهداف الأرجنتيني “إيميليانو سالا” خلال الميركاتو الشتوي الماضي، والذي لقي حتفه بعدما سقطت طائرته المتهالكة فوق بحر المانش أثناء توجهه إلى جنوب ويلز لاتمام انضمامه لصفوف كارديف، بعد أن وقع على عقد انضمامه نظير 15 مليون جنيه إسترليني كأغلى لاعب في تاريخ النادي الملقب بـ “البلوبيردز”.

واكتفى نانت بإبرام ستة تعاقدات متوسطة المستوى، ولم تجلب الإدارة أحد نجوم الدوري الفرنسي، لمساعدة خليلوزيتش على تطوير مركز الفريق، حيث احتل المركز الـ 12 الموسم الماضي.

وانضم لصفوف نانت الحارس الثالث لنادي جوينجامب “دينيس بيتريتش” والذي لم يلعب أي مباراة بالدوري في المواسم الثلاث الماضية، وتبعه جناح جوينجامب “ماركوس كوكو” صاحب هدف يتيم في 33 مباراة بالدوري الموسم الماضي رغم مركزه الهجومي كجناح.

ولو استمر خليلوزيتش مع نانت، كان سيحتاج للكثير من الوقت للعمل مع المهاجم الفرنسي الشاب “بريدج نديلو” القادم من نادي لافال، فلم يتجاوز بعد عامه الـ 20، وسجل 7 أهداف في 28 مباراة خلال الموسمين الماضيين مع ناديه السابق.

وتبقى أفضل صفقة أبرمتها إدارة نانت لوحيد خليلوزيتش، الظهير الأيمن لنادي آندرلاخت “دينيس أبياه” ولاعب الوسط الدفاعي الجزائري “مهدي عبيد” صاحب الأداء المميز والثابت منذ أن كان في نادي باناثينايكوس اليوناني بموسم 2014/2013 ثم مع نيوكاسل يونايتد الإنجليزي وديجون الفرنسي.

في المقابل باع النادي نجم الدفاع البرازيلي “ديجو كارلوس سانتوس” لنادي إشبيلية، وفرط في المزيد من اللاعبين المؤثرين أمثال الإفواري كوفي ديدجي لتورينو، والفرنسي إنوك كواتينج لبوردو، والروماني تاتاروسانو لليون، الأمر الذي سَهل على خليلوزيتش خطوة الاستقالة، وإن كانت في وقت صعب قبل بدء الموسم، لكن لم يكن هناك مفر أخر أمامه خاصةً في وجود فرص ذهبية لتدريب منتخبات بشهرة وثقل مصر والمغرب في أفريقيا.

على صعيد آخر، أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” قرعة تصفيات أمم أفريقيا المقرر لها في الكاميرون عشية نهائي النسخة الـ 32 التي أقيمت بمصر وتُوجت بها الجزائر على حساب السنغال، ووضعت القرعة المغرب في المجموعة الخامسة مع منتخبات “موريتانيا وأفريقيا الوسطى وبوروندي”.

مقالات ذات صلة