انتقالات المدربينتقارير صحفيةكرة القدم الإفريقية

ماذا يحدث للزمالك ولـ “مرتضى منصور” مع المدرسة الصربية؟

تجاهل رئيس نادي الزمالك “مرتضى منصور” النجاح منقطع النظير الذي حققته كل من المدرستين الألمانية والبرتغالية مع فريقه على مدار السنوات الماضية، وقامر بالعودة إلى المدرسة الصربية حين عَين المدرب الصربي “ميلوتين سريدويفيتش” الشهير بـ “ميتشو” في وقت سابق من أغسطس الحالي.

ولا تحظى المدرسة الصربية بتلك الذكريات الرهيبة مع الجمهور الزمالك، فمنذ ستينيات القرن الماضي ولا يحقق الفريق أي شيء يُذكر مع المدرب الصربي سواء قبل أو بعد تفكك يوغسلافيا إلى مجموعة دول مطلع التسعينيات.

واكتفى الزمالك بثلاث تتويجات مع المدربين الصرب جميعهم في مسابقة الدوري المحلي أعوام 1960 و1964 و1965، وكان اللقب الأول من نصيب اليوغسلافي “إيفان ستيفوفيتش”، والاثنين الآخرين من نصيب اليوغسلافي “جوسيف فاندلير”.

وبعد جوسيف فاندلير اعتمد الزمالك على المدرب التشيكي يان هوكو لمدة عامين لم يحقق خلالهما أي شيء يُذكر، وتولى المسؤولية من بعده الألماني “بورهارد بابي” لبضعة أشهر قبل مجيء المصري “زكي عثمان” الذي أعاد الهيبة للفريق بتتويجه بلقب الدوري موسم 1978/1977.

فكرة سيئة

وضعت إدارة الزمالك آنذاك إيمانها وثقتها في المدرسة الصربية بالعودة للاعتماد عليها من جديد في عام 1982، حين استعان النادي بالمدرب اليوغسلافي “فيليبور فاسوفيتش” لكنها لم تكن فكرة صائبة، فخلال سنة فشل الرجل في تحقيق المأمول لتتم إقالته.

وكرر الزمالك المحاولة مع اليوغسلافي الآخر “دوسان نينكوفيتش” عام 1985، لكنها كانت فكرة سيئة، فقد أخفق مثله مثل مواطنه فاسوفيتش (بطل دوري أبطال أوروبا مع أياكس كلاعب) في التتويج بأي بطولة، الأمر الذي تسبب في صرف إدارة الزمالك لنظرها عن المدرسة الصربية لعقدين تقريبًا.

وانتقل النادي بعدها إلى المدرسة البريطانية بالاستعانة بالإنجليزي ريتشي باركر والاسكتلندي ديف ماكاي، ومنها إلى المدرسة الألمانية بالتعاقد مع فيرنير أولك وديثيلم فيرنير وأوتو بفيشتر.

عودة الصرب في زمن مرتضى منصور

ظلت المدرسة الصربية خارج حسابات الزمالك لمدة 19 عامًا على التوالي، حتى جاء مرتضى منصور ليُساهم في تعيين الصربي “دراجوسلاف ستيبانوفيتش” في يوليو 2004، أثناء فترة عمله كنائب لرئيس الزمالك.

وجاء تعيين ستيبانوفيتش بفضل السمعة التي اكتسبها في الدوري الألماني طيلة فترة التسعينيات مع أندية إنتراخت فرانكفورت وشتوتجارت ولايبزج وباير ليفركوزن وفرانكفورت.

لكن المدرب صاحب الشارب الشهير، لم يُكمل أكثر من 5 أشهر في الزمالك، وتمت إقالته بسبب خسارته لأربع مباريات وتعادله في ثلاث خلال 12 مباراة مع الفريق بالفترة من يوليو 2004 إلى نوفمبر 2004.

ومن هنا تلاشت فكرة المدرسة الصربية من تفكير إدارة وجمهور الزمالك بشكل نهائي، وتعاقب بعدها على تدريب الفريق مدربين من البرازيل وألمانيا والبرتغال وسويسرا وهولندا ومصر، بالإضافة للعودة إلى المدرسة البريطانية مع الاسكتلندي أليكس ماكليش مطلع عام 2016.

وحين قرر الزمالك العودة للمدرسة الصربية، تعاقد مع المونتينجري “نيبوشا يوفوفيتش” هازم الأهلي في البطولة العربية للأندية صيف 2017 مرتين رفقة نادي الفيصلي الأردني.

ودفع مرتضى منصور ثمن إصراره على جلب نيبوشا رغم تحذيرات لجنة الكرة، بخسارة المنافسة على لقب الدوري قبل الآوان بموسم 2018/2017، وتوديع المسابقات القارية.

ناهيك عن الخسائر المالية الفادحة التي نتجت عن الصفقات التي أبرمها نيبوشا، فلم يستفد منها الفريق على المدى البعيد من الناحيتين الفنية أو المادية، ليُقيله مرتضى منصور في يناير 2018.

ولجأ الزمالك إلى الثنائي المصري إيهاب جلال وخالد جلال لمدة ستة أشهر قبل أن ينجح مرتضى منصور في جلب المدرب السويسري الشهير “كريستيان جروس” في يوليو من نفس العام بمعاونة رجل الأعمال السعودي “تركي آل الشيخ”.

وبعد موسم مثالي على الصعيدين المحلي والقاري، فَضل مرتضى منصور عدم تجديد عقد كريستال جروس في مايو 2019، ليقوم بتعيين خالد جلال وطارق يحيى بشكل مؤقت قبل الاستعانة بالصربي السابع في تاريخ الزمالك “ميتشو”، والذي كانت له تجارب مقبولة في القارة السمراء مع منتخبي رواندا وأوغندا بالإضافة لعدة أندية مثل الهلال السوداني وأورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي.

هكذا كانت قصة الزمالك مع المدربين الصرب، فهل يحقق ميتشو نفس النجاحات التي حققها الثنائي “إيفان ستيفوفيتش جوسيف فاندلير” في السبعينيات أم يكون مصيره مفقود مثل الثنائي الآخر “ستيبانوفيتش ونيبوشا”؟

مقالات ذات صلة