هل انتهت قصة حب محمد صلاح وليفربول بقرار سلوت في فرانكفورت؟
لم تكن علاقة المصري محمد صلاح بنادي ليفربول الانجليزي مجرد عقد رياضي أو صفقة ناجحة في دفتر الانتقالات، كانت حكاية عشق لنجمٍ عربي حمل على كتفيه مسؤولية فريق عريق يسعى للعودة إلى مكانته الطبيعية بين الكبار.
ومع الوقت كسب صلاح حب وإيمان جماهيرٍ آمنت به كرمز أكثر من كونه لاعبًا يسجل الأهداف، لكن، كما في كل قصة حب طويلة، تأتي اللحظة التي تطرح فيها الأسئلة الصعبة: هل بقيت المشاعر على حالها؟ أم أن القلوب تغيّرت بعد ثماني سنوات من المجد والعطاء الذي لم يخلو من الإنهاك والضغوطات؟
مباراة آينتراخت فرانكفورت.. الشرارة التي أعادت السؤال
في الأشهر الأخيرة، ظهرت ملامح فتور غير مألوفة بين صلاح والجماهير، ثم بينه وبين الإدارة الفنية لنادي ليفربول بقيادة سلوت.
النجم المصري الذي كان يُنظر إليه كقائدٍ غير معلن داخل غرفة الملابس، أصبح فجأة محل جدل بعد تراجع تأثيره في بعض المباريات لا سيما مع انطلاقة موسم 2026/2025، وظهوره بعصبية غير معتادة مع زملائه الجدد، بل وحتى في حديثه مع الصحافة الإنجليزية.

إحدى اللقطات التي هزّت السوشيال ميديا كان حزنه الكبير على خط التماس لحظة نزوله من على دكة البدلاء في مباراة آينتراخت فرانكفورت الألماني بالجولة الثالثة من دوري إبطال أوروبا، وهي ثاني مباراة لصلاح من على الدكة في البطولة القارية، في حدث لم يعشه اللاعب منذ مجيئه من روما عام 2017.
ذلك المشهد كان بمثابة “الشرخ الرمزي” في جدار العلاقة بين صلاح والمدرب الهولندي آرني سلوت، الذي أصر على جلب عدد كبير من اللاعبين الجدد في الخط الامامي خلال الميركاتو الصيفي الماضي، وكأنه يجهز بشكل فعلي للاستغناء عن صلاح في وقت قريب.
قام سلوت بالتعاقد مع الفرنسي هوغو إيكيتيكي، والسويدي ألكسندر إيزاك، والألماني فلوريان فيرتز، وأبقى على الهولندي كودي غاكبو، وكلها صفقات بمبالغ فلكية، لا توضح أبداً أن النادي يقصد تعويض وفاة البرتغالي جوتا أو مغادرة لويس دياز إلى بايرن ميونيخ فحسب، بل يجهز لمرحلة ما بعد صلاح التي اقتربت.
صلاح يحذف ليفربول من حسابه بمنصة إكس
في الكواليس، تؤكد التقارير أن ليفربول لم يعد يرى في صلاح “القطعة التي لا تمس” داخل المشروع الجديد للمدرب آرني سلوت، ولأن محمد صلاح أيقن ذلك خاصةً مع تهميش دوره في دوري الأبطال مرتين متتاليتين، قام بحذف صورته بقميص ليفربول من حسابه الرسمي بمنصة إكس.

ولم يكتف صلاح بالرد على التهميش بإزالة الصورة فقط، حيث مسح أيضاً عبارة لاعب في ليفربول.
بدأت بعد تلك اللقطة، تهافت غير عادي من الصحف البريطانية للتكهن بهوية الفريق الجديد الذي سينضم له صلاح خلال الميركاتو الشتوي لعام 2026.
ذهب البعض لتوقع الهلال والاتحاد والنصر والاهلي في السعودية، وتوقع البعض الآخر باريس سان جيرمان أو برشلونة، وسط اتفاق تام بين جميع المصادر على أن ليفربول يخطط لمرحلة ما بعد صلاح، ويبحث عن وجوهٍ شابة تبني مستقبلاً بعيد المدى، حيث تخطى صلاح عامه ال33 ويدخل عامه الأخير في العقد قريباً.
العروض الخليجية، وخاصة من الاتحاد السعودي، لم تختفِ. هي فقط تنتظر اللحظة المناسبة، وليفربول لا يمانع كما في السابق، بل يبدو أكثر انفتاحًا لفكرة “بيع استراتيجي” يدر أموالًا ضخمة ويتيح إعادة بناء الهجوم.
هل أدرك صلاح أن إرثه في ليفربول قد اكتمل وحان وقت الرحيل؟
دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي، كأس العالم للأندية، والسوبر الأوروبي… كل الألقاب الكبرى تحققت، وكل الأرقام القياسية سُطرت باسمه فماذا بعد؟
قد لا تكون النهاية “درامية” كما يظن البعض، لكنها “طبيعية” من منظور كرة القدم الحديثة، ليفربول تغيّر… وصلاح تغيّر، والنادي يتجه إلى إعادة بناء هيكله الرياضي، واللاعب يتطلع إلى تحدٍ جديد يحفظ مكانته التجارية والفنية، لكن حتى لو غادر، فلن تُمحى تلك السنوات التي أعادت ليفربول إلى منصة التتويج بعد غياب 30 عاماً.



