بنزيمة كشف ماركينيوس..خدعوك فقالوا باريس سان جيرمان فريق مدجج بالنجوم!

هناك مَن اعترض على وصف كتبته عن مدافع باريس سان جيرمان ومنتخب البرازيل «ماركينيوس» بأنه ليس مدافع جبار يعتمد عليه وتبني عليه دفاعك كمدير فني.

ليست لديّ الكثير من الصور عن الأخطاء الفادحة التي اقترفها ماركينيوس أمام كريم بنزيمة في مباراة أمس بين الريال وباريس في سانتياجو برنابيو باياب ثمن نهائي دوري ابطال اوروبا 2022/2021، لكن سأحاول الاجتهاد قدر الامكان لتوضيحها وتذكير مَن شاهد اللقاء بتركيز ببعض اللقطات التي تؤكد وجهة نظري فيه كمدافع (ليس بثقل مدافع مثل روبن دياز او إيميريك لابورت او فيرجيل فان دايك او حتى أنطونيو روديجير).

قبل أي شيء دعونا نتحدث بلغة الارقام قليلاً، ونقارن بين ماركينيوس وخصمه الرئيسي في مباراة أمس «كريم بنزيمة».

أولاً: ماركينيوس عمره 27 سنة، وبنزيمة عمره 34 سنة، والأفضلية دائمًا تكون للمدافع الصغير عندما يلاقي مهاجم كبير في السن، وليس العكس.

ثانيًا: معدل مشاركات ماركينيوس موسميًا منذ مجيئه لباريس سان جيرمان من روما عام 2013، ما بين 20 إلى 25 مباراة في الدوري الفرنسي، والموسم الوحيد الذي لعب فيه 30 مباراة كان 2019/2018، بينما معدل مشاركات بنزيمة في الدوري المحلي ما بين 30 إلى 35 مباراة، ناهيك عن دوري ابطال اوروبا الذي ساهم في تتويج الريال به 4 مرات ولعب 90٪ من مبارياته.

– بالتالي، فمن المفترض أن يتفوق ماركينيوس على بنزيمة في جميع الصراعات الأرضية والفضائية، لأنه أصغر سنًا، لم يُستهلك مثلما أُستهلك بنزيمة، مهاجمو دوريه أضعف وأقل قوة وشراسة من مهاجمي الدوري الاسباني والابطال. ما يجعله أكثر جاهزية بدنية من بنزيمة الذي يواجه دفاعات قوية.

لكن ماذا حدث في مباراة اياب دور ال16 من دوري ابطال اوروبا في البرنابيو بين بنزيمة وماركينيوش؟ كوارث حقيقية من المدافع البرازيلي.

من دون مبالغة: كل كرة عرضية أرسلت، تفوق بنزيمة في الصراع الهوائي على ماركينيوس، وكان يضع الكرة بكل أريحية، لولا فقط أن وضعية جسد بنزيمة لم تكن مناسبة في كل لقطة، لانتهت جميعها لأهداف.

الهدف الثاني، ماركينيوس تسبب فيه بصورة كبيرة، بالانزلاق بشكل خاطيء أمام بنزيمة (بلغة الكرة باع نفسه قبل الآوان) كان يمكنه غلق زاوية التسديد بشكل أفضل، ناهيك عن أن التسديدة لمست جسده فغيرت اتجاهها.

الهدف الثالث، ماركينيوس يمرر الكرة بكل سذاجة إلى بنزيمة بدلاً من تشتيتها بقوة أو تمريرها بعيدًا عن عمق الوسط الذي كان من البديهي وجود احد لاعبي الوسط او بنزيمة نفسه في تلك البقعة الحساسة من المنطقة.

سيقول قائل: تحكم على لاعب من مباراة؟ – نعم، فلو لم أحكم على أداءه أمام ريال مدريد أو مانشستر سيتي، فمتى تريد أن أحكم عليه أمام نيس وليل وسانت إيتيان؟

في الصيف الماضي، تحدثت كثيرًا عن فشل ناصر الخليفي في تسيير وإدارة الأموال المتاحة له من الحكومة القطرية.. وأشرت على أن تجربة الأحجار الكريمة القديمة أثبتت فشلها وباريس ليس بحاجة لتكرار نفس الفكرة والتعلم من أخطاء بيريز في بداية الألفية، المتمركزة حول رص نجوم الوسط والهجوم.

كان ينبغي دعم المراكز الضعيفة في الفريق، أهم من دعم حراسة المرمى بجانلويجي دوناروما مع وجود كيلور نافاس، أو دعم الوسط بفينالدوم مع وجود إدريسا جانا جي وفيراتي ولياندرو باريديس وآندير هيريرا، أو الهجوم بميسي في وجود إيكاردي وأنخل دي ماريا ومبابي ونيمار ودراكسلر وتشوبو موتينج قبل أن يرحل إلى بايرن ميونخ.

مراكز أخرى مثل قلب الدفاع والظهير الايسر كانت بحاجة حقيقية لترتيب وخطط طويلة الأمد من تلك التي وضعت من قبل ناصر الخليفي وليوناردو، لكنهما ركزا على الاسماء والنجومية فقط، وأكبر دليل ضم سيرخيو راموس براتب فلكي، رغم كم الاصابات الهائل الذي دمر نهاياته مع الريال وافسد وداعه للجمهور لأنه كان مصابًا على طول الخط في آخر موسمين في مدريد.