سقط معلق قنوات بي إن سبورتس القطرية، حفيظ دراجي، وزميله مقدم ستوديو المباريات الافريقية مهند الجالي، في هفوة مهنية فادحة أثناء مباراة إياب نصف نهائي دوري ابطال افريقيا بين النادي الاهلي المصري والترجي الرياضي التونسي، عندما شددا على عدم أحقية بطل القرن الافريقي في ركلة جزاء خلال الشوط الأول، ومؤكدين أنه إذا كان من حقه ركلة جزاء فليس من حق الحكم أن يطرد مدافع الترجي.
وربح المارد الأحمر مباراة الذهاب في رادس بهدف دون رد، ثم كرر الفوز إيابًا بنتيجة أعرض قوامها ثلاثة أهداف دون رد، وكما صاحب الجدل لقاء الذهاب بسبب خروج جمهور الترجي عن النص وتأجيل صافرة البداية لمدة ساعة، حظى لقاء العودة في القاهرة باثارة مفتعلة هذه المرة من قناة بي إن سبورتس بسبب حالة طرد نجم دفاع الترجي الياس شتي بنهاية الشوط الأول.
ردة فعل المعلق حفيظ دراجي غير المهنية على الهواء مباشرة لحظة طرد إلياس شتي، ومن ثم تحليلات المحلل التونسي طارق ذياب وآراء مقدم ستوديو المباراة مهند الجالي، عكست جهل بتفاصيل القانون المعدل من قبل الفيفا في عام 2016، والمتعلق بتحويل العقوبة الثلاثية إلى عقوبة ثنائية.
وشهد ستوديو بي إن سبورتس الكثير من اللغط بعدما وافق طارق ذياب على اعتراض حفيظ دراجي على الطرد، متهمًا التحكيم بالانحياز للاهلي.
وما زاد الطين بلة، محاولة مقدم الاستوديو الليبي مهند الجالي فرض رأي يشوبه التعصب، وشن حملة ضد الحكم الكاميروني أليوم نيانت، مشيرًا إلى تعجبه من ردة فعل الجهاز الفني للنادي الاهلي وسيد عبد الحفيظ الذي اعترض بشدة وطالب بمراجعة تقنية الفار للتأكد من وجود تعمد عرقلة من إلياس شتي ضد طاهر محمد طاهر.
ونشبت مشادة واضحة بين وائل جمعة وطارق ذياب بين الشوطين بفعل تصدير مهند الجالي لمعلومة غير دقيقة حول قرار إلغاء العقوبة الثلاثية في قوانين كرة القدم.
وأبدى مهند الجالي رأيه بطريقة غير احترافية بل ونصب نفسه خبيرًا تحكيميًا حين أكد أن اللاعب الجزائري لم يكن يستحق الإقصاء من اللقاء لعدم وجود شبهة تعمد في إعاقة لاعب الاهلي.
وانفعل نجم الأهلي السابق وائل جمعة على مهند الجالي، وطالبه بضرورة التأكد من معلوماته قبل الإفصاح عنها على الهواء مباشرة، وأشار جمعة إلى أنه تم إلغاء العقوبة الثلاثية بالفعل من قبل الفيفا، لكن وفق شروط وضوابط معينة بحيث تخلو العرقلة من التعمد وهذا ما لا يتوفر في لقطة شتي مع طاهر.
أين الخبير التحكيمي في بي إن سبورتس؟
ما حدث ليلة لقاء الاهلي والترجي ما هو إلا استمرار لمسلسل السقوط المهني في قنوات بي إن سبورتس، وعدم توقف الجمهور من السخرية من القناة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب الأخطاء المتكررة من المُقدمين والمُحللين بخصوص تقيمهم للحالات التحكيمية التي كان يُحرم عليهم مناقشتها في سنوات وجود الخبير السوري جمال الشريف، الحكم السابق في كؤوس العالم 1986 و1990 و1994.
وتم إنهاء عقد الحكم السوري السابق مع بي إن سبورتس؛ بسبب بنود تتعلق بقوانين العمل في قطر الذي يقضي برحيل كل من هم فوق سن ال60، بالإضافة إلى الأزمة المالية للقناة والتي عصفت بمجموعة كبيرة من الموظفين من مختلف الجنسيات في الفترة من يونيو 2019 حتى أغسطس 2020، وفي مقدمتهم الاعلامي المغربي خالد ياسين.
ومن وقتها، لم تستعن المجموعة التي تحتكر أغلب بطولات كرة القدم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بخبير تحكيمي جديد، وفضلت الشح على نفسها وعلى متابعيها والاستعانة بأراء المقدمين والمحللين غير المحترفين فيما يخص الحالات التحكيمية، وهو ما سبّب الكثير من الجدل في أكثر من مباراة، كان آخرها قمة الأهلي والترجي.
وأصبح من بالغ الصعوبة تصديق أن شبكة قنوات بحجم فقرة جمال الشريف في الاستوديوهات التحليلية كانت تحظى بمتابعة حثيثة من قبل المشتركين، الذين بدأوا يشعروا بعدم الاهتمام والتقدير من إدارة المجموعة التي تتخذ من الدوحة مقرًا لها.
من المسؤول عن فضيحة حفيظ دراجي؟
زادت حرية الإدلاء بآراء تحكيمية داخل بي إن سبورتس إلى أن وصلت إلى معلقي المباريات، وتجلى ذلك حين أفصح المُعلق الجزائري حفيظ الدراجي عن رأيه في لعبة طرد إلياس شتي في مباراة الاهلي والترجي، فمن المسؤول عن هذه الفضيحة المهنية؟ هل إدارة القناة التي ألغت وجود خبير تحكيمي في المباريات الحساسة؟ أم حفيظ دراجي ومن ثم مهند الجالي الذين سمحوا لأنفسهم بالتحدث فيما لا يعنيهم؟
دراجي أشار في البداية إلى أن اللعبة لا ترتقي لتكون ركلة جزاء من الأساس، ثم بعد مراجعة اللقطة في الإعادات تراجع عن رأيه مطلع الشوط الثاني، وأيّد قرار الحكم أليوم نيوم باحتساب مخالفة ضد الياس شتي، لكن بعد متى؟ بعد حوالي 20 دقيقة كاملة من العبث بمشاعر جماهير الترجي وإظهار الاهلي مغتصب للحقوق.
وألمح الدراجي في باديء الأمر إلى تعديلات القانون وإلغاء العقوبة الثلاثية، وطالب الكاميروني بضرورة التراجع عن البطاقة الحمراء، والاكتفاء بإنذار ابن بلاده، ولكنه عاد بعد مرور ساعة وصحح معلوماته في الرمق الأخير من المباراة.
المُعلق الأول حاليًا في شبكة بي إن سبورتس من حيث الحصول على أكبر كم من المباريات حاول الاعتذار بشتى السبل عن الخطأ المعلوماتي والقانوني، وبدأ يبجل في الأهلي كلما سنحت الفرصة، على أمل أن ينسى الجمهور الهفوة.
وأوضح دراجي أنه في حالات التعمد يجب على الحكم إشهار البطاقة الحمراء واحتساب ركلة جزاء، وهو ما لم يفعله المُقدم مهند الجالي عقب صافرة النهاية، وأصر على موقفه على الرغم من تدخل وائل جمعة لتصحيح معلوماته الخاطئة أكثر من مرة.
على اي حال، انقذ وائل جمعة المشهد، لكن السؤال المهم الآن إلى متى تواصل بي ان سبورتس على الصدفة وعلى اجتهادات بعض المحللين في تصحيح الاخطاء المهنية الفادحة التي يسقط فيها المقدمين والمعلقين؟
