بث مباشر

الأردن يحسم مواجهة العراق بضربة المتخصص “علوان” ويبلغ نصف النهائي

حسم منتخب الأردن تأهله إلى الدور نصف النهائي من كأس العرب 2025 بفوزٍ صعب على العراق بنتيجة (1-0)، في المباراة التي أقيمت اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025، على استاد المدينة التعليمية، في ثالث مواجهات ربع النهائي.

وبهذا الانتصار، واصل المنتخب الأردني مستوياته المميزة في البطولة، بعدما كان قد تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة، ليضرب موعداً مع منتخب السعودية في نصف النهائي في مواجهة نارية منتظرة.

ويبرز علي علوان كأحد أبرز المتخصصين في تنفيذ ركلات الترجيح، وقد برهن على دقته خلال البطولة بتسجيله ثلاث ركلات كاملة دون أي إخفاق، مسجلاً نسبة نجاح 100%، ما منح منتخب الأردن أفضلية واضحة في اللحظات الحاسمة وأكد دوره كلاعب حاسم في مشوار الفريق نحو نصف النهائي.

علوان بالتخصص

بدأ المنتخب الأردني المباراة بأسلوب منظم اعتمد على الضغط المتوسط وإغلاق المساحات أمام مفاتيح لعب العراق، فيما حاول المنتخب العراقي فرض إيقاعه والاستحواذ على وسط الملعب.

وجاءت أولى المحاولات الخطرة أردنية عندما سدد يزن النعيمات كرة قوية تصدى لها الحارس أحمد باسل في الدقيقة الأولى.

وتلقى الأردن ضربة موجعة بخروج النعيمات مصاباً، ما فرض على المدرب جمال السلامي إشراك المهاجم الصاعد عودة الفاخوري، الذي منح الهجوم الأردني حلولاً إضافية بتحركاته السريعة.

ومع مرور الوقت، نجح الأردن في استثمار تقدمه الهجومي بعدما احتسب الحكم ركلة جزاء إثر لمس مصطفى سعدون الكرة بيده داخل المنطقة، ليترجم علي علوان الكرة بثقة على يسار الحارس، مؤكداً تخصصه في تنفيذ الركلات الحاسمة ومحركاً النتيجة لمصلحة النشامى في الدقيقة 41.

وكاد الأردن أن يعزز تقدمه عبر الفاخوري الذي سجل هدفاً ثانياً أُلغِي بداعي التسلل قبل نهاية الشوط الأول بلحظات، لينتهي الشوط الأول بتقدم أردني مستحق.

تألق لافت من أبو ليلى

دخل المنتخب العراقي الشوط الثاني بعزم هجومي واضح بحثاً عن التعادل، وتقدم لاعبوه إلى الأمام مع ضغط مكثف على مناطق الأردن.

وسدد علي جاسم كرة قوية أبعدها الحارس يزيد أبو ليلى ببراعة في الدقيقة 59، قبل أن يتألق مجدداً في الدقيقة 71 بالتصدي لتسديدة جديدة من نفس اللاعب، مؤكداً حضوره القوي ودوره الحاسم في بقاء الأردن متقدماً.

واعتمد النشامى على الهجمات المرتدة لاستغلال تقدم العراق، فسدد مهند أبو طه كرة بعيدة كانت قريبة من مفاجأة الحارس باسل، ثم حاول الفاخوري مجدداً في الدقيقة 86 لكن محاولته وجدت تدخل الحارس العراقي هذه المرة.

وفي الدقائق الأخيرة، كثف العراق ضغطه، إلا أن أبو ليلى واصل تألقه وأنقذ تسديدة خطيرة من مصطفى سعدون في الدقيقة 90+5، ليحافظ على تفوق منتخب بلاده حتى صافرة النهاية.

وجاءت تشكيلة منتخب الأردن الأساسية اليوم: “يزيد أبو ليلى، عبدالله نصيب، سعد الروسان، حسام أبو الذهب، أدهم القريشي، نزار الرشدان، عامر جاموس، مهند أبو طه، محمود مرضي، علي علوان، يزن النعيمات”.

بينما ضمت تشكيلة العراق الأساسية كل من: “أحمد باسل، مصطفى سعدون، أكام هاشم، مناف يونس، أمجد عطوان، مهند علي، أحمد يحيى، علي جاسم، كرار نبيل، زيد إسماعيل، أحمد مكنزي”.

مشوار الأردن والعراق في البطولة

تأهل منتخب الأردن إلى الدور ربع النهائي بعدما قدم أداءً مقنعًا في دور المجموعات، محققًا ثلاثة انتصارات كاملة وضعته في صدارة المجموعة الثالثة.

افتتح المنتخب الأردني مشواره بفوز مهم على الإمارات (2-1)، ثم حقق انتصارًا مميزًا على الكويت (3-1)، قبل أن يختتم الدور الأول بانتصار تاريخي أمام منتخب مصر بثلاثية نظيفة، رغم اعتماد المدرب على الصف الثاني بعد ضمان التأهل.

في المقابل، حل منتخب العراق في المركز الثاني بالمجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، بعد فوزين على السودان والبحرين، خلف الجزائر المتصدر.

واستهل منتخب أسود الرافدين مشواره في البطولة بالفوز على البحرين بهدفين مقابل هدف واحد، وواصل تألقه في الجولة الثانية ليهزم السودان بهدفين دون رد.

وأظهر المنتخب العراقي شخصية كبيرة في اللقاء الأخير رغم الخسارة أمام الجزائر، خصوصًا بعد الطرد المبكر لحسين علي عند الدقيقة 5، حيث صمد الفريق وقدم أداءً تنافسيًا بـ10 لاعبين.

تاريخ مواجهات العراق ضد الأردن

تُعد مواجهة العراق والأردن واحدة من أكثر المباريات العربية تكرارًا عبر التاريخ، إذ التقى المنتخبان في 56 مباراة رسمية وودية منذ أول لقاء جمعهما عام 1964.

ويمتلك المنتخب العراقي الأفضلية في سجل المواجهات، بعدما حقق 31 انتصارًا مقابل 11 فوزًا للأردن، بينما حُسمت 14 مباراة بالتعادل.

وشهدت لقاءاتهما تفاوتًا كبيرًا في النتائج عبر العقود، حيث سجل العراق أكبر انتصار له عندما فاز 7-1 في مباراة ودية عام 1982، فيما جاء أكبر فوز للأردن بنتيجة 4-1 في لقاء ودي عام 2010.

وفي بطولة كأس العرب تحديدًا، التقى المنتخبان في ثلاث مناسبات، جميعها انتهت لمصلحة العراق الذي فاز 3-1 في نسخة 1964، ثم 2-1 في بطولة 1966، قبل أن يحقق انتصارًا واسعًا بثلاثية نظيفة في نصف نهائي نسخة 1988.

وتواصلت القمة في السنوات الأخيرة عبر مواجهات حاسمة، من أبرزها لقاء ثمن نهائي كأس آسيا 2023 الذي لا يزال حاضرًا في الأذهان، عندما قلب النشامى النتيجة وخطفوا فوزًا مثيرًا 3-2، ليكملوا مشوارهم حتى المباراة النهائية في واحد من أهم إنجازاتهم القارية.

مهاب زايد

مهاب زايد، صحفي رياضي مصري بخبرة تتجاوز الـ 6 سنوات، متخصص في الكرة العالمية وشمال إفريقيا، عمل من قبل في موقع ماتش ديربي وإكسترا كورة.

مقالات ذات صلة