صفع مانشستر سيتي مضيفه ريال مدريد بفوز ثمين بنتيجة (2-1)، مساء الأربعاء 10 ديسمبر 2025، في إطار الجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا 2025-2026.
واستقبل ملعب سانتياغو بيرنابيو Estadio Santiago Bernabéu (Madrid)، الذي يتسع لـ 83 الف متفرج، مباراة مانشستر سيتي وريال مدريد، بدءاً من الساعة 22:00 بتوقيت مصر، الساعة 23:00 بتوقيت السعودية، والساعة 20:00 بتوقيت غرينتش GMT، ونُقلت في بث مباشر عبر قناة بي ان سبورت 1 بصوت المعلق حفيظ دراجي.
وجاء الانتصار بعد قلب السيتي لتأخره بهدف، ليحقق فوزه الثاني فقط في التاريخ على هذا الملعب العريق، ويقترب أكثر من ضمان بطاقة العبور المباشر إلى ثمن نهائي البطولة، حيث رفع رصيده إلى 13 نقطة في المركز الرابع بالتساوي مع باريس سان جيرمان وبفارق نقطتين عن الثاني بايرن ميونخ و5 نقاط عن المتصدر آرسنال.
وزاد مان سيتي من حجم الضغوط الواقعة على المدرب تشابي ألونسو، الذي تلقى هزيمته الثانية على التوالي أمام جماهيره في دوري الأبطال، ليتجمد رصيد النادي الملكي عند 12 نقطة ويتراجع إلى المركز السابع متساويًا مع الإنتر وأتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند.
وافتقد المرينغي خدمات نجمه الفرنسي كيليان مبابي ولم يشارك في أي دقيقة رغم تواجده على دكة البدلاء، بعد أن تعرض لكسر في إصبع البنصر لليد اليسرى خلال مواجهة سيلتا فيغو بالدوري الإسباني، إثر سقوطه بشكل سيئ.
هيمنة مدريدية وفرص ضائعة
افتتح ريال مدريد المواجهة بقوة، وفرض نسقًا هجوميًا سريعًا منذ الدقائق الأولى، حينما احتسب الحكم كلومان توربان ركلة جزاء لصالح فينيسيوس جونيور قبل أن يلغيها الـVAR بعد تأكيد أن المخالفة حدثت خارج المنطقة.
ومنح هذا القرار دفعة جديدة للميرنغي الذي واصل ضغطه، إذ مرّت كرة فالفيردي من ركلة حرة بجوار القائم، قبل أن يراوغ فينيسيوس الدفاع ويسدد كرة خطيرة فوق العارضة.
استغل ريال مدريد بدايته القوية، ونجح في ترجمتها إلى هدف التقدم عند الدقيقة 29، بعدما قاد رودريغو هجمة مرتدة سريعة أنهى من خلالها غيابه الطويل عن التسجيل، فارضًا نفسه نجمًا للحظة بعد تسديدة مركزة استقرت في الزاوية البعيدة.
السيتي ينتفض
ردّ مانشستر سيتي بقوة، رغم غياب الخطورة طوال أول نصف ساعة، إذ جاء ظهوره الحقيقي الأول عبر كرة ثابتة نفذها رايان شرقي، لترتد من رأس غفارديول داخل المنطقة وتصل أمام نيكو أوريلي الذي تابعها بثقة داخل الشباك، معلنًا تعديل النتيجة في وقت حساس.
قلب مانشستر سيتي الطاولة، مستفيدًا من خطأ كارثي ارتكبه أنطونيو روديغر حينما أسقط إيرلينغ هالاند داخل منطقة الجزاء. وبعد مراجعة تقنية الفيديو احتسب الحكم ركلة جزاء انبرى لها المهاجم النرويجي بنجاح، مانحًا فريقه التقدم قبل نهاية الشوط الأول ومضاعفًا حالة الغضب في مدرجات البرنابيو.
حاول ريال مدريد العودة في الشوط الثاني، وأهدر جود بيلينغهام فرصة محققة عندما انفرد بالمرمى وسدد كرة سقطت فوق العارضة، فيما لم يختلف أداء الفريق بعد تبديلات ألونسو التي لم تضف الإيقاع المطلوب.
وواصل فينيسيوس مسلسل الإهدار، إذ ضيّع فرصة ثمينة برأسية قريبة من المرمى قبل أن يسدد كرة أخرى فوق العارضة وهو دون رقابة.
اقترب ريال مدريد من إدراك التعادل، عندما ارتقى البديل إندريك لعرضية متقنة وسدد كرة رأسية اصطدمت بالعارضة، في أخطر فرص الشوط الثاني. ورغم الضغط المتواصل، حافظ السيتي على تماسكه الدفاعي وتعامل بذكاء مع اللحظات الحرجة حتى إعلان صافرة النهاية.
وأنهت الهزيمة ليلة صعبة على جماهير البرنابيو، التي قابلت الأداء بصفارات الاستهجان، فيما زادت الشكوك حول مستقبل تشابي ألونسو بعد تلقيه خسارتين متتاليتين على ملعبه في البطولة.
أما مانشستر سيتي، فأثبت جاهزيته للذهاب بعيدًا في المسابقة، مستفيدًا من صلابة شخصيته وقدرته على قلب النتائج في أصعب الظروف.
تشكيلة ريال مدريد الأساسية
ضمت تشكيلة ريال مدريد الأساسية بقيادة المدرب تشابي ألونسو “تيبو كورتوا، فيدي فالفيردي، أنطونيو روديجر، راؤول اسينسيو، ألفارو كاريراس، داني سيبايوس، أوريلين تشواميني، جود بيلينجهام، أردا جولر، رودريجو جوس، فينيسيوس جونيور”.
وجلس على دكة بدلاء ريال مدريد “أندريك فيليبي، أندري لونين، جونزالو جارسيا، فران جارسيا، براهيم دياز، فران جونزاليس، فرانكو ماستانتونو”.
غاب عن قائمة ريال مدريد كل من إيدير ميليتاو، ادواردو كامافينجا، ترنت الكسندر ارنولد، داني كارفاخال، وفيريلاند ميندي بداعي الإصابات المختلفة.
تشكيلة مانشستر سيتي الأساسية
وجاءت تشكيلة مانشستر سيتي الأساسية بقيادة المدرب بيب غوارديولا “جيانلويجي دوناروما، ماتيوس نونيس، روبن دياز، يوشكو جفارديول، نيكو أوريلي، نيكولاس غونزاليس، برناردو سيلفا، ريان شرقي، فيل فودين، جيريمي دوكو، إيرلينج هالاند”.
أما دكة بدلاء مانشستر سيتي فضمت الأسماء التالية “جيمس ترافورد، تيجاني ريندرز، ناثان آكي، عمر موموش، ماركوس بيتنلي، ريان آيت نوري، سافيو موريرا، عبد القادر خوسانوف، أوسكار بوب، ريكو لويس”.
فيما غاب عن قائمة مانشستر سيتي كل من جون ستونز، رودريجو، وماتيو كوفاسيتش بسبب إصاباتهم المتعددة.
خاض ريال مدريد خمس مباريات في مشواره محققًا أربع انتصارات وهزيمة، وسجّل 12 هدفًا واستقبل 5، مما وضعه في موقع قوي قبل هذه القمة.
أما مانشستر سيتي، فرغم بدايته المتذبذبة، عاد ليستعيد توازنه محققًا ثلاثة انتصارات متتالية بعد خسارة وتعادل، مع تسجيله 10 أهداف واستقباله 5.
دخل الفريق الملكي المباراة بعد تعثر مفاجئ أمام سيلتا فيغو بالخسارة 2-0، لكنه قبلها حقق نتائج مهمة أبرزها الفوز على أتلتيك بلباو في سان ماميس بثلاثية نظيفة، وتعادل صعب ضد جيرونا، وانتصار ثمين خارج الديار أمام أولمبياكوس في دوري الأبطال.
وعلى الطرف الآخر، يظهر مانشستر سيتي في حالة تصاعد فني واضح، بعدما انتصر على سندرلاند بثلاثية في الدوري، بعد أن قلب الطاولة على فولهام بخماسية، وسبقها فوز مثير على ليدز بنتيجة 3-2، بعد سقوطه أمام ليفركوزن في دوري الأبطال وخسارة مؤلمة ضد نيوكاسل.
تاريخ مواجهات ريال مدريد ومانشستر سيتي
يصل إجمالي المواجهات المباشرة بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في جميع المسابقات إلى 15 مباراة حتى الآن، تقاسما خلالها عدد الانتصارات بواقع 5 لكل فريق، فيما حُسمت 5 مباريات بنتيجة التعادل.
وسجل ريال مدريد 25 هدفًا مقابل 28 هدفًا لمانشستر سيتي في سلسلة من أكثر المواجهات الأوروبية حدّة وتوازناً في السنوات الأخيرة.
ويعود أول لقاء جمع الفريقين إلى 18 سبتمبر 2012 في دوري أبطال أوروبا، حين قلب ريال مدريد تأخره ليحقق فوزًا دراماتيكيًا 3-2 في سانتياغو برنابيو، قبل أن يفرض سيتي التعادل 1-1 في لقاء الإياب يوم 21 نوفمبر 2012.
وتنوعت مواجهاتهما في دوري الأبطال عبر أكثر من حقبة، فخلال موسم 2015/2016 انتهى لقاء الذهاب في مانشستر بالتعادل 0-0 قبل أن يحسم ريال مدريد بطاقة العبور بفوز 1-0 في الإياب يوم 4 مايو 2016.
ثم عاد مانشستر سيتي ليفرض هيمنته في موسم 2019/2020 بفوزين متتاليين 2-1 ذهابًا وإيابًا، وشهد موسم 2021/2022 واحدة من أكثر المواجهات إثارة، حيث فاز سيتي 4-3 ذهابًا، قبل أن يقلب الريال الطاولة بفوز 3-1 إيابًا في ليلة تاريخية.
وفي موسم 2022/2023 حقق مانشستر سيتي أكبر انتصار في تاريخ المواجهات بفوزه العريض 4-0 يوم 17 مايو 2023، فيما شهدت النسخة الماضية 2024/2025 تفوقًا للملكي، إذ فاز الريال 3-1 في مدريد بعد أن انتصر 3-2 في مانشستر، لتستمر الندية بين العملاقين في صراع أوروبي لا يعرف الهدوء.
