قدم تقرير حديث من أتليتيك البريطانية، رؤى تفصيلية حول الفوضى المالية لبرشلونة، والسنوات المضطربة التي تنتظرهم، في أعقاب التعادل الشبيه بالهزيمة 3/3 أمام إنتر ميلان – وهي النتيجة التي أكدت بشكل أو بآخر إقصائهم من دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا.
بينما كان صيف برشلونة يدور حول الروافع الاقتصادية وتعليقات أعضاء مجلس الإدارة بأن النادي مستقر مالياً مرة أخرى، فإن الأداء الصادم للنادي في دوري أبطال أوروبا بمثابة مؤشر على السنوات القاتمة القادمة.
تم التلميح إلى هذا خلال اجتماع الجمعية العمومية الأسبوع الماضي، حيث اعترف نائب الرئيس المالي للنادي إدوارد روميو بأن النادي كان سيخسر 106 مليون يورو بدون الدخل من الرافعات، وأن الخسارة ستكون حوالي 210 مليون هذا العام.
ما دور الأبقار المقدسة في أزمة برشلونة المالية؟
كان كلام روميو تذكيرًا بمن يثقل كاهل النادي، على الأقل من الناحية المالية، حيث أنفق برشلونة 518 مليون يورو على الأجور والانتقالات المستهلكة الموسم الماضي.
هذه المرة، ارتفعت القيمة إلى 656 مليون يورو، بعد صفقات الميركاتو الصيفي 2022 روبرت ليفاندوفسكي ورافينها وجوليس كوندي، من بين آخرين.
جزء رئيسي من مشكلة برشلونة عندما يتعلق الأمر بنفقات رواتبهم المتضخمة هو أن النادي يدفع مبالغ زائدة لعدد كبير من النجوم في الماضي، الذين لم يضيفوا أي قيمة للفريق هذا الموسم.
وكلف أمثال جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس ومارك أندريه تير شتيجن النادي أكثر من 40 مليون يورو سنويًا من خلال الرواتب، حيث أن الألماني فقط ذا قيمة حقيقية، وذلك بفضل بدايته الرائعة في الموسم الحالي.
أما بالنسبة لبيكيه وبوسكيتس، فقد تم الكشف عن مستواهم خلال التعادل مع إنتر ميلان – الأداء الذي قد يدفع تشافي هيرنانديز للبحث عن بدائل داخل الفريق، قبل الكلاسيكو القادم أمام ريال مدريد.
الرواتب المؤجلة في برشلونة تزيد الطين بلة
بالإضافة إلى الرواتب المتضخمة، يدين برشلونة بالمال من خلال رسوم انتقالات غير مدفوعة، ورواتب مؤجلة للعديد من اللاعبين الذين تركوا النادي بالفعل، وتضم القائمة فيليب كوتينيو وميرالم بيانيتش ونيتو مورارا.
وفقًا للحسابات التي تم نشرها الأسبوع الماضي، سيتم دفع ما مجموعه 108 ملايين يورو من مستحقات هؤلاء اللاعبين خلال هذا الموسم 2022/23.
هل كل شيء أسود في مالية برشلونة؟
على الجانب الآخر، تمكن برشلونة من زيادة دخله من خلال الإعلانات التجارية والرعاية، إلى رقم 369 مليون يورو، محققاً ارتفاعًا صغيراً بالمقارنة مع 267 مليون يورو العام الماضي.
كما سجل النادي زيادة بنسبة %19 في عدد المتفرجين الذين حضروا مباريات الفريق في ملعب سبوتيفاي كامب نو مقارنة بالموسم الماضي (الأول في أوروبا).
ما هي خسائر برشلونة المالية لو خرج من دوري أبطال أوروبا 2022-2023؟
ومع ذلك، فإن هذه الانتصارات الصغيرة تقابلها الخسائر التي تكبدها النادي في ضوء إقصائه المحتمل من دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي قد يؤدي إلى خسارة برشلونة 20 مليون يورو، على أقل تقدير.
أعد البلوجرانا الميزانية لموسم 2022/23، مع التقدم حتى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا كهدف أساسي، والآن، حتى الفوز بالدوري الأوروبي لن يكون كافياً لتغطية هذه الخسائر.
بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن يدفع برشلونة أيضًا %25 من دخله إلى شريكه في الأصول وصاحب الرافعة المالية الصيف الماضي الشارع السادس، بدءًا من هذا الموسم فصاعدًا، مما يعني رقمًا يقارب 41 مليون يورو.
هل تؤثر الأزمة المالية على مشروع تجديد كامب نو؟
النادي لديه التزامات أخرى أيضًا، بما في ذلك مشروع الملعب الجديد Espai Barça الذي سيجعل برشلونة يسدد 1.5 مليار يورو على مدار 25 عامًا، بمجرد اكتمال الاستاد الجديد.
كجزء من الأقساط، سيتعين على برشلونة دفع 50 مليون يورو في الموسم المقبل، ومع وجود كامب نو قيد الإنشاء، سيتعين على الفريق اللعب في إستادي مونتجويك الأولمبي الأصغر بكثير من كامب نو، والذي تبلغ سعته حوالي 55 ألف متفرج، ما يعني أن الأمور تبدو قاتمة بالنسبة للنادي الكتالوني على الصعيد المالي.
الدوري الإسباني آخر فرصة لإنقاذ موسم برشلونة
ومع ذلك، فإن برشلونة لم يفقد كل شيء حتى الآن، فبالرغم من إقصائهم المحتمل من دوري أبطال أوروبا، إلا أنهم لا يزالون أحد أكبر المتنافسين لاستعادة لقب الدوري هذا الموسم.
قد يقطع الفوز على ريال مدريد في نهاية هذا الأسبوع شوطًا طويلاً في إعادة تأكيد الثقة في الفريق والنادي، حيث يتطلع رجال تشافي هيرنانديز إلى تقديم أداء جيد خلال ما تبقى من هذا الموسم.
