تقارير صحفية

أشهر 5 حوادث انسحاب بسبب العنصرية في كرة القدم

شهدت مباراة باريس سان جيرمان الفرنسي وإسطنبول باشاك شهير التركي ضمن الجولة السادسة والأخيرة من مباريات المجموعة الثامنة في دوري أبطال أوروبا، مساء أمس الثلاثاء، واقعة عنصرية مؤسفة وفريدة من نوعها قد تكون الأولى في تاريخ مباريات المسابقة الأشهر والأغلى في عالم كرة القدم.

لكن هذه المرة ليست من قبل الجماهير كما جرت العادة، بل من جانب ممثل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” على أرض الملعب، وهو الحكم الرابع من رومانيا، عندما تلفظ بكلمة الرجل الأسود “نيجرو” تجاه أحد أفراد الطاقم الفني للنادي التركي.

وكان المقصود بتلك العبارة هو المُعد البدني لنادي اسطنبول باشاك شهير ونجم هجوم منتخب الكاميرون وأوساسونا الأسبق “بيير ويبو” والذي اعترض على التحكيم لعدم استخدام تقنية فيديو الحكم المساعد (الفار) في إحدى اللقطات عند الدقيقة 13، لكنه فوجيء بتفوه الحكم الرابع واسمه: “كونستانتين كولتيسكو” بكلمة “نيجرو” أي “الرجل الأسود” أثناء حديثه مع حكم الساحة “أوفيديو هيتيجان” الذي ذهب على الفور وأشهر البطاقة الحمراء في وجه ويبو دون أن يعرف القصة.

وأدى ذلك إلى انسحاب جميع أعضاء فريق إسطنبول باشاك شهير والجهاز الفني من أرض الملعب، وطالبوا بإلغاء المباراة بسبب العنصرية، في حملة قادها الهداف السنغالي السابق لناديي نيوكاسل يونايتد وتشيلسي “ديمبا با” الذي كان شاهدًا على الحادثة أثناء تواجده بدكة بدلاء باشاك شهير.

وأعادت هذه الواقعة إلى الأذهان عدة انسحابات بسبب العنصرية في ملاعب كرة القدم، ونستعرض معكم في هذا التقرير أشهرها:

1- المالي موسى ماريجا 2020

رفض مهاجم بورتو البرتغالي، موسى ماريجا استكمال مباراة فريقه ضد فيتوريا جيماريش في الدوري البرتغالي الممتاز ، بسبب تعرضه لهتافات عنصرية من جمهور فيتوريا.

قرر ماريجا في الدقيقة 69 من المباراة مغادرة الملعب بعد استماعه لكلمات عنصرية بشكل متكرر، صمت عليها في البداية، حتى تعالت تجاهه مع كل لمسة للكرة.

وحاول المدير الفني لبورتو “سيرجيو كونسيساو” وزملاؤه في الفريق إثناء مهاجم منتخب مالي في كأس أمم أفريقيا 2019 عن قراره، لكن دون جدوى من موسى ماريجا الذي أصر على موقفه.

وبدا الغضب الشديد واضحًا على النجم المالي عندما أخذ طريقه مباشرة إلى النفق المؤدي لغرف تبديل الملابس، دون الاستماع أو الإنصات لكلمات زملائه في بورتو أو المدير الفني أو الحكم، واكتفى بتوجيه بعض الإشارات الخادشة للحياء إلى الجماهير للرد على ما قاموا به.

2- الايطالي ماريو بالوتيلي 2019

طاردت العنصرية المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي كثيرًا في ملاعب كرة القدم الإيطالية وحتى الإنجليزية بسبب لون بشرته السمراء وأصوله الأفريقية.

وأضطر بالوتيلي ذو الأصل الغاني بعد أن فاض به لمغادرة أرض الملعب خلال مباراة بين بريشيا وهيلاس فيرونا في النصف الأول من الدوري الإيطالي بموسم 2020/2019، بسبب تعرضه لهتافات عنصرية من قبل جماهير فيرونا.

وكان المهاجم السابق لأندية مانشستر سيتي وميلان وليفربول يراوغ عند راية الركنية عندما إلتقط إحدى الكرات وألقى بها تجاه المدرج الذي صدرت منه أصوات القرود بكثافة، ما دفعه نحو التفكير في مغادرة أرض الملعب.

وذهب أعضاء فريق هيلاس فيرونا بقيادة المغربي سفيان أمرابط نحو احتضان بالوتيلي وأقنعوه بمواصلة اللعب، بعدما قرر الحكم تعليق المباراة لعدة دقائق قبل أن يستمر المهاجم الدولي الإيطالي، ويَرد بطريقته الخاصة على الجمهور بتسجيل هدف في الدقائق الأخيرة من المباراة.

3- الغاني كيفن برينس بواتينج 2013

انسحب فريق ميلان الإيطالي بأكمله من مباراة ودية في صيف 2013 أمام فريق يُدعى برو باتريا كان يلعب في الدوري الايطالي الدرجة الرابعة حينذاك، وذلك تضامنًا مع زميلهم الغاني الألماني كيفين برينس بواتينج الذي تلقى هتافات عنصرية من مدرجات برو باتريا.

وأوقف الحكم المباراة في الدقيقة 26، بعدما سمع مجموعة من الجماهير توجه شتائم عنصرية ضد برينس بواتينج، الذي لم يتمالك أعصابه وطلب من المدير الفني لميلان آنذاك، ماسيمليانو أليجري الانسحاب من المباراة.

وقامت الجماهير بتوجيه هتافات عنصرية في بداية المباراة ضد كل من بواتينج، والفرنسي “مباي نيانج” والهولندي “أوربي إيمانويلسون” أصحاب البشرة السمراء.

ورد بوايتنج على الجماهير بتسديد الكرة تجاه المدرجات، ثم قام بالذهاب نحو المجموعة التي توجه الشتائم، ومع احتدام الأمر؛ قرر أليجري الانسحاب، ليأمر لاعبيه بالخروج من الملعب رفضًا لما شهدته المباراة.

4- الكاميروني صامويل إيتو 2006

من أبرز اللاعبين الذين تعرضوا للهتافات العنصرية، النجم الكاميروني صامويل إيتو عندما كان لاعبًا في صفوف برشلونة الإسباني، والذي أقدم على مغادرة الملعب خلال مباراة فريقه أمام ريال سرقسطة في الدوري الإسباني عام 2006.

ووجهت جماهير سرقسطة هتافات عنصرية نحو إيتو، وقامت بإطلاق أصوات القرود كلما لمس النجم الكاميروني الكرة، ما دفع لاعب ريال مايوركا السابق إلى محاولة مغادرة ملعب المباراة قبل عشر دقائق من نهاية اللقاء الذي استضافه ملعب لا روماريدا، وبدوره أمر حكم المباراة رجال أمن الملعب بالتحدث عبر الإذاعة الداخلية وإبلاغ الجماهير بالتوقف عن الهتاف ضد إيتو الذي لم يستطع الصبر أكثر من ذلك على الاستفزازات العنصرية.

وهرع إيتو لمغادرة الملعب بعد تعرضه لتلك الهتافات من جانب جماهير ريال سرقسطة، لكن زملاءه وحكم المباراة نجحوا في إقناعه بالبقاء في الملعب وتجاهل هذه الهتافات التي وجهتها مجموعة من جماهير المنافس.

من جانبها، دعت منظمة الائتلاف الإسباني لمناهضة العنصرية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد العنصرية التي تفشت في كرة القدم الإسبانية، إذا كانت هناك رغبة في التعامل مع هذه الظاهرة.

  • من هو جزار بلباو “أندوني جويكوتشيا” المتسبب في رحيل مارادونا عن برشلونة؟

وأكدت المنظمة أن الانتهاكات العنصرية تمثل خطرًا على اللاعبين المحترفين الذين يتعرضون لإهانات في الملعب.

5 -الإيفواري ماركو زورو 2005

في عام 2005 وأثناء مباراة في الدوري الإيطالي بين انتر ميلان وفريق ميسيينا تعرض اللاعب الإيفوارى ماركو زورو مدافع الأخير لهتافات عنصرية منذ لحظة دخوله للإحماء قبل المباراة وخلالها ما جعله يهدد بمغادرة الملعب إلا أن لاعبي الإنتر وفي مقدمتهم المهاجم البرازيلي الشهير “آدريانو”، وبعض المشجعين وقفوا في صفه وقاموا بتشجيعه لإكمال المباراة.

تلك الحادثة أثارت جدلًا واسعًا في آنذاك، وفتحت ملف العنصرية في كرة القدم الإيطالية على مصراعيه أكثر من أي وقت مضى، حيث تأزم الوضع وأدى إلى إندلاع مظاهرات مناهضة للعنصرية في المدرجات بمختلف أرجاء البلاد.

وعلى خلفية هذه الأحداث، عاقب الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أربعة من كبار مشجعي انتر ميلان بالحرمان من دخول أي ملعب في إيطاليا لمدة خمس سنوات بسبب هتافاتهم العنصرية ضد ماركو زورو.

وكشف موقع فوتبول إيطاليا أن قرار إيقاف أربعة من كبار مشجعي انتر ميلان، جاء بسبب توجيههم لهتافات عنصرية ضد النجم الإيفواري، واستخدام أحدهم مكبرًا للصوت في توجيه تلك الهتافات.

وحاولت كرة القدم الايطالية التخلص من اتهامها الدائم بالعنصرية ضد السود بمنح الفرصة للاعبين إيطاليين من أصول أفريقية لتمثيل المنتخب الأول، وكانت البداية من مدافع نادي روما ولاتسيو وباليرمو وفيورنتينا ذو الأصل الصومالي “فابيو ليفيراني” والذي بدأ في تمثيل الأتزوري بدءًا من عام 2002، حتى جاء الدور على ماريو بالوتيلي ذو الأصل الغاني، والذي يُعد أشهر لاعب أسود في تاريخ منتخب إيطاليا، لا سيما بعد تسجيله لهدفين حاسمين في نصف نهائي يورو 2012 أمام المنتخب الألماني.

فينيسيوس جونيور ينضم للقائمة

شهدت مباراة الجولة 35 من الدوري الاسباني بين فالنسيا وريال مدريد على ملعب المستايا، موسم 2023/2022، تعرض فينيسيوس جونيور – لاعب النادي الملكي – لهتافات عنصرية من الجمهور خلال الدقائق الأخيرة من المباراة المنتهية بفوز الخفافيش بهدف دون رد.

وكاد اللاعب ينسحب من أرض الملعب بسبب الهتافات العنصرية ضده قبل أن يتم طرده بالبطاقة الحمراء في الدقيقة 97 بعدما فقد اعصابه في الاعتداء على أحد لاعبي فالنسيا دون كرة.

مقالات ذات صلة