كرة القدم الأوروبية

ما بعد المباراة | باريس استنفذ البنزين قبل مواجهة الحصن الأمين!

عاش باريس سان جيرمان ليلة صعبة على ملعب “دالوش” بمدينة لشبونة البرتغالية في نهائي دوري أبطال أوروبا مساء اليوم الأحد، في الدفاع والوسط والهجوم أمام فريق بايرن ميونخ “المُحصن” ضد الاختراقات والانكسارات، ليخسر رفاق “نيمار” بهدف دون رد، ويتركون البايرن يحتفل هو بالثلاثية التاريخية.

باريس سان جيرمان استنفذ “البنزين” في مباراته الماضية أمام لايبزيج الألماني بنصف نهائي الأبطال، حيث أراد تسجيل كم هائل من الأهداف، والمواجهة لم تكن تستدعي كل هذا العناء بفضل الهدف المُبكر الذي سجله ماركينيوس في الدقيقة 13.

ودفع مدرب باريس سان جيرمان “توماس توخيل” ثمن كشف كل أوراقه الرابحة أمام لايبزيج، خلال مباراة نهائي الأبطال أمام بايرن ميونخ، ليظهر شاحب اللون، دون خطورة حقيقية أو مستمرة على مرمى الحارس مانويل نوير الذي لم يواجه تلك المعاناة التي واجهها أمام ليون في نصف النهائي مثلاً.

بدأ باريس سان جيرمان بخطة لعب هجومية 4-3-3 لكنها تفتقد للاتزان في خط الوسط، بسبب وضع الثلاثي “لياندرو باريديس وماركينيوس وآندير هيريرا” خلف الثلاثي الهجومي الحر “أنخل دي ماريا ومبابي ونيمار”.

ماركينيوس وهيريرا وباريديس ثلاثي لا يجيد في العمليات الدفاعية بنسبة 100٪ أو في العمليات الهجومية بنسبة 50٪ أو حتى في عملية الربط السليم بين الخطوط وبعضها البعض، على النقيض تمامًا من ثلاثي وسط البايرن المُتمرس في كل ما سبق ذكره.

لم نر باريديس أو ماركينيوس يقومان باستخلاص الكرات بشكل سليم من لاعبي وسط البايرن، ولم نشعر بتلك القدرات العظيمة عند آندير هيريرا في فتح اللعب على الطرفين أو في العمق بالتمريرات الطولية.

غياب النحلة “ماركو فيراتي” أثر بالسلب على حدة خط وسط باريس سان جيرمان، ليصبح من السهل افساد أي محاولة لإيصال الكرات البينية السليمة في وضعيات مريحة للثنائي نيمار ومبابي.

وتزامن مع هذا الشكل البائس لخط وسط باريس سان جيرمان، تألق كبير للثنائي تياجو ألكانتارا وتوماس مولر في الإلتحامات وتوقع الكرات بشكل سليم، مع تقدم جوريتسكا بصفة مستمرة إلى الثلث الأخير من الملعب لمساندة الهجوم بالتسديدات أو التمريرات أو الضغط على حائز الكرة.

باريس كانت لديه مشكلة حقيقية في عملية الخروج الصحيح بالكرة من الخلف إلى الأمام، وعلى مدار الشوط الثاني كله ومن بعد تسجيل كومان للهدف، لم يقم ببناء أي فرصة حقيقية منظمة من الخلف إلى الأمام بسبب ضعف مهارة مدافعيه وثقل حركة باريديس وهيريرا، وتأخر نزول فيراتي، واهمال لاعب مثل “إدريس جانا جاي” على دكة البدلاء، فقد كان من باب أولى مشاركته بدءًا من الشوط الثاني.

في الدقائق العشر الأخيرة، لا يوجد أي أحد توقع تسجيل باريس لهدف قاتل يتعادل به، نظرًا لإصرار توخيل على إبقاء “ماورو إيكاردي” على دكة البدلاء، ومواصلة الاعتماد على الاختراق من العمق بقيادة “نيمار ومبابي” لكن تلك الطريقة كانت مكشوفة وغير ناجحة، والفريق كان بحاجة لرأس حربة صريح يسحب معه ثنائي قلب دفاع بايرن “سولي ودافيد ألابا” لافساح المجال أمام اختراقات نيمار أو مبابي، بما أن هناك استحالة كبيرة في تجاوز الثنائي السريع “كيميش وألفونسو ديفيز”.

كان يتوجب على توخيل إراحة مبابي على دكة البدلاء منذ بداية المباراة، وانهاك دفاع بايرن ميونخ بقوة إيكاردي وسرعته في الانقضاض، ثم في الشوط الثاني يقوم بإشراك مبابي وموتينج، كما فعل في مباراة أتلانتا، لكنه استنفذ قوة فريقه دون جدوى.

فليك أدار المباراة بـ “معلمة”

كادت شباك حارس باريس “كيلور نافاس” تتلقى أكثر من هدف، لولا ضعف تركيز توماس مولر وسيرج جنابري، وسوء طالع هداف دوري أبطال أوروبا هذا الموسم “روبرت ليفاندوفسكي” عندما تصدى القائم الأيمن لتصويبة أرضية منه في الدقائق الـ 25 الأولى.

وسعى “بايرن ميونخ” بقيادة هانز فليك نحو تسجيل هدف التقدم خلال الشوط الثاني، ونجح في ذلك بفضل الجناح الأيسر “كينجسلي كومان” بعد عرضية نموذجية من الظهير الأيمن “جوشا كيميش”.

وتمسك فليك برغبته الملحة في تحقيق اللقب السادس للبايرن في تاريخ مشاركاته ببطولة دوري أبطال أوروبا، وهو اللقب الأول منذ عام 2013 عندما هزم بوروسيا دورتموند في نهائي ملعب ويمبلي، بإجراء تغييرات في توقيت مثالي، وفور شعوره بتراجع مستوى جنابري وكومان.

وساعده على تنفيذ أفكاره، التجهيز المُسبق لكل من فيليب كوتينيو وإيفان بيريسيتش بمنحهما دقائق جيدة في المباريات الماضية، ليحقق أكبر استفادة منهما في مواصلة عملية الضغط العالي على لاعبي باريس على الأطراف وفي العمق، وهذا منع ظهيري باريس من التقدم لأداء الدور الهجومي خلال الدقائق الأخيرة، ما أظهر بايرن متفوق من الناحية العددية دائمًا في منطقة وسط ملعبه، وسهل جدًا عليه عملية استعادة الكرة أو اسقاط لاعبي باريس في الأخطاء المتكررة.

بهذا التتويج، احتفل بايرن ميونخ بالثلاثية التاريخية للمرة الثانية في التاريخ، بعد أن فاز بها بموسم 2013/2012 تحت قيادة المدرب الألماني المعتزل “يوب هاينكس”، وها هو يكررها مع مدرب ألماني آخر هو “هانز فليك” الذي تولى مسؤولية تدريب الفريق بمنتصف الموسم خلفًا للمدرب الكرواتي “نيكو كوفاتش”.


اقرأ ايضًا..

مقالات ذات صلة