زلزال بي إن سبورت.. التفريط في حقوق توزيع الدوري الفرنسي والألماني
فرطت شبكة قنوات بي إن سبورت في احتكارها الشامل لحقوق بث الدوري الفرنسي حول العالم، واستبعدت إمكانية استمرار الدوري الالماني بين بطولاتها الكبرى بدءًا من الموسم المقبل 2021/2020، ضمن السياسة التقشفية الجديدة التي بدأت في اتباعها منذ الأسبوع الماضي حين قررت الاستغناء عن عدد كبير من موظفيها البارزين.
وأكدت مصادر خاصة بـ “ميركاتو داي” أن إدارة بي إن سبورت صرفت النظر بالفعل عن مواصلة احتكار الحقوق العالمية للدوري الفرنسي بدءًا من الموسم المقبل، رغم امتلاك رئيسها “ناصر الخليفي” لنادي باريس سان جيرمان منذ عام 2011 حتى الآن ضمن صفقة استثمارات قطرية في فرنسا مقابل صوت ميشيل بلاتيني في صراع قطر مع أميركا وأستراليا وكوريا من أجل تنظيم كأس العالم 2022 (اقرأ التفاصيل هنـــا).
وأضافت مصادر ميركاتو داي: “مسؤولو بي إن سبورت يُمهدون منذ صيف 2019 لتقليص عدد الدوريات التي تبث على شاشتها، وبالتالي تقليل عدد الموظفين العاملين في تلك الدوريات، وكان من الطبيعي رؤية أكثر من 600 موظف يغادرون الشبكة منذ العام الماضي حتى الآن”.
وكشفت كذلك عن تسريح شبكة بي إن سبورت للمعد الرئيسي لاستوديوهات الدوري الألماني في القناة “المصري محمد كمال” في الساعات القليلة الماضية، تمهيدًا لغلق كل ما هو متعلق بالبوندسليجا في القناة.
بولحية..أصعب قرار
أما بخصوص الدوري الفرنسي، فقد اتخذت القناة أصعب قرار لها بتسريح الابن المدلل “المعز بولحية” المقدم الرئيسي لاستوديوهات الدوري الفرنسي في القناة منذ عام 2012 حتى الآن.
وعمل الإعلامي التونسي “المعز بولحية” مع بي إن سبورت في مسماها القديم “الجزيرة الرياضية” وكان من أبرز مُقدمي البرامج والاستوديوهات التحليلية بما في ذلك دوري أبطال أفريقيا وكأس أمم أفريقيا.
وقررت بي ان سبورت انهاء احتكارها لحقوق بث مباريات الدوري الفرنسي الدرجة الأولى “ليج آ” على مستوى العالم، وغلق مكتب القناة في العاصمة الفرنسية باريس، وتسريح جميع الموظفين العاملين في القناة الفرنسية.
لكن لا تزال حقوق بث الدوري الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحوزة القناة حتى هذه اللحظة، لحين ظهور جديد في هذا الصدد.
ووصل عدد الراحلين عن بي إن سبورت في يونيه 2019 إلى 500 موظف، وفي الأسبوع الماضي رحل ما مجموعه (126 موظفًا) من بينهم الإعلامي الجزائري المخضرم “لخضر بريش” والخبير التحكيمي السوري “جمال الشريف” بالإضافة إلى ماجد الشجعي وخالد ياسين وآنية الأفندي والأردني المخضرم “خالد الغول”، فضلاً عن أحد أكبر الشخصيات في القناة الإخبارية الرياضية لبي إن سبورت “نزار الأكحل”.
وكانت شبكة قنوات بي إن سبورت قد اشترت حقوق بث الدوري الفرنسي في عام 2012 لمدة 6 مواسم، وقامت بتجديده في عام 2018 لمدة موسمين فقط، بينما اشترت حق بث الدوري الالماني في عام 2014 بعد سنوات طويلة للمسابقة على قنوات “دبي الرياضية الإماراتية”، مستغلة الشرط الجديد لرابطة الأندية الألمانية المحترفة بضرورة بيع المباريات لقناة تعمل بنظام التشفير على غرار باقي البطولات الأوروبية الكبرى وهو ما لم يكن متوفر لدى دبي وقتها.
وبعدم دخول المناقصات الجديدة على حقوق بث الدوري الفرنسي والدوري الالماني، ستفقد القناة بالضرورة شريحة لا بأس بها من عشاق كرة القدم عمومًا ومُحبي المسابقتين على وجه الخصوص، وبالتالي تكبد المزيد من الخسائر المالية القادمة من الاشتراكات والاعلانات.