المجر تتعاون مع البرتغال لتسليم مؤسس فوتبول ليكس

وضعت الحكومة المجرية يدها في يد نظيرتها البرتغالية هذا الأسبوع، لتسليمها مؤسس موقع التسريبات الشهير “فوتبول ليكس” الذي كشف للعالم العديد من قضايا الفساد في كرة القدم خلال الأشهر الماضية.

ونال فوتبول ليكس من نجوم أمثال كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا، حيث ثُبت عليهم اتهامات التهرب الضريبي، فضلاً عن نيل فوتبول ليكس من شخصيات بارزة في الفيفا، وأبرزهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “جياني إنفانتينو”.

وساهم فوتبول ليكس كذلك في الإيقاع بنادي تشيلسي منتصف الشهر الماضي، عندما صدر حكم رسمي من الفيفا بإيقاف النادي عن إبرام صفقات جديدة بالميركاتو الصيفي 2019 والميركاتو الشتوي 2020 لمخالفته المادة 19 في قانون التعاقدات بلوائح الفيفا (اقرأ المزيد عن المادة 19).

وأعلنت الحكومة المجرية في منتصف شهر يناير الماضي قبضها على شاب برتغالي يُدعى “روي بينتو” يبلغ من العمر 30 عامًا في العاصمة المجرية “بودابيست”، تنفيذًا لمذكرة توقيف أوروبية صدرت من الحكومة البرتغالية ضده بتهمة القرصنة والسرقة.

وتمتلك النيابة البرتغالية أدلة تُدين روي بينتو بسرقة رسائل إلكترونية داخلية لنادي بنفيكا البرتغالي يسعى لنشرها فيما بعد على موقع “فوتبول ليكس”.

وأكدت المحكمة المجرية الثلاثاء الماضي أنه “لا يمكن رفض طلب التسليم إلى البرتغال، وكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يتوقع منهم الإلتزام بالمعايير القضائية ذاتها”.

بنفيكا وبورتو

ظل بينتو الذي عارض محاموه قرار تسليمه إلي الحكومة البرتغالية رهن الإقامة الجبرية منذ أسابيع بانتظار البت في مسألة تسليمه إلى بلاده، بعدما وجهت إليه النيابة العامة في البرتغال اتهامًا بـ “محاولة الابتزاز الشديد والوصول غير المشروع إلى معلومات سرية، وسرقة البيانات من بعض المؤسسات بما في ذلك الدولة البرتغالية”.

وقام بينتو بتعيين عدد من المحاميين الذين أكدوا أن موقع فوتبول ليكس -الذي وفر ملايين الوثائق المقرصَنة لمؤسسات إعلامية أوروبية حول مخالفات مزعومة في عالم كرة القدم- قام بنشر معلومات على دفعتين في نهاية عام 2016 ثم نوفمبر 2018.

وكان بينتو الملقب بين الصحفيين بـ “جون” متفائلاً بتجنب التسليم إلى الحكومة البرتغالية طيلة الفترة الماضية، بحسب ما أخبر به أحد ممثليه القانونيين (ديفيد ديك) الذي أدلى ببعض التصريحات لوكالة “فرانس برس” يوم الاثنين الماضي حول القضية.

ويتهم بينتو بسرقة رسائل إلكترونية داخلية لنادي بنفيكا، استخدمها مسؤولون في غريمه التقليدي (بورتو) لاتهامه بقضية محاولة السيطرة على الحكام في الدوري البرتغالي.

وكانت تسريبات فوتبول ليكس قد كشفت عن نظام التهرب الضريبي المتبع في عالم كرة القدم، وخصوصا في قضية للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عندما كان يدافع عن ألوان نادي ريال مدريد الاسباني.

باريس والسيتي

وفي نوفمبر الماضي، أشارت تسريبات جديدة إلى فضائح طالت فريقي باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الانجليزي بشأن مخالفتهما لقوانين اللعب المالي النظيف.

وقال موقع فوتبول ليكس أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا قام بتغطية مخالفات باريس والسيتي، بمعاونة من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا (إنفانتينو).

وحامت الشكوك حول وجود “صداقة مريبة” تجمع بينه والمدعي العام لمنطقة هو-فاليه السويسرية رينالدو أرنولد.

من هو روي بينتو؟

حاولت وكالة فرانس برس تقديم تعريف مناسب لروي بينتو في تقرير نشرته هذا الأسبوع، بدأته بوصف بينتو بصاحب وجه طفولي، وبالشاب الاجتماعي السعيد.

وفي ردهم على سر إنشاء روي بينتو لموقع فوتبول ليكس، وصف محامو بينتو بأنه شاب برتغالي يحب كرة القدم، وبسبب اشمئزازه من الممارسات المعروفة تدريجًا، قرر أن يكشف للعالم حجم الممارسات الإجرامية التي لا تؤثر فقط على كرة القدم بل تعرض صورتها لضرر كبير.

وساهمت تلك التسريبات، بحسب تأكيد محامو بينتو، في نشر معلومات هامة نتجت عنها تحقيقات غاية في الأهمية لمستقبل أفضل لكرة القدم.

ويشجع بينتو نادي بورتو ويعتبر رونالدو لاعبه المفضل، وقد خضع صاحب الـ 30 عامًا لدروس شخصية في برمجة الحواسيب على مدار خمس سنوات، وهو ينحدر من مدينة فيلا نوفا دي جايا، إحدى ضواحي بورتو، ويعيش في عاصمة المجر (بودابسيت) منذ عام 2015.

ووصل إلى بودابيست ضمن برنامج تبادل كجزء من دراسته في التاريخ، ويرى بأن بلاده لم تعد تمنحه “أية آفاق بسبب الأزمة الاقتصادية”، كما قالت فرانس برس.

وبعد تحقيقه للاستقرار اللازم في المجر، استطاع بينتو مساعدة والده صانع الأحذية المتقاعد ببعض الأموال من خلال عمله في الآثار القديمة.

وأنشأ بينتو موقع التسريبات فوتبول ليكس في 2016، وبدأ فيه بتحميل عقود لاعبين ومدربين من نادي سبورتينج لشبونة البرتغالي والفرع المالطي من صندوق الاستثمار “دوايان”، المثير للجدل في سوق انتقالات اللاعبين.

أوقف بينتو في بودابست بسبب دوايان، إذ حاول ابتزازهم، وأقر باتصاله بالصندوق لكن بهدف اختبارهم، من دون أي نية سيئة، وكانت صحيفة “سابادو” أول من كشفت عن اسم روي بينتو في سبتمبر الماضي بأنه صاحب موقع التسريبات فوتبول ليكس.

ويعتقد بينتو أن البرتغال تعمل على تخريب تحقيقات يسهم فيها في دول أوروبية عدة بعد الكشف عن الجرائم.

وفي مقابلة مع صحيفة “أكسبرسو” الشهر الماضي ادعى بينتو أن البرتغال تسعى إلى تسلمه من المجر، وقال نصًا “البرتغال تريد إسكات ما يحمله حاسوبي”.