اقتصادوكلاء اللاعبين

تقرير | إفلاس توماس كوك يضع ولفرهامبتون على حافة الإنهيار!

ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع، كلمات تنطبق على الوضع الراهن في نادي ولفرهامبتون الذي نافس بشراسة على احتلال المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي الموسم الماضي بقيادة مدربه البرتغالي نونو سانتو ومجموعة من أبرز اللاعبين البرتغاليين جاءوا بعد مشاركة وكيل اللاعبين “خورخي مينديز” في أسهم النادي.

يعيش ولفرهامبتون مأساة حقيقية هذا الأسبوع بسبب إعلان افلاس الراعي الأول له “توماس كوك” يوم الاثنين الماضي، وقد نرى في الأشهر القليلة القادمة النادي يضطر لبيع نجومه الكبار لحل أزمته التي ستتفاقم مع الأيام من دون شك.

الحكاية بدأت منتصف الشهر الجاري حين وقعت أكبر عملية إجلاء منذ الحرب العالمية الثانية، إذ قررت الحكومة البريطانية التدخل في الأزمة بوضع كل الامكانيات اللوجستية الممكنة لتخصيص أكثر من 40 طائرة لأسبوعين متتاليين، وذلك بغرض إعادة أكثر من 150 ألف مسافر بريطاني، وجدوا أنفسهم غير قادرين على استخدام رحلات مع شركة “توماس كوك” للسفر والسياحة.

الشركة أشهرت إفلاسها بعد فشل المحادثات لإنقاذها في اللحظة الأخيرة الأسبوع الماضي. لكن كيف يهدد هذا الحدث النادي الملقب بالذئاب في الدوري الإنجليزي الممتاز “ولفرهامبتون”؟ وهل يكون مصيره مثل نادي بوري الذي طُرد مطلع هذا الموسم من دوري الدرجة الثانية بسبب الافلاس؟.

يواجه ملاك نادي ولفرهامبتون الإنجليزي خسارة أكثر من مليار جنيه إسترليني بعد انهيار شركة السياحة ووكالة السفر البريطانية العالمية “توماس كوك”.

وتُعد الشركة الصينية القابضة للإستثمار “فوسون إنترناشيونال”، المالك الحالي لنادي ولولفرهامبتون، أكبر مساهم منفرد بنسبة 18٪ في شركة “توماس كوك”، والتي توقفت رحلاتها لأول مرة، يوم الإثنين الماضي الموافق 23 سبتمبر 2019.

ووفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن حصة شركة “فوسون إنترناشيونال”، في شركة “توماس كوك” تبلغ أكثر من مليار جنيه إسترليني بعد أن بدأت في شراء أسهم نادي ولفرهامبتون في عام 2015.

وانهارت أسهم “توماس كوك” بعد أن وصلت للقمة بقيمة بلغت 1.50 جنيه إسترليني للسهم الواحد في مايو 2018 إلى بضعة بنسات قبل إعلان إفلاسها بدين بلغ 1.7 مليار جنيه إسترليني.

وقالت إدارة نادي ولفرهامبتون في تصريحات، إن خسائر شركة “فوسن” لن يكون لها أي تأثير على إدارة النادي، الذي حقق أكبر استفادة منذ أن اشترت الشركة الصينية الذئاب في عام 2016.

ذكرت صحيفة ديلي ميل في وقت سابق من هذا الشهر، أن الشركة الصينية تبحث عن مستثمرين في النادي، كما أنها على استعداد لبيع ما يصل إلى 20 في المائة من حصة النادي.

ومع ذلك، يجب أن تكون شركة “فوسون إنترناشيونال” قادرة على التعامل مع انهيار شركة “توماس كوك”، مع العلم أن ثروة رئيس الشركة الصينية “غوانغ تشانغ” تتجاوز الخمس مليارات جنيه إسترليني.

كما لديهم أيضًا حصص كبيرة في مجموعة السفر الكندية “سيرك دو سوليه” وشركة السياحة الصينية “كلوب ميد”، والتي يقع مقرها في فرنسا.

تُقدر قيمة ولفرهامبتون بـ 350 مليون جنيه إسترليني من قبل شركة “فوسن”، وهي زيادة ضخمة على مبلغ الـ45 مليون جنيه إسترليني الذي دفعوه للسيطرة الكاملة على النادي قبل صعوده للبريميرليج.

من ناحية النادي، لم يكن هناك نية لإصدار أية بيانات عامة، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان بحث “فوسن” عن استثمارات إضافية يرتبط بخسائرهم في “توماس كوك” أم لا.

تحول

لقد شهد ولفرهامبتون تحولًا كبيرًا تحت قيادة مجموعة “فوسون”، حيث أدت العلاقات الوثيقة مع وكيل الأعمال الشهير البرتغالي “خورخي مينديز” انتقال الوولفز من نادي يشارك في دوري التشامبيونشيب إلى نادي ينافس في بطولة اليوروبا ليج هذا الموسم.

فاز ولفرهامبتون تحت إمرة المدير الفني البرتغالي “نونو إسبيريتو سانتو”، ببطولة دوري التشامبيونشيب، ووصل إلى نصف نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي، كما احتل المركز السابع في البريميرليج الموسم الماضي، وهو أفضل مركز لهم في الدوري منذ عام 1980، وأفضل مركز لفريق صاعد حديثًا للدوري الإنجليزي الممتاز.

ومع ذلك، لم يبدأوا بداية جيدة في البريميرليج هذا الموسم 2019/20، حيث يحتل الفريق المركز 13 حاليًا في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يحقق سوى فوز وحيد في 7 مباريات.

مقالات ذات صلة