تتويج المغرب بكأس العالم للشباب تحت 20 سنة لأول مرة في التاريخ
تُوج المغرب بلقب كأس العالم تحت 20 عاماً، بعد تغلبه على نظيره الأرجنتيني 0-2، صباح اليوم 20 أكتوبر 2025، ليظفر بالكأس للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم العربية، وللمرة الثانية في تاريخ منتخبات إفريقيا بعد غانا 2009.
اتجهت الأنظار إلى ملعب “إستاديو ناسيونال خوليو مارتينيث برادانوس” في العاصمة التشيلية سانتياغو، حيث احتضن نهائي كأس العالم تحت 20 عامًا 2025 بين منتخبي المغرب والأرجنتين، بدءًا من الساعة 02:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، 23:00 غرينتش مساء الأحد 19 أكتوبر.
كان النهائي المرتقب هو المواجهة الأولى بين المنتخبين عبر التاريخ، في مباراة تجمع بين فريق اعتاد على منصات التتويج برصيد 6 ألقاب في هذه البطولة، وآخر سعى بكل ما لديه من قوة للظفر بالكأس لأول مرة.
ونجح المنتخب المغربي في إنهاء الشوط الأول بهدفين دون رد لصالحه، سجلهما نفس اللاعب ياسر الزابيري، المهاجم البديل في نادي فاماليكاو البرتغالي، والذي ظهر للمرة الأولى عام 2023 رفقة نادي اتحاد تواركة المغربي في دوري المحترفين حين سجل 3 أهداف في 10 مباريات بموسم 2024/2023.
جاء هدف ياسر الزابيري بتسديدة رائعة من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 12، وعاد ليدون الهدف الثاني له ولأشبال أطلس في الدقيقة 29 بمتابعة رائعة لتمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء جاءته من جناح نادي واتفورد الإنجليزي عثمان ماعما.
وفشلت الأرجنتين، صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ستة ألقاب، في التعويض وسط تألق غير عادي من عناصر خط دفاع المغرب والحارس إبراهيم غوميس.

ولم يخسر المنتخب الأرجنتيني نهائي بطولة كأس العالم تحت 20 سنة سوى مرة واحدة قبل مباراة اليوم أمام المغرب، تعود إلى عام 1983 حين نظمت المكسيك البطولة وتُوجت البرازيل.
وبهذه النتيجة يستمر غياب الأرجنتين عن منصة التتويج في هذه البطولة منذ عام 2007، حين ظفر جيل الأسطورة سيرخيو أغويرو باللقب الأخير.
المغرب.. حلم تاريخي ومجد عالمي
دخل منتخب المغرب تحت 20 عامًا النهائي الحلم وهو يرفع شعار “لا مستحيل في كرة القدم”، بعدما قدّم أداءً بطوليًا في المسابقة التي نظمتها تشيلي.
وتُعد المشاركة في هذه النسخة هو الأول من نوعه للمغرب منذ نسخة 2005 حين تأهل الفريق لنصف النهائي، ليعود بعد غياب دام عقدين تقريبًا ويصنع ملحمة كروية استثنائية في الأراضي التشيلية.

رجال المدرب محمد وهبي خاضوا مشوارًا صعبًا وملئًا بالتحديات، لكنهم أثبتوا شجاعة كبيرة في كل محطة، فبعد بداية قوية في دور المجموعات بفوز ثمين على البرازيل بنتيجة 2–1، وتغلب على كوريا الجنوبية 2–1، تأهل إلى الأدوار الإقصائية رغم خسارته أمام المكسيك بهدف وحيد.
وفي الأدوار النهائية، واصل “أشبال أسود الأطلس” تألقهم، حيث أطاحوا بالولايات المتحدة 3–1 في دور ال8، ثم تجاوزوا فرنسا في نصف النهائي في واحدة من أكثر المباريات درامية في البطولة، إذ تقدّم المغرب بهدف عكسي من حارس المرمى بعد تسديدة ياسر الزابيري من ركلة جزاء في الشوط الأول، قبل أن يعادل الفرنسيون النتيجة في الشوط الثاني، ليُحسم اللقاء بركلات الترجيح التي ابتسمت للمغرب بنتيجة 5–4، بفضل تألق الحارس الثالث عبدالحكيم المصباحي الذي تصدى لركلة حاسمة بعد نزوله بديلًا للحارس المصاب ياسين بنشاعوش.
ورغم معاناته الدفاعية في بعض المباريات، حيث استقبل أهدافًا في آخر خمس مواجهات، إلا أن المنتخب المغربي أظهر تماسكًا ذهنيًا وانضباطًا تكتيكيًا كبيرًا، مكنه من إقصاء منتخبات تفوقه خبرةً وتاريخًا، ليفوز في نهاية المطاف على الأرجنتين بهدفين نظيفين.
الأرجنتين.. بحث عن مجد غائب منذ 2007
بحث منتخب الأرجنتين تحت 20 عامًا بقيادة مدربه دييغو بلاسنتي النهائي عن اللقب، وقدّم أداءً مذهلًا طوال مشواره في البطولة، ففاز في جميع مبارياته الست منذ انطلاق المنافسات، مسجلًا خمسة عشر هدفًا ومستقبلًا هدفين فقط، ليؤكد أنه المرشح الأبرز لاعتلاء العرش العالمي.
لكن أحلام “لا ألبيسيليستي” تحطمت على صخرة المغرب بأداء باهت في المباراة النهائية، لا يعكس الحالة الرائعة التي ظهر بها الفريق في دور المجموعات والأدوار الإقصائية، حيث تجاوز نيجيريا برباعية نظيفة في ثمن النهائي، ثم تغلب على المكسيك بثنائية دون رد في ربع النهائي، قبل أن يحسم موقعة نصف النهائي أمام كولومبيا بهدف نظيف، أحرزه الجناح الصاعد ماتيو سيلفيتي لاعب إنتر ميامي، الذي واصل تألقه مسجلًا للمباراة الثالثة على التوالي.
ويمتلك بلاسنتي مجموعة من المواهب الواعدة التي قد تكون مستقبل الكرة الأرجنتينية في السنوات المقبلة، من بينهم أليخو ساركو مهاجم باير ليفركوزن الألماني، الذي سجل أربعة أهداف حتى الآن ويُعد الورقة الهجومية الأبرز، إضافة إلى القائد غوروسيتو والمدافع راميريز ولاعب الوسط ديلغادو.
وافتقد المنتخب الأرجنتيني في النهائي خدمات ألفارو مونتورو بسبب كسر في الترقوة، وفالينتي بيراني المصاب في الركبة، وأثر غياب الثنائي على القوة الهجومية والتنظيم الدفاعي الصلب للفريق بصورة واضحة أمام المغرب.



