حقق تضامن حضرموت اليمني انتصارًا تاريخيًا على الشباب السعودي بنتيجة (2-0)، في المواجهة التي أقيمت مساء الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 على استاد سعود بن عبد الرحمن، ضمن الجولة الثانية من المجموعة الثانية في دوري أبطال الخليج للأندية 2025–2026.
الفوز اليمني المذهل لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة قوية أكدت أن الطموح والإصرار يمكن أن يصنعا الفارق، ليُعيد الفريق الحضرمي نفسه إلى دائرة المنافسة بعد خسارته الافتتاحية أمام الريان القطري، فيما تجمد رصيد الشباب عند نقطة واحدة من تعادله الأول مع النهضة العُماني.
بداية يمنية صاعقة أربكت الشباب
دخل تضامن حضرموت اللقاء بروح قتالية عالية دون رهبة من الاسم الكبير أمامه، مفاجئًا الجميع بأداء منظم وإيقاع هجومي جريء منذ صافرة البداية.
ولم تمضِ سوى ثماني دقائق حتى دوّن الفريق اليمني اسمه في لوحة التسجيل عبر ممدوح بن عجاج الذي استقبل كرة عرضية بكعب القدم بطريقة ساحرة سكنت الزاوية اليمنى لحارس الشباب، لتعلن عن بداية صادمة للفريق السعودي.
ولم يكتفِ التضامن بالتقدم المبكر، بل واصل أفضليته الهجومية، ليضيف المحترف لويك بول الهدف الثاني في الدقيقة 22 بعد مجهود فردي مميز وتسديدة قوية من خارج المنطقة، باغتت الحارس وأشعلت مدرجات الوكرة بالفرح اليمني.
وحاول الشباب العودة سريعًا إلى أجواء اللقاء، إلا أن محاولاته افتقدت للدقة والتركيز، أبرزها تسديدة يانيك كاراسكو التي علت العارضة في الدقيقة 28، لينتهي الشوط الأول بتقدم حضرمي مستحق.
تماسك حضرمي وصمود تاريخي حتى صافرة الختام
في الشوط الثاني، ضغط الشباب بكل ثقله أملاً في تقليص الفارق، لكنه اصطدم بدفاع يمني صلب وتنظيم محكم من لاعبي تضامن حضرموت الذين أغلقوا المساحات بإحكام ونجحوا في إبطال مفاتيح لعب الخصم.
تألق خط الوسط في افتكاك الكرات وقيادة المرتدات السريعة، بينما أظهر الحارس الحضرمي رباطة جأش في أكثر من تدخل حاسم، ليحافظ الفريق على نظافة شباكه أمام الهجمات السعودية المتكررة.
ومع مرور الدقائق، بدا الإحباط واضحًا على لاعبي الشباب الذين فشلوا في اختراق التكتل الدفاعي المنظم، حتى أعلن الحكم نهاية المباراة بفوز يمني تاريخي سيبقى في ذاكرة البطولة.
بهذا الانتصار الثمين، حصد تضامن حضرموت أول ثلاث نقاط له في البطولة، ليُنعش آماله في المنافسة على بطاقتي التأهل، بينما تلقى الشباب السعودي ضربة موجعة قلّصت من حظوظه في المضي قدمًا في المسابقة.
من خماسية مؤلمة إلى انتصار يصنع التاريخ
لم يكن الفوز على الشباب مجرد انتصار، بل ملحمة حضرمية أعادت الثقة للفريق اليمني بعد بدايته الصعبة أمام الريان القطري التي انتهت بخسارة قاسية (5-0).
الفريق الذي يخوض أولى مشاركاته في دوري أبطال الخليج، أظهر تطورًا واضحًا على المستويين التكتيكي والذهني، فجمع بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية، مقدّمًا أداءً يُعبّر عن إصرار اللاعبين على رد الاعتبار.
وكان الفريق قد أقام معسكرًا خارجيًا ناجحًا في جدة قبل انطلاق البطولة، عزّز خلاله صفوفه بعدد من اللاعبين المحليين والمحترفين الذين انسجموا سريعًا ليقدّموا عرضًا بطوليًا أمام أحد أعرق أندية السعودية.
في المقابل، دخل الشباب اللقاء بطموحات كبيرة لتعويض تعادله السابق مع النهضة العُماني، غير أن آماله تبخّرت على وقع الأداء اليمني المذهل، ليغادر الوكرة مثقلًا بخيبة أمل ويبدأ رحلة البحث عن الانتصار الأول في الجولات المقبلة.
