تقارير صحفية

تقرير | رجل الانسحابات “تركي آل الشيخ” ينسى أغنية محمد فؤاد!

تراجع رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية “تركي آل الشيخ” عن مواصلة رحلته الاستثمارية مع كرة القدم المصرية فور انتهاء مباريات “بيراميدز” في الدوري المصري الممتاز عن موسم 2019/2018 نهاية شهر مايو الماضي.

تركي آل الشيخ وعد في وقت سابق من شهر مايو أنه يستعد لاستثمار مبلغ 800 مليون جنيه في الميركاتو الصيفي 2019، رغبة منه في تتويج الفريق بلقب الدوري المصري الممتاز الموسم المقبل، بعد أن نافس الأهلي والزمالك بكل قوة هذا الموسم، واستطاع جمع 10 نقاط منهما، بواقع 6 نقاط من الأهلي و4 نقاط من الزمالك.

لكن ما هي سوى 6 أسابيع تقريبًا، وغَير آل الشيخ رأيه، وقرر الرحيل عن مصر والعودة إلى السعودية للاهتمام بشؤون ناديه المفضل “الهلال” الذي أخفق في التتويج بلقبي البطولة العربية والدوري السعودي للمحترفين أمام النجم الساحلي والنصر، ليكون هذا الإنسحاب هو الرابع في مسيرة تركي آل الشيخ مع الكرة المصرية، فهل يكون الأخير بالنسبة لمؤلف الأغاني وصديق الفنانين، أم يأخذه الحنين ويتذكر أغنية محمد فؤاد؟.

منذ انتهاء ارتباطه بالنادي الأهلي مطلع عام 2018، حيث نُصب رئيسًا شرفيًا لعدة أشهر قبل أن تدب الخلافات بينه وبين الرئيس المُنتخب للقلعة الحمراء “محمود الخطيب”، ويعكف تركي آل الشيخ على الانسحاب ثم التراجع عن قراره بعد سويعات.

ويرجع في كل مرة سبب تراجعه عن القرار إلى علاقاته الطيبة التي تربطه بأعضاء مجلس إدارة بيراميدز وحبه للاعبي الفريق أمثال عبد الله السعيد وعمر جابر وعلي جبر وأحمد الشناوي، فضلاً عن تواصله الوثيق والمستمر مع نخبة من ألمع الشخصيات الفنية المصرية وفي مقدمتهم الهضبة “عمرو دياب”.

لكن يبدو أن تركي آل الشيخ نسى أخيرًا ما قاله الشاعر في أغنية محمد فؤاد “خدني الحنين”، وهانت عليه العلاقات الجميلة والذكريات الحلوة والروحانيات المصرية، فلن ينفق الـ 800 مليون جنيه، ولن يواصل التحدي الذي بدأه أمام محمود الخطيب ومجلس إدارة وجمهور الأهلي.

خبر انسحاب رجل الأعمال السعودي الذي تربطه صداقة قوية برئيس الزمالك “مرتضى منصور” لم يحظ هذه المرة باهتمام إعلامي كبير من جانب المواقع والصحف العربية كما كان في الثلاث مرات السابقة، فلا توجد مشكلة إدارية أو فنية مع الاتحاد المصري، وانتهى الترقب الدائم مع انتهاء ظهور جمهور الأهلي، وأغلب المواقع وجهت كل اهتمامها بمشاكل رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” مع السكرتير العام السابق للاتحاد “عمرو فهمي”، بالإضافة إلى تغطية أخبار كأس أمم أفريقيا 2019 الذي اقتربت انطلاقته.

وفي هذا التقرير، نستعرض معكم التهديدات الثلاث السابقة لتركي آل الشيخ، وتوضيح أسبابها…

تهديد الأول والاتحاد المصري

يعود التهديد الأول لتركي آل الشيخ إلى بداية شهر سبتمبر 2018، عندما دخل في معركة وجودية أمام مسؤولي الاتحاد المصري في مسألة تعيين حكام أجانب لمباريات فريقه بالدوري.

وقال عبر صفحته الرسمية على فيسبوك آنذاك: “لا يزال التحكيم في غيبوبة. إذا كان المقصود إبعاد بيراميدز بطرق غير الملعب، فهذا سيؤثر على اسم وقوة الدوري المصري، بيراميدز يا حكام أجانب يا انسحاب”.

وكان سبب اعتراض تركي آل الشيخ نتيجة المستوى التحكيمي للحكم المصري “عبد العزيز السيد” في مباراة الجونة ضمن الجولة السادسة، والتي شهدت تعادل بيراميدز 1/1 في الدقيقة 90 بهدف سجله البرازيلي كينو (12 سبتمبر 2018)، وخرج تركي بتصريح “بيراميدز يا حكام أجانب يا انسحاب” بين شوطي المباراة، أثناء تأخر فريقه بهدف.

وعملت لجنة حكام الاتحاد المصري بقيادة “عصام عبد الفتاح” على مراضاة تركي آل الشيخ في المباراة التالية أمام المقاولون العرب على ملعب الجبل الأخضر يوم 17 سبتمبر، بتعيين طاقم حكام تونسي بقيادة حكم الساحة الدولي “محمد صادق السالمي”، لتنتهي المقابلة بفوز بيراميدز بهدف كينو.

وبعد تهدئته واقناعه بأهمية منح الحكام المصريين الفرصة، عاد ليفرض تركي آل الشيخ رأيه على الاتحاد المصري من جديد بنهاية شهر نوفمبر، ليُعين 21 حكمًا أجنبيًا على مبارياته التالية، وبعد التأكد من عدم قدرة الفريق على التتويج بلقب الدوري، قام الاتحاد المصري بتعيين المصري “أمين عمر” حكمًا لمباراة بيراميدز وحرس الحدود في الجولة 34 التي أقيمت يوم 30 مايو الماضي!.

وأدار مباريات بيراميدز من بعد الاحتجاج الثاني لتركي آل الشيخ في نوفمبر 2018، الأسماء التالية:

(التونسي سليم بلخوس 1- التونسي هيثم جويرات 1- المغربي رضوان جيد 1 – الصربي دانيلو جروجيتش 1 – النرويجي توري هانسين 1 – التونسي محرز مالكي 1 – الإماراتي عمر محمد العلي 1 – الإيطالي جيانلوكا روكي 1 – التونسي يوسف سرايري 1 – الصربي نوفاك سيموفيتش 1 – الكرواتي فران جوفيتش 1 – البرتغالي جواو كارلوس سانتوس كابيلا 1 – السلوفيني ماتي جواش 1 – الكرواتي ماريو زيبيك 1 – الروماني ماريوس أفرام 1 – الكرواتي إيفان بيبيك 1 – النرويجي أولا هوبير نيلسين 1 – الكرواتي تيهومير بيجين 1 – الروماني سيباستيان كولجيسكو 1 – المكسيكي روبيرتو جارسيا أوروزكو 1).

التهديد الثاني بعد حادثة حوريا كوناكري

دائمًا ما تتقبل الشخصيات الجدلية في مصر وشمال أفريقيا، سواء كانت رياضية أو سياسية، للنقد بأقذع العبارات في المدرجات، فمصر و المغرب وتونس والجزائر دول مختلفة عن دول الخليج العربي في كل شيء.

تركي آل الشيخ لم يستوعب ذلك، ورفض تقبل ما حدث في مباراة إياب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي وحوريا كوناكري بملعب السلام من هتافات معادية له، لكنه كان عليه أن يسأل نفسه عن السبب، فما حدث كان بمثابة فاتورة أولى لتهديده المثير للجدل بالانسحاب من الدوري، وإصراره على تعيين حكام أجانب لمبارياته.

وبدلاً من التغاضي عما حدث، ومحاولة تعديل صيغة خطابه للجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قام بالتصعيد واعتبر العبارات الخادشة التي وجهت إليه في تلك المباراة إهانة لا يمكن السكوت عليها، وما هي إلا رسالة موجهة إليه من إدارة النادي، إذ حدثت على مرأى ومسمع من محمود الخطيب الذي تواجد في مقصورة كبار الشخصيات لمتابعة فريقه يتأهل لنصف النهائي برباعية نظيفة، دون أن يحرك ساكنًا ضد تلك الهتافات حتى أدرك حساسية تركي بعد 24 ساعة من انتهاء المباراة.

قناة بيراميدز كانت أول مَن أعلن خبر اعتزال تركي للعمل الرياضي في مصر، وقالت “تركي آل الشيخ وعد بجلب عقود احتراف للاعبي بيراميدز وعقود للعاملين بالقناة”.

وكتب تركي آل الشيخ عبر حسابه على تويتر “أفكر جديًا في الانسحاب من الاستثمار في الرياضة المصرية، هجوم غريب من كل جهة، وكل يوم حكاية، ليه الصداع؟”.

لكن مُعاقبة الكاف للأهلي بمنع جمهوره من حضور مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام “وفاق سطيف” التي انتهت بفوز الأهلي 0/2، هدأ من روع تركي ودفعه نحو العدول عن قرار الإنسحاب، ومواصلة انفاق المزيد من الأموال وضم ستة أو سبعة لاعبين جُدد في الميركاتو الشتوي لبيراميدز بمبلغ فاق الـ 30 مليون دولار.

وبذل الاتحاد المصري كل ما في وسعه من جهد لحرمان الأهلي من جماهيره في المباريات المحلية، ليخل بمبدأ تكافؤ الفرص، حيث كان يُسمح لجمهور الزمالك والإسماعيلي بحضور المباريات.

وأضر التهديد الثاني لتركي آل الشيخ بمسيرة النادي الأهلي على الصعيدين المحلي والقاري، فلم يحظ الفريق الأحمر بمساندة كاملة لجمهوره، كما تخلى عنه مسؤولي الاتحاد المصري لكرة القدم في مشاكله مع الاتحاد الأفريقي “كاف” بعد ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي.

وحدث العكس تمامًا مع غريم الأهلي التقليدي “الزمالك” والذي أنفق عليه تركي آل الشيخ الكثير من الأموال لإبرام بعض الصفقات مثل صفقة فرجاني ساسي وخالد بوطيب.

وعلى نفس الملعب (برج العرب) انتصر الزمالك بفارق ركلات الجزاء بإياب الكونفدرالية 2019 أمام نهضة بركان المغربي، وحصل على مساندة جماهيرية تاريخية، ومن ثم مساندة قوية من الاتحاد المصري للفريق أمام محاولات الاتحاد المغربي إعادة المباراة بسبب خطأ فادح للحكم تيسيما.

التهديد الثالث.. اللجوء لسعيد الشامسي

بعد فشل تركي آل الشيخ في إجبار الاتحاد المصري على تحديد يوم 28 فبراير 2019، موعدًا لمواجهة بيراميدز للأهلي في دور الـ 16 لبطولة كأس مصر، والذي تزامن مع تجاهلهم للخطاب الذي أرسله للاعتراض على مواعيد جدول مباريات الدوري المصري، قرر تركي الانسحاب للمرة الثالثة من الاستثمار في مصر، وبيع بيراميدز للمستثمر الإماراتي “سعيد الشامسي”.

وقال تركي آل الشيخ في بيان رسمي نشره عبر صفحته الخاصة بموقع فيسبوك بأنه سيقوم بتصفية جميع الاستثمارات الرياضية له في مصر، قبل أن يوجه شكره لعدد من الشخصيات الرياضية والفنية المصرية.

ومن جانبه قال موقع بيراميدز “يعلن النادي انتقال ملكيته بالكامل إلى سعادة الاستاذ سالم سعيد الشامسي، وتصفية جميع الاستثمارات للمالك السابق معالي المستشار تركي آل الشيخ في مصر، وأعرب المالك السابق عن تمنياته بالتوفيق لسعادة الأستاذ سالم الشامسي مع خالص شكره وتقديره لكل من عمل معهم في المرحلة الماضية”.

وكالعادة، تراجع تركي آل الشيخ عن قراره بالانسحاب بعد أقل من 48 ساعة، ليتحول إلى “عبد الفتاح القصري” الجديد لكرة القدم المصرية في ظل إيقاف مرتضى منصور عن ممارسة النشاط الرياضي من جانب الكاف واللجنة الأولمبية المصرية.

وأعلن نادي بيراميدز يوم 24 فبراير 2019، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك استعادة تركي آل الشيخ لملكية النادي، وبرر الموقف قائلاً “نظرًا للمطالبات الكبيرة من سالم الشامسي ولاعبي الفريق والجهاز الفني، وجميع المنتسبية للنادي والعديد من الرياضيين والإعلاميين والشخصيات الاعتبارية الرياضية، بالعدول عن قرار الرحيل، وللإلحاح المستمر طوال الساعات الماضية، ونزولاً عند رغبة المحبين، فقد قرر تركي آل الشيخ إعادة الاستحواذ على حصته في نادي بيراميدز والاستمرار في دعم النادي كأحد الأندية التي ستضيف الكثير للرياضة المصرية مهما كانت المصاعب والتحديات”.

هكذا كانت قصص تهديدات وانسحابات تركي آل الشيخ من الرياضة المصرية والطرق التي عاد بها..فهل يتمسك هذه المرة بقراره، أما يعود ويتحجج بأنه تذكر أغنية محمد فؤاد التي لطالما تحجج بها وبكلماتها؟.

مقالات ذات صلة