اقتصادتقارير صحفية

رؤوف خليف يتقمص شخصية يحيى الفخراني بسبب مانشستر يونايتد!

تبدلت أحوال مانشستر يونايتد بباريس سان جيرمان من الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا على ملعب حديقة الأمراء بالعاصمة الفرنسية، باستثناء شخص واحد تعامل بطريقة عادية، وهو المعلق الرياضي التونسي رؤوف خليف.

دائمًا ما تكون ليلة إقامة مباريات باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، ليلة هنا وسرور، بالنسبة لقنوات بي إن سبورتس، لكنها تحولت إلى ليلة جنائزية كئيبة بسبب ما فعله الحكم السلوفيني “سكومينا” حين اتخذ أصعب قرار، باحتساب ركلة جزاء لمانشستر يونايتد في الدقيقة 90، ترجمها ماركوس راشفورد لهدف ثالث، منح به فريقه أصعب بطاقة عبور إلى الدور ربع النهائي في تاريخ البطولة.

وفقّد معظم العاملين في مجموعة قنوات بي إن سبورتس تركيزهم بعد السيناريو المجنون للمباراة، كيف لا ومانشستر يونايتد سافر إلى باريس من دون تسعة من لاعبيه الأساسيين بداعي الإصابة، فضلاً عن غياب زعيمه الأول منذ إقالة مورينيو ديسمبر الماضي “بول بوجبا” بسبب الإيقاف، ولهذا استبعد جميعهم قدرة الفريق على العودة، وراهنوا على صعود باريس سان جيرمان بأريحية في لقاء الإياب.

بعد انتهاء المباراة، لم يتحدث عدد كبير من العاملين في قنوات بي إن سبورتس عما حدث لباريس سان جيرمان عبر حساباتهم الخاصة على موقع تويتر وفيسبوك، ومَن تحدث منهم حاول انتقاء عباراته قدر المستطاع، خوفًا من ردة فعل رئيس القناة ومالك باريس سان جيرمان “ناصر الخليفي” الذي حطم أحد أبواب غرفة خلع الملابس، بعد الخسارة المدوية التي حدثت بفضل تقنية VAR، حسب تأكيدات مراسل صحيفة أخبار مانشستر المسائية (واسعة الانتشار).

يحيى الفخراني

لكن المعلق الشهير بعباراته الرنانة وصوته المميز “رؤوف خليف” رفض أن تأكل القطة لسانه، إذا صح التعبير، وأطلق العنان لنفسه عبر تويتر، متغزلاً في روح وعقلية مانشستر يونايتد تحت قيادة مدربه النرويجي “أولي جونار سولشاير”.

ليظهر خليف وسط صمت زملائه في بي إن سبورتس، كما ظهر الفنان المصري “يحيى الفخراني” في مشهد العزاء بالفيلم الكوميدي الشهير “الكيف”، وهو في حالة انتشاء، قائلاً رغم حالة الصمت والحزن التي عمت المكان “الجو مُنعش وجميل”.

وقال رؤوف خليف فور انتهاء المباراة، ليلة السادس من مارس “أي مباراة وأي جنون، مانشستر يونايتد يقلب الطاولة ويضرب أحلام الباريسيين في المنافسة على اللقب القاري، يونايتد إلى ربع النهائي”.

وفي اليوم التالي، صباح يوم السابع من مارس، أضاف المزيد من الكلمات الجميلة، حيث قال “يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر. مَثل ينطبق بإمتياز على مانشستر يونايتد هذه الأيام”.

وختم “ما عجز عليه مورينيو انجزه وقتيًا سولشاير بصفة مدهشة، كان زمان أفضل مهاجم بديل وصار اليوم أفضل مدرب طواريء، روعة. تاريخ مانشستر العظيم حضر البارحة في باريس”.

حفيظ دراجي “هرب”؟

الأغرب من تجاهل هشام الخلصي للتحدث عن خسارة باريس عبر تويتر، واكتفاءه بنشر صورة مع جوزيه مورينيو يوم الثالث من الشهر الحالي.

والأغرب من إلتزام صديق ناصر الخليفي المقرب “نبيل معلول” للصمت بعد انتهاء المباراة، بعدم كتابة أي رأي صريح عما حدث، وما الذي يحتاجه باريس سان جيرمان في الفترة القادمة.

والأغرب من اكتفاء المحلل طارق ذياب بالتحدث عن استراتيجية وسياسة فلورنتينو بيريز، وقوله أنها أوصلت ريال مدريد لهذه الكارثة، وتشديده على أهمية المراجعة الكلية لرئيس النادي والمسؤولين وصلاحية العديد من اللاعبين المنتهية، ووصفه الريال بفريق بلا روح يحتاج للتغيير.

الأغرب كان غياب معلق مباراة باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد “حفيظ دراجي” بشكل كامل عن المشهد فور انتهاءه من التعليق.

المعلق الجزائري معتاد على التواصل مع محبيه عقب كل مباراة يقوم بالتعليق عليها، بقول رأي فني ما، لكنه إلتزم الصمت تمامًا بعد خسارة باريس، وانخرط في تأييد الثورة الجزائرية، بنشر صور وتغريدات مختلفة عنها على مدار يومي الخميس والجمعة، دون أي تعليق رياضي!.

وأثار آخر تعليق رياضي صدر عن حفيظ دراجي، الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية والسياسية، حيث شبه أياكس بالشعب الجزائري، وريال مدريد بالرئيس بوتفليقة.

وقال حفيظ الذي يكتب المقالات كذلك لصحيفة القدس العربي، عقب خروج ريال مدريد على يد أياكس أمستردام يوم الثلاثاء الماضي “أياكس والشعب الجزائري يقفان ضد الرابعة والخامسة! أياكس يخرج الريال الملكي من دوري الأبطال ويحرمه من الكأس الرابعة على التوالي، والشعب الجزائري يتوجه بدوره نحو منع الملك بوتفليقة من بلوغ الخامسة (يقصد توليه رئاسة الجزائر للمرة الخامسة تواليًا)”.

عصام الشوالي “سكت”؟

انشغل عصام الشوالي بتعليقه على مباراة روما وبورتو في نفس توقيت مباراة باريس مع مانشستر يونايتد، ولم يتسن له مشاهدة أي لقطات من لقاء باريس بسبب تمديد مباراة روما وبورتو التي أقيمت على ملعب الدراجاو إلى أشواط إضافية، انتهت بتأهل بورتو، بعد فوزه بنتيجة 3/4 في مجموع الذهاب والإياب.

وانتظر متابعي عصام الشوالي أن يكتب أي ردة فعل بخصوص مباراة باريس في اليوم التالي، لكنه قام بنشر حوار مصور له مع قناة موقع Foot24 على اليوتيوب، وتبع رابط اللقاء بفيديو لأهداف مباراة بورتو وروما التي علق عليها.

وفي يوم الجمعة، أي بعد يومين من خروج باريس، تجاهل عصام الشوالي نشر أي رأي حول المباراة، وتحدث عن تعليقه على مباراة الترجي التونسي وحوريا في إطار مسابقة دوري أبطال أفريقيا على ملعب رادس.

الاستثناء الوحيد

هذه ليست المرة الأولى التي يُسيطر فيها الصمت أو التحفظ عن إبداء الرأي من قبل محللي ومعلقي قنوات بي إن سبورتس، بعد خيبات فريق باريس سان جيرمان القارية، منذ سيطرة ناصر الخليفي على مقاليد الحكم في النادي، لهذا فإن التصريحات التي كتبها رؤوف خليف تبقى الاستثناء الوحيد.

وتركز السياسة التحريرية لقناة بي إن سبورتس بصورة مُبالغ فيها على أخبار نادي باريس سان جيرمان لمحاولة توجيه المشاهد نحو متابعة الدوري الفرنسي، وأحد تلك الاسلحة، استخدام أشهر معلقيها أمثال رؤوف خليف وعصام الشوالي والدراجي وعلي محمد علي للتعليق على مباريات باريس سان جيرمان بما في ذلك المباريات الودية.

ناهيك عن تقديم برامج وتقارير ذات جودة مرتفعة عن باريس سان جيرمان والدوري الفرنسي، أعلى بكثير من جودة البرامج والتقارير المقدمة عن الدوريات الثلاث الكبرى الإيطالي والإنجليزي والإسباني.

والأمر وصل إلى ما هو أبعد من ذلك ذات مرة، حين قام مراسل القناة في فرنسا، الجزائري محمد الوضاحي، بارتكاب خطأ مهني بارتداء قميص باريس سان جيرمان أثناء تقديمه لإحدى الرسائل الاخبارية للقناة المفتوحة على النايل سات.

ليبقى بذلك رؤوف خليف الاستثناء الوحيد في القناة، فلم يكتف بقول رأيه الصريح والواضح، بل ذهب للتغزل في هازم باريس والإشادة بما فعله.

مقالات ذات صلة