اقتصادتقارير صحفيةكرة القدم الإفريقية

يُطبلون لرياض محرز وهو حتى ليس أفضل جزائري!

صدعنا جمهور الكرة الجزائرية وعشاق رياض محرز، على مدار عام 2018، بتبجيل وتفخيم جناح مان سيتي الحالي، ولاعب ليستر السابق، بمناسبة ودون مناسبة.

رياض محرز من كثرة الكلام المتداول عنه والذي قرأته وتابعته عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً في ردود الأفعال على أي تغريدة يقوم بها النجم المصري “محمد صلاح” عبر تويتر، تحول بقدرة قادر إلى أفضل محترف جزائري وأفضل لاعب أفريقي وأفضل لاعب عربي وأفضل محترف، لدرجة أشعرتني بأنه لا يوجد لدى الجزائر سوى رياض محرز.

كلما جاء الحديث عن أفضلية محمد صلاح، سواء في بي بي سي أو الاتحاد الأفريقي أو الاتحاد الأوروبي وجائزة الأفضل في الفيفا، أقحم اسم رياض محرز من قبل الجمهور الجزائري على الفور، رغم أنه حتى ليس أفضل لاعب جزائري في الوقت الراهن، وليس أكثر جزائري حفاظًا على مستواه في الدوري المحلي وأبطال أوروبا.

صحيفة الهداف الجزائرية، بعد تصويت ضخم شارك فيه عدد هائل من الصحفيين وجميع قادة الأندية الجزائرية، تم اختيار الهداف التاريخي للدوري القطري “بغداد بونجاح” ليكون أفضل لاعب جزائري في عام 2018، وقام الأسطورة البرازيلية “روبرتو كارلوس” بتسليم الجائزة لبونجاح في حفل ساهر ليلة أمس الاثنين.

نال بونجاح 362 صوتًا، بنسبة مئوية 37.95٪ من إجمالي الأصوات، مقابل 273 صوتًا لرياض محرز بنسبة مئوية 28.62٪، وفي المرتبة الثالثة حل اللاعب “عطال” برصيد 166 صوتًا، ثم نجم الترجي التونسي “يوسف بلايلي” في المركز الرابع بـ 132 صوتًا.

منذ انتهاء الحفل، لم أسمع صوت لأي أحد ممن تحدث عن أفضلية رياض محرز الأفريقية والإنجليزية، وكأنهم أيقنوا أخيرًا هذه الحقيقة التي لا مفر منها بأن لاعبهم المُبجل بالفعل هو لاعب الموسم الواحد، حتى يثبت العكس في المواسم القادمة، وليس هذا الموسم لأنه ليس الأفضل كذلك بين صفوف مانشستر سيتي المعتمد في نجاحاته الحالية على ذكاء مدربه جوارديولا بالإضافة إلى نجومية حارسه إيدرسون ورباعي الوسط “سترلينج وسيلفا وبيرناردو وساني” وتألق أجويرو في بعض المباريات.

يجب أن يُبرهن رياض محرز عدة أشياء هامة أولاً، قبل أن يبدأ جمهور الكرة الجزائرية وضعه في بوتقة واحدة مع محمد صلاح أو أي لاعب آخر سواء عربي أو جزائري أو غير عربي.

عليه أن يلعب بمستوى ثابت، ويسجل ويصنع بنفس الإتزان الذي كان عليه أيام ليستر سيتي، فلا يصح أن يكون إجمالي تمريراته الحاسمة مع مانشستر سيتي أقل من إجمالي تمريراته الحامسة مع ليستر، ففي مانشستر يوجد مَن يستطيع استغلال فرصه أكثر بكثير من ليستر الضعيف.

ناهيك عن كل ما ذكرته، لا بد أن نرى له بصمة مع منتخب الجزائر، فاللاعب العالمي لا يتقاعس عن تأدية الواجب الوطني كما فعل رياض محرز في الردهات الأخيرة من تصفيات مونديال 2018، لهذا لم يصل محرز، وظل محلك سر منذ تتويجه مع ليستر سيتي بلقب البريميرليج، فلم يقم بالبناء، على عكس محمد صلاح الذي بلغ العالمية عن جدارة واستحقاق بالبناء المستمر على انجازاته ونجاحاته الفردية، وبات الآن له رعاة ونجومية ستتلاقى ذات يوم مع نجومية وشهرة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

أعلم أن كلامي هذا سيزعج الكثير من الأصدقاء في الجزائر، لكن قبل أن أختم، أود تذكيركم بالمثل الدارج لديكم “تتبع الكلام اللي يبكيك..وما تتبعش الكلام اللي يضحكك”!.

مقالات ذات صلة