اقتصادتقارير صحفيةكرة القدم الإفريقية

تقرير | تركي آل الشيخ يُمارس لعبة شد الحبل مع مصر!

يُمارس رئيس هيئة الترفيه في السعودية تركي آل الشيخ لعبة شد الحبل مع مصر، بعد أربعة أو خمسة أشهر على رحيله من الحياة الرياضية في مصر وانتقاله إلى نادي ألميريا القابع في الدوري الإسباني الدرجة الثانية السيجوندا.

يظهر تركي آل الشيخ على فترات متقاربة بتصريحات تخص مصر، منها الإيجابي ومنها السلبي، فلا تعرف إذا ما كان يُحب مصر ويرغب في العودة إليها أو أنه سئم ومَل الأجواء في مصر ولا يرغب في أي عودة تحت أي مُسمى.

في نهاية الشهر الماضي طلب من الفنانة أنغام عبر مواقع التواصل الإجتماعي، إحياء حفل اليوم الوطني السعودي، ثم عرض على الاتحاد المصري لكرة القدم إقامة مباراة ودية بين مصر والبرازيل أو مصر والأرجنتين خلال مهرجان الرياض أو ما يُعرف بـ “موسم الرياض”.

وقبل ثلاثة أيام من كتابة هذا التقرير، ساند تركي آل الشيخ لاعب وسط الأهلي محمد محمود عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، بعدما أصيب اللاعب بقطع جديد في الرباط الصليبي، مُبديًا استعداده لتحمل تكاليف علاجه في أي مكان حول العالم.

لكن بعدها بساعات استنكر استغلال اسمه بإقحامه في صراعات وتصفية حسابات في مصر، مطالبًا بعدم المزايدة عليه، وقال صباح اليوم السبتلا أحد يُزايد عليّ أو يُقحمني في صراعاته أو يُصفي حساباته باسمي.

وأضاف اختلفت معهم وتعرضت للسب بأمي من قلة (يقصد جمهور الأهلي)، وهذا الذي حز في صدري وجرحني كثيرًا، لكن سامحت لاننا بشر نخطيء ونصيب، وعندما تعرض الخطيب (رئيس الأهلي) لمثل ما تعرضت له، وقفت ضد الموضوع جملة وتفصيلا، وعندما مَرض (يقصد الخطيب) دعوت له بالشفاء، هذه أخلاق العرب، وهكذا تربينا.

مشهد تقرب تركي آل الشيخ من مصر بعرض مباراة دولية من عيار ثقيل ثم بالتفاعل مع إصابة محمد محمود، ثم النفور من مصر بهجومه على مَن يحاولون استخدام اسمه وإقحامه في تصفيات الحسابات، مَشهد مُكرر لما حدث مطلع الشهر الحالي، فقد أظهر الشيء نفسه، بالتقرب ثم النفور.

في يوم الثاني من أكتوبر، بعد أن عرض منتخب البرازيل أو الأرجنتين على مصر في العطلة الدولية بشهر أكتوبر، هاجم تركي آل الشيخ رئيس الزمالك مرتضى منصور بصورة غير مُباشرة، حين قام مرتضى بالتعدي اللفظي على محمود الخطيب، قائلاً الكابتن الخطيب له وعليه، ونتفق ونختلف، لكني لا أقبل أبدًا التطاول بألفاظ خارجة عليه أو التعرض لأسرته بما لا يليق.

وحاول في نفس التصريح تذكير جمهور الأهلي بالهجمات المُشينة التي شُنت ضده في مباراة حوريا كوناكري، قائلاً أدعم وأساند الخطيب في تلك الحالة، ونتفق أو نختلف حول الكرة، هذا شأن طبيعي، لكن التعرض لأهله عيب وحرام.

بعد 15 يومًا من تلك الحادثة التي أوضحت إلى أي مدى تأثر تركي آل الشيخ حتى هذه اللحظة بما حدث معه في مدرجات ملعب السلام خلال مباراة الأهلي وحوريا بدوري الأبطال، قرر تركي آل الشيخ وبشكل مفاجيء تقديم إشارة جديدة إيجابية لمصر حين سحب جميع القضايا التي رفعها ضد إدارة النادي الأهلي، دعمًا للاستقرار الرياضي في مصر، بالإضافة إلى سحب جميع القضايا التي رفعها ضد كل مَن أساء له عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.

وقال تركي آل الشيخ لمصر وأهلها مكانة قريبة إلى قلبي، قررت سحب جميع القضايا المرفوعة ضد إدارة الأهلي، لدعم الاستقرار الرياضي، وأطلب من الجميع سواء المحامين أو الأشخاص عدم الزج باسمي في أي حوار، ولا أحد يتحدث باسم تركي آل الشيخ، أنا لدي لسان وأعرف أتحدث، وعفا الله عما سلف.

فلاش باك

تركي آل شيخ يواصل مشواره الانتقامي من الأهلي (صور: AFP – Twitter)

تخلى تركي آل الشيخ قبل بداية الموسم الجديد 2020/2019 عن مشروعه في مصر مع نادي بيراميدز، بعد رحلة مليئة بالقصص المتناقضة.

رحلة تركي آل الشيخ كانت ناجحة على الصعيد الكروي، حيث قاد بيراميدز لاحتلال المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز، والتأهل إلى بطولة الكونفدرالية للمرة الأولى في التاريخ.

لكنها لم تكن كذلك على صعيد الإرث، فلم يترك تركي آل الشيخ ملعبًا ضخمًا أو صالة ألعاب رياضية كما فعل الأمير الشاعر عبد الله الفيصل عندما تبرع لبناء الصالة المغطاه في النادي الأهلي.

وعلى مدار الموسم الماضي 2019/2018، أثار الرئيس السابق للهيئة العامة للرياضة في السعودية، ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، الكثير من الجدل بتصريحات وتدخلات غريبة.

وصنع تركي آل الشيخ عدد هائل من الأعداء بتعاونه مع مرتضى منصور وإدارة الزمالك رغم حبه للأهلي فقط بهدف التأثير على مسيرة العملاق الأحمر مع محمود الخطيب في المنافسة على الألقاب المحلية، ليتلقى بعدها انتقادات لاذعة من الجماهير ووسائل الإعلام.

وكان أبرز اتهام وُجه إلى رجل الأعمال السعودي أنه لا يأبه للاستثمار الرياضي الحقيقي في مصر، وكل ما يتطلع له إثارة الجدل ومحاربة النادي الأهلي.

وفي نهاية عام 2018، وجهت إلى تركي آل الشيخ عبارات مُسيئة في مدرجات النادي الأهلي، خلال مباراة ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام حوريا كوناكري الغيني.

واعتقد الشارع الرياضي المصري أن حكاية تركي آل الشيخ ستنتهي بمُجرد تخليه عن ملكيته لنادي بيراميدز وانشغاله بعمله الجديد كرئيس لهيئة الترفيه وبنادي ألميريا الإسباني، لكن هذا لم يحدث، فلا يزال تركي آل الشيخ يُمارس لعبة شد الحبل مع مصر..ويبدو أنه عازم على الاستمرار كلما سنحت الفرصة، فلو كان لا يهتم وجاد في انسحابه، لما اهتم بالرد والتركيز والتدقيق مع كل كلمة تقال عنه حتى الآن في البرامج والجرائد والمواقع الرياضية.

مقالات ذات صلة