تقارير صحفية

تحليل | لماذا أخطأ سولشاير في الاعتماد على دي خيا بدلاً من هندرسون أمام فياريال؟

تلقت شباك الحارس الاسباني دافيد دي خيا 11 ركلة ترجيح ثم أهدر تسديدته التي تصدى لها الحارس الأرجنتيني خيرونيمو رولي، في لعبة (ركلة وركلة)، ليحكم على مانشستر يونايتد بالهزيمة 11/10 أمام فياريال في نهائي الدوري الأوروبي 2021 يوم أمس الأربعاء على الأراضي البولندية.

انتهى الوقت الأصلي والإضافي من مباراة مانشستر يونايتد الانجليزي وفياريال الاسباني بالتعادل الايجابي 1/1، ووقع على هدف فياريال “جيرارد مورينيو” في الدقيقة 29، قبل أن يعدل إدينسون كافاني لفريق الشياطين الحمر بداية الشوط الثاني من المباراة.

احتكم الفريقان لركلات المعاناة الترجيحية لحسم هوية الفائز ببطولة الدوري الأوروبي هذا الموسم، لكن المدير الفني النرويجي لليونايتد “أولي جونار سولشاير” لم يتفطن إلى خطورة الاعتماد على دي خيا في لعبة ركلات الجزاء، ودقة لاعبي فياريال في التسديد، فقرر الإبقاء عليه، وأجرى تغييرات أخرى لم تنفعه فيما بعد، الأمر الذي أثار غضب جمهور مانشستر يونايتد الذي طالب بإشراك الحارس المتخصص في ركلات الجزاء “دين هيندرسون”.

ولم يكن لدى الإسباني لغة الجسد المناسبة لزعزعة تركيز لاعبي فياريال وبدا واضحًا اعتماده على القفز قبل التسديد باختيار زاوية دائمة دون التركيز على توجيه الخصم للكرة، ليسجل رجال ملك الدوري الأوروبي أوناي إيمري 11 ركلة ترجيح من أصل 11 وربما كان هذا بسبب سجل دي خيا السيء في إنقاذ ركلات الترجيح منذ عام 2016 حتى الآن.

سجل مُخجل لـ دي خيا في التصدي لـ ركلات الجزاء وركلات الترجيح

لدى الحارس الدولي الإسباني احصائيات وأرقام مُخجلة للغاية في عملية التصدي لـ ركلات الجزاء أثناء سير اللعب أو في ركلات الجزاء الترجيحية، وبحسب سجل دي خيا الضعيف مع ركلات الجزاء، فإن آخر ركلة جزاء ترجيحية تصدى لها ترجع إلى عام 2016، أي منذ خمس سنوات كاملة.

مع ذلك، حصل دي خيا على شرف المشاركة أساسيًا في نهائي الدوري الأوروبي، ليكون أحد الأسباب التي أدت إلى أن يشفي فياريال غليل سنين الصبر بتتويج هو الأول في تاريخه على كافة الأصعدة.

وفضلاً عن نهائي الدوري الأوروبي، حصل دي خيا على فرصة مثيرة للجدل من جانب مدرب منتخب إسبانيا لويس إنريكي بضمه إلى قائمة لاروخا في بطولة أمم أوروبا القادمة (يورو 2020).

وواجه دافيد دي خيا 64 ركلة جزاء باستثناء ركلات الجزاء الترجيحية خلال مسيرته المهنية منذ أيام أتلتيكو مدريد 2009 و2010 ثم بعد انضمامه لصفوف مانشستر يونايتد لخلافة الحارس التاريخي إدوين فان دير سار.

وأنقذ دي خيا 11 ركلة جزاء فقط على مدار الـ 12 سنة الماضية، من بينهم ركلات جزاء مع النادي والمنتخب الاسباني، وهذا ليس بالأمر السيء في حقيقة الأمر، لكن المشكلة هي أن آخر مرة تصدى فيها لركلة جزاء تعود إلى عام 2016 في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، عندما منع مهاجم إيفرتون في ذلك الوقت “روميلو لوكاكو” من تسجيل ركلة ترجيحية على ملعب ويمبلي.

وكان دي خيا قبل ذلك قد أنقذ بالفعل شباكه، وتصدى لركلات جزاء من بعض الأسماء الكبيرة، بما في ذلك “لايتون باينز”، وأسطورة مانشستر يونايتد وآرسنال “روبن فان بيرسي” ونجم ليفربول المعتزل “ستيفن جيرارد”، وأثناء فترة وجوده في أتلتيكو مدريد، تصدى لركلات نفذها “ديفيد تريزيجيه” و “دييجو ميليتو”.

لكن منذ عام 2016 حتى الآن، تلقى دي خيا 25 ركلة جزاء متتالية مع الشياطين الحمر ومنتخب الماتدور الإسباني، من بينهم خمسة ركلات في الموسم المنقضي 2020/2021.

وحتى عندما نجح دي خيا في إنقاذ ركلة جزاء بالموسم الماضي، كان سيئ الحظ جدًا، فبعدما أبعد تسديدة نجم كريستال بالاس “ويلفريد زها” في الجولة الأولى من
كان دين هندرسون بديلاً لدي خيا في مانشستر يونايتد ليلة أمس الاربعاء في جدانسك، رغم أن لديه سجل ممتاز إلى حد ما في إنقاذ ركلات الجزاء بل وفي منافسات الدوري الأوروبي هذا الموسم، حيث شارك كأساسي معظم الوقت.

وواجه الدولي الإنجليزي دين هندرسون 17 ركلة جزاء على المستوى الاحترافي، تم تسجيل تسعة منها فقط، وقام بالتصدي لثماني ركلات جزاء، مع معدل نجاح يبلغ 47٪ لحارس المرمى الشاب.

وكانت آخر مرة واجه هندرسون فيها ركلة جزاء أمام ريال سوسيداد في الأدوار الاقصائية من الدوري الأوروبي، لا يمكن اعتبارها تصديًا حيث وضعها ميكيل أويارازابال في مدرجات أولد ترافورد خلال فبراير الماضي، لكن ربما يمكنك منح هندرسون بعض الفضل في ضياعها لتأثيره على الخصم.

كانت تلك ركلة الجزاء الوحيدة التي واجهها هندرسون منذ عودته إلى صفوف مانشستر يونايتد بعد تألقه الملفت رفقة شيفيلد يونايتد موسم 2020/2019.

وأنقذ الحارس هندرسون في الدوري الإنجليزي الممتاز مع شيفيلد يونايتد، ركلة جزاء واحدة من أصل أربعة، وحرم جابرييل جيسوس من التسجيل في مواجهة مانشستر سيتي.

وجاءت جميع ركلات الجزاء الثمانية التي واجهها هندرسون والتي فشل المنافسون في تسجيلها منذ عام 2017 حتى الآن، ما يعني أنها جاءت كلها بعد آخر محاولة صدها دي خيا، ما جعل العديد من النقاد يعتقدون في أن سولشاير أخطأ خطأً جسيمًا بالاعتماد على دي خيا بدلاً من هندرسون في مباراة فياريال.

مقالات ذات صلة