تقارير صحفيةكرة القدم الإفريقية

ملف | سقط القناع..خلفاء “أحمد أحمد” في رئاسة الكاف يستعدون!

تلطخت مصداقية ونزاهة رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “أحمد أحمد” بعد أن وُجهت إليه ثلاث اتهامات مختلفة من قبل السكرتير العام السابق للاتحاد “عمرو فهمي”، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه في العاصمة الفرنسية باريس يوم الخميس الماضي لاستجوابه في إحدى القضايا المتعلقة بالفساد المالي.

دخول الملغاشي النفق المظلم في الكاف، سيجعله على شفى حفرة من السقوط عاجلاً وليس آجلاً، فإن لم يكن عقب انتهاء بطولة كأس أمم أفريقيا 2019 المقرر لها في مصر بين 21 يونيه و19 يوليو، فبالتأكيد سيحدث ذلك خلال الانتخابات الرئاسية المقرر لها مطلع عام 2021.

ومن البديهي أن تبدأ الشخصيات المرموقة في اللجنة التنفيذية للكاف الاستعداد الحقيقي للانتخابات الرئاسية من الآن، عن طريق الترويج لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام العالمية لا سيما الفرنسية، أو تمرير اسمائهم إلى الوكلات الكبرى لإدراجها في أي جملة مفيدة تخص قضايا الكاف، لثقتهم أن تصدر المشهد في الأوقات الصعبة لأحمد أحمد مع عمرو فهمي سيصنع الفارق معهم فيما بعد في لحظات الحسم.

هناك أكثر من مُرشح مثل التونسي بوشماوي والمصري أبو ريدة والمغربي فوزي لقجع، لكن في هذه اللحظة، يُعامل النيجيري “أمانجو بينيك” مُعاملة المرشح الأبرز لتولي منصب الرئيس المؤقت للكاف والرئيس المحتمل بعد أحمد أحمد، هذا إذا ما قرر الفيفا تجميد النشاط الرياضي لأحمد أحمد، كما لَوح بذلك في البيان الرسمي الذي أُرسل إلى الصحفيين من القناة الإعلامية الخاصة للفيفا فور إلقاء القبض على أحمد أحمد ظهر يوم الخميس الماضي.

لكن أمانجو بينيك ليس على وفاق مع السكرتير العام الجديد للكاف، المغربي معاذ حجي، أو عضو اللجنة التنفيذية عن منطقة شمال أفريقيا وعضو لجنة التسويق في الكاف، المغربي فوزي لقجع، خاصةً بعدما أظهر إنحيازًا واضحًا للترجي ضد مُطالبة الثنائي المغاربي لإعادة مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، بالانسحاب من اجتماع اللجنة الطارئة بشكل مفاجيء بعدما أدلى بصوته لصالح احتفاظ الترجي بلقب البطولة.

وتعتقد الصحف والمواقع الفرنسية، أنه حال ثبوت تورط أحمد أحمد في قضية تلقي رشوة من شركة “تاكتيال ستيل” للتعاقد معها وفسخ عقد شركة “بوما”، سيكون «أمانجو بينيك» الذي يعمل حاليًا نائبًا لأحمد أحمد، هو الرئيس المؤقت لمدة أربعة أشهر، لحين إعداد كافة الترتيبات لانتخاب رئيس جديد في انتخابات مُبكرة ضمن جمعية عمومية استثنائية غير عادية قبل بداية عام 2020.

وكان أمانجو من بين أشد المعارضين لقرار إعادة مباراة الترجي والوداد، بل وطالب بمعاقبة الوداد واعتباره منسحبًا من المباراة قبل ما يزيد عن 30 دقيقة من نهايتها، لرفض لاعبيه استكمال اللعب من دون تقنية الـ VAR والتي لم تكن في نهاية المطاف السبب في إعادة الكاف للمباراة بل أمور تنظيمية.

وسوف يتسلح أمانجو -النائب الأول لأحمد أحمد في رئاسة الكاف- بعلاقة الصداقة القوية التي تربطه بالتونسي “طارق البوشماوي”، رئيس لجنة المسابقات داخل الكاف، بالإضافة إلى علاقة مميزة بعدد من رؤوساء الاتحادات المحلية القوية مثل الرئيس الجديد للاتحاد الكاميروني “سعيدو مبومبو نجويا” ورئيس الاتحاد التونسي “وديع الجريء”.

أما المُرشح الثاني والثالث لخلافة “أحمد أحمد” فهما الكونجولي “قنسطنطبن أوماري” والمغربي “فوزي لقجع”، لكن فرصتهما ضعيفة أمام أمانجو، بما أنهما أعضاء في لجنة تسويق الكاف مع المصري “هاني أبو ريدة”، وجميعهم وجهت إليهم اتهامات بالتآمر مع شركة لاجاردير سبورت الفرنسية لعدم تعديل العقد المُبرم بينها وبين الكاف لاحتكار حقوق توزيع بث مباريات المسابقات الأفريقية حتى عام 2028.

خطايا أحمد أحمد

ما أكثر أخطاء أحمد أحمد منذ توليه المسؤولية. التخبط من الناحية المهنية والإدارية لم يكن وليد اللحظة بالنسبة له، وظهر منذ أيامه الأولى كرئيس للكاف خلفًا للكاميروني عيسى حياتو، الذي نجح في إخفاء كافة الأدلة التي قد تُدينه في المستقبل سواء في المحكمة الرياضية أو في الفيفا.

بدأ أحمد أحمد تخبطه وتصرفه بطريقة غير مسؤولة حين هدد مصر بنقل مقر الاتحاد الأفريقي إلى العاصمة المغربية “الرباط” ومن ثم رفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس أمم أفريقيا 2019 إلى 24 بدلاً من 16، دون تخطيط مسبق لعواقب هذا القرار، والذي نتج عنه إحراج الكاميرون لعدم استعدادها لاستقبال هذا الكم من الفرق، وإظهارها غير قادرة على التنظيم، في تصفية حسابات واضح وصريح لصالح المغرب ضد عيسى حياتو، بهدف رد اعتبار المغرب بعد سحب أمم أفريقيا 2015 منها ورفض طلبها بتغيير موعد إقامة البطولة إلى الصيف بدلاً من الشتاء آنذاك.

وتضاعفت المشاكل حين سلم أحمد أحمد نفسه إلى مسؤولي الترجي والاتحاد التونسي بتنفيذ كافة أوامرهم عقب ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا 2018 الذي انتصر فيه الأهلي المصري على الترجي 1/3 بملعب برج العرب.

الملغاشي لم يتخذ أي إجراء قانوني ضد الترجي بعد تلك المباراة، رغم تكسير الجمهور التونسي لمقاعد ملعب برج العرب وإلقاءها على مدرج كبار الشخصية الذي ضمه (أحمد أحمد) جنبًا إلى جنب رئيس الأهلي محمود الخطيب وعدد من الشخصيات الهامة.

وعلى العكس من ذلك، قرر أحمد أحمد فتح جميع مدرجات الملعب الأوليمبي برادس في مباراة الإياب ورفع العقوبة السابقة المفروضة على الترجي بالغلق الجزئي للملعب، في انبطاح كلي للمسؤولين التوانسة.

وفضلاً عن التساهل مع جمهور الترجي، مرر أحمد أحمد جُملة من القرارات الإدارية الأخرى ضد الأهلي لصالح المكشخ بسرعة قياسية غير معهودة من لجان الكاف، مثل إيقاف مهاجم الأهلي وليد أزارو، وتهديد المدير الفني للفريق “باتريس كارتيرون” بالإيقاف، وتوجيه نقد لاذع للمدرب بشكل علني وصريح على لسان أحمد أحمد.

صورة الرئيس السابق لاتحاد مدغشقر لكرة القدم، اهتزت أكثر حين قرر نقل مباراة كأس السوبر بين بطلي دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية (الترجي التونسي والرجاء المغربي)، خارج قارة أفريقيا (الدوحة-قطر)، ما اعتبرته وسائل الإعلام تشويهًا مُباشرًا لتقاليد وقيم القارة.

وحنث الملغاشي بالوعد الذي قطعه مع أعضاء اللجنة التنفيذية للكاف، بشأن مُراجعة بنود العقد الذي أبرمه عيسى حياتو مع شركة لاجاردير سبورت الفرنسية الخاص باحتكار حقوق توزيع بث مباريات بطولات الكاف حتى عام 2028، والذي يُجدد (حسب أحد بنوده) بشكل تلقائي عند نهايته حتى عام 2036 إذا أرادت لاجاردير تجديده دون الرجوع إلى لجنة التسويق في للكاف.

ورغم علمه بأمر مُماطلة أعضاء لجنة تسويق الكاف كي لا يتم تعديل عقد لاجاردير قبل فترة من كأس أمم أفريقيا، إلا أنه رفض التحرك وقام بإقالة السكرتير العام “عمرو فهمي” بسبب تهديده لشركة لاجاردير بفسخ العقد، لعدم إمثثالهم للمادة 9.5 في العقد، والتي تعطي الكاف حق اللجوء إلى المحكمة الرياضية لفسخ العقد أو تجديده إذا ما حَسنت لاجاردير عرضها المالي.

وما زاد الطين بلة، ضعف تعامل أحمد أحمد مع ملف مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا 2019 بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي، بخوفه المثير للدهشة من اتخاذ قرار إلغاء المباراة بعد نزوله إلى أرض الملعب ودخوله في نقاش مطول مع رئيسي الناديين، خلصت إلى تنصيب الترجي بطلاً للبطولة.

وقال رئيس الوداد سعيد الناصري في لقاء ملتفز مع الإعلامي ucbcb=1″>جلال بوزرارة بقناة ميدي 1 المغربية أن أحمد أحمد حاول المساومة معه وإقناعه بالتنازل عن الكأس لصالح الترجي هذا الموسم مقابل تسهيل مأمورية الوداد بالموسم المقبل للحصول على اللقب، بوضعه في مجموعة سهلة ومنحه مساعدات تحكيمية.

وبعد ساعات من كلام سعيد الناصري، قرر أحمد أحمد إلغاء تتويج الترجي خلال اجتماع عقده مع لجنة الطواريء في باريس، استقر بعده على إعادة المباراة في أرض محايدة يُقال أنها مصر (ملعب الجيش ببرج العرب).

وبعد أقل من 24 ساعة من قرار الإعادة المتخذ بإجماع لجنة الطواريء باستثناء ثلاثة دول، قبض على أحمد أحمد في مقر إقامته بباريس، ووجه إليه اتهامًا بالتلاعب والتربح غير المشروع من منصبه كرئيس للكاف، بعد أن ألغى اتفاق الاتحاد مع شركة “بوما” الألمانية من طرف واحد، بهدف تسهيل التعاقد مع شركة الملابس الفرنسية “تاكتيكال ستيل” المملوكة لأحد أصدقائه، بمبلغ مالي أعلى من المبلغ المعروض من بوما، للحصول على عمولة مالية أعلى.

ومنذ الإفراج عن أحمد أحمد، كثر الحديث في وسائل الإعلام الفرنسية عن ملفات فساد أخرى أرسلها عمرو فهمي إلى رئيس الفيفا “جياني إنفانتينو” تحت إشراف رئيس مصر “عبد الفتاح السيسي”، بحسب ما أكده عمرو فهمي بنفسه في حديث متلفز مع قناة MBC مصر صباح أمس الأحد، فكيف ستكون النهاية؟ هل بالسجن أم بالإيقاف عن ممارسة أي نشاط رياضي مثلما حدث مع الفرنسي ميشيل بلاتيني والسويسري جوزيف بلاتر والقطري محمد بن همام في السنوات الخمس الماضية؟ الإجابة قد نعرفها عقب نهائي أمم أفريقيا في ستاد القاهرة..

مقالات ذات صلة