انتقالات الميركاتو الصيفيتقارير صحفية

تاديتش…الأرخص من إبراهيم دياز والأغلى من جاريث بيل!

صنع وسجل وصال وجال في كل الأنحاء، ولم يكف عن الركض وافساد الهجمات طيلة 90 دقيقة لعبها أمام ريال مدريد ليلة أمس الثلاثاء في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ظهر تاديتش بإنسيابية راقص الباليه رغم أن سعره وقيمته السوقية كانت ولا زالت أقل بكثير من لاعب مثل إبراهيم دياز، المنضم لصفوف الريال في الميركاتو الشتوي من مانشستر سيتي بحوالي 22 مليون إسترليني.

لكن ضعف قيمته السوقية شكلت حافزًا إضافيًا لتاديتش من أجل نثر ابداعاته على ملعب سانتياجو برنابيو في الليلة الماضية، للتأكيد على أن مواهبه وقيمته الفنية أغلى وأجود من لاعبين أمثال جاريث بيل وفينيسيوس جونيور وإبراهيم دياز اشتراهم فلورنتينو بيريز بأكثر من 150 مليون يورو في غضون 5 سنوات.

دوشان تاديتش، البالغ من العمر 30 عامًا، لم يحظ بمسيرة مظفرة رغم كل ما يتمتع به من مهارات، كما شاهد عشاق كرة القدم حول العالم، فبدايته كانت مع فريق صربي ضعيف، وليس مع بارتيزان بلجراد أو النجم الأحمر.

وحتى بعد انتقاله إلى الدوري الهولندي، لم ينضم لصفوف أحد الكبار مثل فريقه الحالي أياكس أمستردام أو بي اس في أيندهوفن أو فينورد روتردام أو حتى إيه زد ألكمار.

لعب تاديتش مع نادي خورنخين لمدة موسمين، ومنه انضم إلى صفوف تفينتي إنشخيدة ليدافع عن ألوانه لمدة ثلاثة أعوام قبل أن يلتحق بنادي ساوثامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز والذي لم يستفد من إمكانياته كما ينبغي.

كل تلك الذكريات والصعوبات التي واجهها تاديتش في حياته، مع ضعف قيمته السوقية أمام لاعبي ريال مدريد، قرر أن يتجاهلها، ويضعها خلف ظهره، وهذا ما ساعد ابن برج القوس على إطلاق العنان لنفسه في كل تمريرة وكل مراوغة كان يقوم بها أمام الفريق الملكي المفكك.

ليلة الملك رقم 10

كما تجاهل دوشان تاديتش تفاصيل حياته السابقة، وتفاصيل قيمته المالية أمام خصومه، تجاهل نفسه ولعب بجماعية في معظم أوقات المباراة، ولم يتذكر نفسه إلا بعد انتصاف الوقت الأصلي للقاء.

عند اقتحامه لمنطقة عمليات ريال مدريد في لعبة الهدف الأول، فضل الصربي اللعب الجماعي على اللعب الفردي، ما مكنه من وضع تمريرة مذهلة وغير متوقعة أمام “حكيم زياش” على حدود خط الـ 18، أسكنها المغربي بإتقان على أقصى يمين الحارس الأفضل في مونديال روسيا 2018.

وتضاعف نشاط دوشان تاديتش أضعاف مضعفة بسبب نجاح دي ليخت وباقي أعضاء المنظومة الدفاعية في الحفاظ على هدف التقدم، هذا جعله يؤمن بمقولة “ليلة الملك رقم 10”.

قبل أن يسأل نفسه لماذا لا أكون أنا الملك، عاد ليعبر عن نفسه بحركة الدوران فوق الكرة، التي اشتهر بها زين الدين زيدان خلال سنوات جميلة مضت، فخدع مودريتش وأفلت من خشونة كاسيميرو، وفي لمح البصر وضع كرة بينية هادئة في عمق الدفاع أمام نيريس وليس خلفه، ليتسلمها البرازيلي بأريحية ويراوغ كورتوا قبل أن يضعها في الشباك، لتصبح النتيجة 2/0 قبل 20 دقيقة فقط من البداية.

كان لا بد من أن يُتوج تاديتش مجهوداته بتسجيل هدف ويصبح الملك المتوج للقاء، حتى لو كان ذلك عن طريق خطأ تحكيمي فادح في تحديد إذا ما كانت بداية الهجمة سليمة أم لا وهل عبرت الكرة خط التماس؟

ما قدمه تاديتش كان لا يصح أن ينتهي هكذا دون تدوين اسمه في لائحة هدافي المباراة الأجمل في تاريخ أياكس بدوري أبطال أوروبا منذ جيل باتريك كلويفرت وياري ليتمنان أواسط فترة التسعينيات.

جاء الهدف الصاروخي لتاديتش بالقدم اليسرى من على حافة منطقة الجزاء في الدقيقة 62 لتسكن الزاوية 90 لتيبو كورتوا، في الوقت الذي بدأ فيه ريال مدريد يتحرر ويَجد نفسه هجوميًا بعد دخول أسينسيو وبيل في أجواء اللقاء، فكان وقع الصدمة غير عادي على المشاهدين الحاضرين في مدرجات ملعب الرئيس طيب الذكر “سانتياجو برنابيو”.

سعر تاديتش

المولود في 20 نوفمبر 1988 بمدينة باتشكا توبولا بيوغسلافيا سابقًا، لعب في بداياته مع أكاديمية أيك باتشكا عامي 2000 و2001، وفي عام 2002 انضم إلى فرق شباب نادي فوجفودينا الصربي، ومكث بين أسواره لمدة اجتازت الـ 8 أعوام، ولعب لمدة 4 أعوام متتالية (2006 إلى 2010) بمستوى ثابت دون أي إصابة تذكر.

وكانت أبرز لقطة في مسيرته مع نادي فوجفودينا الصربي، تسجيله لهدف في التصفيات التأهيلية للدوري الأوروبي موسم 2010/2009 أمام أوستريا فيينا النمساوي.

مع ذلك تم بيعه لنادي خرونخين الهولندي نظير 1.23 مليون يورو فقط يوم 8 أغسطس 2010، ومن هنا بدأت الحكاية، فخلال الموسم الأول توج بلقب أفضل صانع ألعاب بالدوري الهولندي (الإريدفيسي).

تاديتش تمكن من صناعة 17 هدفًا في 34 مباراة بدوري موسم 2011/2010، بمجموع 22 تمريرة في 41 مباراة بكل المسابقات.

وتسبب احتلاله للمركز الثالث في قائمة أفضل صناع اللعب بأوروبا آنذاك خلف كل من “مسعود أوزيل (26 تمريرة حاسمة) وليونيل ميسي (25 تمريرة حاسمة) في ارتفاع سعره إلى 7.7 مليون يورو دفعهم نادي تفينتي إنشخيدة لأف سي خرونجين في أبريل 2012 لضمان التوقيع معه بالميركاتو الصيفي.

وفي موسم 2014/2013 كرر تاديتش إنجاز أفضل صانع ألعاب في الدوري الهولندي، بصناعته لـ 14 هدفًا، كما احتل المركز الرابع في لائحة هدافي المسابقة برصيد 16 هدفًا خلف كل من “الآيسلندي ألفريو فينبوجاسون والإيطالي جرازيانو بيللي والأميركي آرون جوهانسون”.

وقام نادي ساوثامبتون بشراء تاديتش نظير 12 أو 13 مليون يورو بيوليو 2014 بتوصية من المدرب الهولندي رونالد كومان، لكن كثرة تغيير المدربين في فريق القديسين أثرت عليه بسبب لعبه في مراكز لا يحبها، ليكتفي بقيادة الفريق إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة 2017، وصناعة 34 وتسجيل 23 هدفًا في 154 مباراة بجميع المسابقات خلال 4 مواسم متتالية مع الفريق.

ورغم تراجع مستواه بصورة ملحوظة مع ساوثامبتون، لم تفقد الإدارة الفنية لأياكس إيمانها في إمكانيات تاديتش، وقررت انفاق مبلغ 13.7 مليون يورو على ضمه في الميركاتو الصيفي 2018، ليكون أفضل هدية وصفقة الموسم بالنسبة لهم.

تاديتش أذهل عشاق أياكس منذ بداية موسم 2019/2018 بالتسبب في 41 هدفًا للفريق بجميع المسابقات حتى الهدف الذي سجله أمام ريال مدريد ليلة أمس، بواقع 7 تمريرات حاسمة و16 هدفًا في الدوري، و4 تمريرات حاسمة و6 أهداف في 8 مباريات بدوري أبطال أوروبا، فضلاً عن تمريره لـ3 كرات حاسمة وتسجيله لـ 3 أهداف في المباريات التأهيلية لدور مجموعات البطولة أمام أندية ستورم جراتس وستاندرلييج ودينامو كييف.

القيمة السوقية مقارنة بنجوم الريال

يمتد عقد دوشان تاديتش مع أياكس حتى يونيه 2022، وتصل قيمته السوقية حسب آخر تقييم لـ 16.20 مليون يورو، لكن من المتوقع بعد انتهاء هذا الموسم أن ترتفع لتصل إلى 40 مليون يورو، إذا ما وضعنا في الحسبان العروض الضخمة التي سيتلقاها من أندية الدوري الصيني.

وتعتبر قيمة تاديتش الحالية أقل من جميع عناصر خط هجوم ريال مدريد الذي شاركوا في مباراتي ذهاب وإياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أياكس.

لنبدأ بالقيمة السوقية لأقل لاعب من لاعبي التشكيل الأساسي في خط هجوم الريال ليلة أمس، الإسباني “لوكاس فاسكيز” تصل قيمته لحوالي 25 مليون يورو، أما الفرنسي كريم بنزيمة فتصل قيمته لـ 40 مليون يورو، وأخيرًا البرازيلي فينسيوس جونيور فتصل قيمته لـ 66 مليون يورو.

وحتى بعد خروج فينسيوس ولوكاس في نهاية الشوط الأول ومشاركة الإسباني ماركو أسينسيو والويلزي جاريث بيل، لا تزال قيمة تاديتش لا تذكر، حيث تصل قيمة أسينسيو لـ 80 مليون يورو، وهو لاعب مطلوب بقوة في يوفنتوس وآرسنال منذ الميركاتو الصيفي الماضي، أما جاريث بيل ورغم مستواه المترهل إلا أنه محافظ على قيمته السوقية التي تصل لـ 70 مليون يورو.

ناهيك عن دكة البدلاء، فاللاعب المغربي الإسباني “إبراهيم دياز” انضم للريال في ميركاتو يناير بـ 22 مليون يورو، وتصل قيمة إيسكو في السوق 60 مليون يورو رغم جلوسه المتكرر على الدكة منذ وصول سانتياجو سولاري، فضلاً عن كثرة إصاباته في الآونة الأخيرة.

مقالات ذات صلة