انتقالات الميركاتو الصيفيتقارير صحفية

تحليل | ما سبب اعتزال بيتر تشيك قبل بوفون؟

أعلن أسطورة حراسة مرمى التشيك “بيتر تشيك” اعتزاله لكرة القدم بين صفوف ناديه الحالي “آرسنال”، مع حلول نهاية الموسم الجاري 2019/2018.

قرار اعتزال أثار استغراب محبيه ومتابعيه منذ أن كان في تشيلسي بالفترة من 2003 إلى 2015، فلم يتجاوز بعد عامه الـ36، ويوجد الكثير من الحراس الكبار على الساحة تجاوزوه في العمر، ولا زالوا يقدمون مستويات متميزة، وفي مقدمة هؤلاء الإيطالي “جانلويجي بوفون” والإسباني “إيكر كاسياس”، حيث تجاوز الأول الـ 40 عامًا مع متصدر الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان، ووصل الثاني لعامه الـ 38 رفقة العملاق البرتغالي بورتو.

لكن بيتر تشيك يشعر أن الوقت قد حان لتعليق قفازاته وانهاء معاناته على دكة بدلاء آرسنال، فقد أخرجه المدرب الإسباني “أوناي إيمري” من حساباته منذ خلافته لآرسين فينجر في ملعب الإمارات مطلع هذا الموسم، مفضلاً عليه الحارس الألماني اليافع “لينو” القادم من باير ليفركوزن.

وفسر تشيك سبب اعتزاله، قائلاً لوسائل الإعلام “هذا هو الموسم الـ 20 لي، والذي قضيته كلاعب محترف. مرت 20 سنة منذ أن وقعت على أول عقد احترافي لي في كرة القدم، وأشعر أن الوقت الحالي هو أنسب وقت لإعلان تقاعدي في نهاية الموسم الحالي”.

وأضاف “لعبت لمدة 15 سنة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفزت بكل بطولة ممكنة، وأعتقد أنني حققت كل ما أستطيع تحقيقه في كرة القدم. سأواصل العمل بجد في آرسنال هذا الموسم، على أمل التتويج بكأس أخرى، ثم سأتطلع إلى ما هو قادم في حياتي خارج الملعب”.

صنع مجد تشيلسي

تُوج بيتر تشيك فور وصوله لآرسنال بدرع الاتحاد الإنجليزي عام 2015، وقاد الفريق للتتويج بكأس الاتحاد الإنجليزي، وهو عدد قليل من الإنجازات التي لا تُعبر عن قيمته وسجله الذهبي المرصع بالإنجازات مع تشيلسي.

خلال 11 عامًا قضاها تشيك بين صفوف تشيلسي، سُمي كأفضل حارس مرمى عدة مرات، وسيبقى التاريخ يتذكره بتلك الفترة، حيث فاز بلقب الدوري الإنجليزي أعوام 2004 و2005 و2010 و2015، بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا 2012 وكأس الدوري الأوروبي 2013.

انضم حارس جمهورية التشيك لصفوف تشيلسي بقرار من المدرب الإيطالي “كلاوديو رانييري” عندما وقع على العقد مطلع عام 2003، وبعد أشهر قليلة رحل رانييري تاركًا المهمة للمدرب البرتغالي الشاب “جوزيه مورينيو”.

وكادت مسيرة تشيك تنتهي في عام 2006 بسبب إصابة خطيرة في الرأس تعرض لها بعد تصادم قوي مع مهاجم ريدينج “ستيفن هانت”.

واصطدمت ركبة هانت برأس تشيك تاركة له كسرًا في الجمجمة، لكنه عاد إلى العمل بعد أربعة أشهر، وظل منذ ذلك الحين يرتدي غطاء الرأس الأسود الذي أصبح فيما بعد علامة من علاماته الخاصة، والذي تميز به عن سائر الحراس في تاريخ كرة القدم.

لماذا اعتزل قبل بوفون؟

وجد تشيك نفسه الحارس الثاني خلف الألماني “بيرند لينو” مع بداية الموسم، فلم يلعب سوى 7 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز، مقابل 16 مباراة للينو.

في آخر 3 أشهر لعب بيتر تشيك 5 مباريات فقط، ما بين كأس رابطة الأندية الإنجليزية وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الدوري الأوروبي.

وحافظ تشيك على نظافة شباكه 3 مرات أمام سبورتينج لشبونة البرتغالي (0/0) ونافتوهاز الأوكراني (3/0) ضمن منافسات الدوري الأوروبي، وأمام بلاكبول في الدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي (3/0).

الحارس الذي لعب لثلاثة أندية تشيكية مختلفة في بداية مسيرته الكروية «فيكتوريا بلزن وشميل بلساني وسبارتا براجا»، اهتزت شباكه لآخر مرة في مباراتي بلاكبول (1/2) وتوتنهام هوتسبير (2/0) على ملعب الإمارات في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.

ولم يجد تشيك أي دعم من أوناي إيمري في ظل ضعف مستوى لينو الذي سقط في هفوات فادحة كلفت آرسنال الخسارة أمام ساوثامبتون (2/3) ثم أمام ليفربول (1/5)، فضلاً عن أن شباكه تلقت 17 هدفًا في آخر 10 مباريات لعبها مع المدفعجية في الفترة من (25 نوفمبر 2018 إلى 12 يناير 2019)، ما دفعه نحو التفكير في اعتزال كرة القدم لصعوبة حصوله على فرصة مع أوناي يستعيد خلالها رونقه ومستواه المعهود قبل الرحيل عن الفريق في الميركاتو الصيفي 2019.

أما جانلويجي بوفون، فمنذ ذهابه رحيله عن يوفنتوس وانضمامه لصفوف باريس سان جيرمان وهو يلعب بصفة مستمرة وليس بشكل متقطع كما يحدث مع تشيك.

بوفون /40 عامًا/ تم التعاقد معه للاستفادة من خبراته في دوري أبطال أوروبا، مع ذلك أشركه المدرب الألماني “توخيل” في 8 مباريات بالدوري الفرنسي حتى الآن كان آخرهم أمام نانت يوم 22 ديسمبر 2018، لكن تشيك لم يلعب أي مباراة في البريميرليج منذ منتصف أكتوبر.

وشارك بوفون كذلك في مباراة بكأس رابطة الدوري الفرنسي وفي ثلاث مباريات بدوري أبطال أوروبا أمام نابولي وليفربول والنجم الأحمر، وتعادل باريس في الأول وفاز في المباراتين التاليتين.

مقالات ذات صلة