تقارير صحفيةكرة القدم الإفريقيةوكلاء اللاعبين

بالمستندات | تصحيح لأكذوبة أول رئيس مصري لنادي الزمالك عام 1917

خلال تصفحي لبعض الوثائق والمستندات عن قصة تأسيس نادي الزمالك، حصلت على مفاجأة تاريخية تثبت أن ما قيل عن أن نادي الزمالك تأسس في عام 1911 باسم نادي قصر النيل، غير صحيح، ولا أساس له من الصحة.

لكن قبل أن أكتب لكم عن تأسيس نادي الزمالك، أود أن أشير إلى حديثي المطول مع الصديق المؤرخ الرياضي “عزت رمضان”، وحسابه على فيسبوك “Ezzat Ramadan Lazim”، عن أول رئيس مصري لنادي الزمالك.

قررت الحديث عن هذا الأمر أولاً، فما تنشره المواقع المنتمية لنادي الزمالك يؤكد أن السيد “محمد بدر” أول رئيس مصري للمختلط وتولاه عام 1917 وانتهت ولايته عام 1919، بينما كان دكتور “شيرين فوزي” يقول في موسوعته عن نادي الزمالك أن رئاسته انتهت في نفس العام 1917، حسب الصورة رقم (6).

والحقيقة أن ما كتبه الدكتور شيرين فوزي هو الصحيح شكلاً، لكن في الموضوع فالسيد “محمد بدر” لم تعتمد الجهات المختصة شرعية رئاسته لنادي الزمالك، وتم إجباره عن طريق الشرطة المصرية على تسليم النادي لـ “مسيو بيانكي” الذي كان هو رئيس نادي الزمالك أو كما سُمي وقتها بـ “المختلط”.

ويحكي هذا الأمر الأستاذ “إبراهيم علام جهينة” بالتفصيل في مذكراته المكتوبة بخط يده، والمرفقة في هذا المقال بأرقام “من 1 إلى 5”.

ويقول إبراهيم علام “أنه أخذ فريق كرة القدم بنادي السكة الحديد وانتقل به لنادي المختلط عام 1915، وبعد عامين من دخوله وزملائه للنادي واكتسابهم عضوية النادي، فكر في كيفية تحويل النادي ليصبح ناديًا مصريًا، فبحث في أوراق النادي ووجد ثغرات ومخالفات عديدة”.

وأضاف “من بين تلك الثغرات ان الجمعية العمومية للنادي لم تنعقد منذ ثلاثة أعوام، وهذا دفعني نحو بدء بعض الإجراءات الرسمية، لكن ذلك أثار حفيظة الأجانب”.

وتوالت الأحداث بعد كل ما اكتشفه، فجاء ببعض فتوات بولاق ليمنع دخول الأجانب إلا أن النيابة والبوليس قاموا بإخراجهم من النادي بعد أن حاصروه بالفتوات نحو 20 يومًا،  كما كتب جهينة صفحة 3.

وبعد تسليم النادي اتجه لانشاء ناد جديد واستطاع أن يؤسس نادي القاهرة بشارع الترعة البولاقية بشبرا مصر، وأسماه نادي “القاهرة”.

وقام إبراهيم علام بتجهيز نادي القاهرة ليبدأ نشاطه الرياضي بداية من موسم 1917-1918، وهذا النادي اختفى حاليًا،  وهو غير نادي القاهرة الموجود بجوار النادي الأهلي بالجزيرة، والذي تأسس في الثلاثينيات من القرن الماضي.

ومنذ ذلك التاريخ لم يعد السيد إبراهيم علام “جهينة” لنادي الزمالك، وتفرغ لإدارة نادي القاهرة 1917، بالإضافة إلى عمله في جريدة الأهرام، خاصة أنه ظل على عداء مع محمد حيدر باشا بسبب ما كتبه في صحيفة الأهرام عن مخالفات في ميزانية نادي الزمالك أدت إلى عدم وجود سيولة مالية لدفع مستحقات للحكومة.

ومن ضمن المستحقات المتأخرة؛ مصاريف مياه وإيجار سنوي لأرض نادي المختلط (الزمالك حاليًا)، وكان موقعه وقتها مكان “دار القضاء العالي”، ما ترتب عليه نقل النادي إلى مكان آخر يوجد به حاليًا “مسرح البالون”.

وتوقف نشاط نادي المختلط (الزمالك حاليًا) بشكل تام خلال موسم كامل (1924-1925) وبالتالي لم يشارك في أي مسابقات كانت تنظم آنذاك.

وفي جزء آخر من المذكرات الخاصة بالأستاذ إبراهيم علام أرقام “من 7 إلى 9” يحكي إبراهيم علام أنه قام وزملائه المصريين بعقد جمعية عمومية، واختاروا مجلس إدارة برئاسة السيد “محمد بدر”، وأبلغ النيابة بالجمعية العمومية، وتضمن البلاغ: “التحفظ على سجلات النادي”.

وبالفعل تم تسليم سجلات النادي للنيابة، لكنها لم تعد، ومعها اختفى تاريخ نادي الزمالك من يوم تأسيسه وحتى عام 1923 حين تولى محمد حيدر باشا رئاسة نادي المختلط.

وهناك اعتقاد أن “مسيو بيانكي” حين عاد إلى إدارة المختلط تسلم هذه المستندات والسجلات وأخفاها بعيدًا عن النادي حتى لا يستولى عليها أحد من المصريين الذين سعوا لتمصير نادي المختلط وتسميته باسم مصري.

وهكذا، فالأستاذ إبراهيم علام “جهينة” حكى بتواريخ مقربة محاولته الرائدة لتمصير الزمالك أو كما كان يُسمى وقتها بـ “المختلط”.

وواضح من التواريخ أن المحاولة كانت في صيف 1917 واستمرت ما يقارب الشهر، وإن السيد “محمد بدر” لم يكن أول رئيس مصري لنادي الزمالك كما يحاول البعض إثباته، لكنه كان رفيقًا لإبراهيم علام جهينة، وحاولا ومعهما مجموعة من المصريين الوطنيين تمصير النادي.

لكن المحاولة بأت بالفشل كما أوضحت مذكرات إبراهيم علام، ولم تعترف الجهات الرسمية بالإجراءات التي قام بها المصريون.

ويقول دكتور شيرين فوزي في موسوعته “صورة رقم 6” أن السيد “محمد بدر” عاد إلى رئاسة نادي المختلط أو قصر النيل أو الزمالك عام 1922 قبل أن يتولى السيد محمد حيدر باشا رئاسته، لكن هذا الكلام لا يوجد له مصادر رسمية أو غير رسمية ومُجرد توقع من الكاتب.

مقالات ذات صلة