تقارير صحفيةكرة القدم الآسيويةكرة القدم الإفريقية

نهاية موسيماني المتعجرف في فخ أهلي جدة المُرتجف!

أطل علينا بيتسو موسيماني بتصريح جديد مستفز يدعي فيه بأنه صاحب الفضل في تتويج الاهلي بالألقاب على مدار العامين الماضيين، متناسيًا فشله في التتويج بلقبين متتاليين للدوري المصري الممتاز، أو تقديم أي جديد يُذكر فيما يخص مسيرة الفريق بمنافسات كأس العالم للأندية.

موسيماني وصل إلى السعودية هذا الأسبوع من أجل أن يستأنف مسيرته التدريبية مع أهلي جدة بعدما فسخ عقده مع الاهلي المصري في منتصف الموسم الماضي دون سابق إنذار.

وبدلاً من دراسته للفريق الجديد والبحث عن طرق مناسبة تضمن له البقاء لأطول فترة ممكنة في فريق عاش حياته على عدم الاستقرار مثل أهلي جدة، راح ليفكر في أمور أخرى بعيدة كل البُعد عن المهنية، مواصلاً الغناء على الأطلال، فلا يزال يشغل تفكيره بتلك “الومضة الذهبية” التي لن تتكرر معه في حياته من جديد.

نادي أهلي جدة يعيش ظروفًا غاية في السوء منذ أعوام مضت عندما قرر إقالة المدرب السويسري كريستيان جروس في عام 2016، فهناك حالة عدم استقرار فني وإداري أدت إلى خروج معظم النجوم قبل الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى «دوري يلو».

قرار تدريب أهلي جدة أكثر قرار بحاجة لدراسة متأنية من قبل أي مدرب، واختيار تدريبه في هذا التوقيت الصعب «مجازفة جريئة» يُحسد عليها موسيماني، لكن العنجهية التي يُفكر ويتعامل بها قد تقوده بنسبة كبيرة نحو الرحيل المبكر، وربما تقوده نحو الهاوية في عالم التدريب، وهو بدأ السقوط بالفعل: فكيف لمدرب كان يقود أفضل فريق في الشرق الأوسط قبل عدة أشهر يتولى تدريب فريق في دوري الدرجة الثانية السعودي؟ هذه هي بداية النهاية على ما أظن..

أهلي جدة المُرتجف

الادارات المتعاقبة على الأهلي السعودي استعانت في الفترة من 2016 إلى 2022 بأكثر من 15 مدرب، من بينهم الثنائي السويسري كريستيان جروس والسعودي عنبر في مناسبتين.

تولى كريستيان جروس تدريب الفريق لأول مرة في يونيو 2014 وأقيل بعد عامين في يونيو 2016، كأطول مدير فني يحصل على فرصته كاملة في تدريب الفريق منذ مدة بعيدة.

ما الجديد الذي قدمه موسيماني للاهلي في كأس العالم للأندية؟
ما الجديد الذي قدمه موسيماني للاهلي في كأس العالم للأندية؟

بعد رحيل جروس، جاء البرتغالي جوزيه مانويل جوميز ليتولى تدريب أهلي جدة لمدة 4 أشهر في الفترة من يونيو 2016 إلى أكتوبر 2016، وبعد تراجع النتائج والمستوى الفني تقرر إعادة كريستيان جروس من جديد خلال شهر أكتوبر من نفس السنة، لكنه سرعان ما رحل في مايو 2017.

وفي شهر يونيو من عام 2017 تم تعيين الأوكراني «سيرهي ريبروف» لمدة 5 أشهر حتى مايو من نفس السنة، ليخلفه التونسي «فتحي الجبالي» لمدة شهر واحد، ثم الارجنتيني «بابلو جويدي» من مايو 2018 إلى فبراير 2019، ثم الاوروجوياني خورخي فوساتي لمدة شهرين (فبراير إلى أبريل 2019).

وتولى السعودي يوسف عنبر مسؤولية الجهاز الفني للاهلي بشكل مؤقت خلال أبريل ومايو 2019.

وتبع عنبر، المدرب الكرواتي المخضرم برانكو إيفانكوفيتش – مدرب منتخب سلطنة عمان الحالي – والذي ظل لمدة 3 أشهر في منصبه.

واستمرت الدوامة بتسلم السعودي صالح المحمدي المسؤولية بشكل مؤقت لمدة شهر واحد ليترك مكانه في اكتوبر 2019 للمدرب العائد «كريستيان جروس».

عقب الرحيل الجديد لجروس للمرة الأخيرة دون رجعة في فبراير 2020، تولى تدريب أهلي جدة على مدار عامين فقط (فترة تدريب موسيماني للأهلي) ما مجموعه 7 مدربين هم «السعودي مازن بهكلي والصربي فلادان ميلوجيفيتش والفرنسي فيصل جورمي والروماني لورينت ريجيكامف والألباني بيسنيك هاسي والاوروجوياني روبرت سيبولدي والسعودي يوسف عنبر».

كما هو واضح لكم من سلسلة الإقالات والقرارات غير المدروسة، فنحن أمام إدارة مُرتجفة متخبطة لا تدري ماذا تفعل وماذا تريد، ومن دون شك مع أول خسارة ستبدأ التفكير بجدية في خليفة لموسيماني الذي لا يُجيد أصلاً تجميع النقاط أو تطوير اللاعبين، وهذا ما رأيناه منه خلال فترته مع الأهلي.

عنجهية موسيماني الزائفة

لم يحقق موسيماني شيئًا صعبًا أو لم يتحقق من قبل في تاريخ النادي الاهلي المصري، كي يظن أنه قدم ما لم يقدمه مَن سبقوه في تدريب الفريق، ويخرج ويتحدث بتلك الطريقة المتعجرفة التي تحدث بها حول اعادة البطولات للاهلي، وكأنه الزمالك الذي لم يفز بدوري الابطال منذ 2002.

الاهلي هو حامل لقب البطولة الأفريقية 8 مرات والوصيف في 3 مناسبات أعوام 2007 و2017 و2018 قبل مجيء موسيماني، والبطل القياسي للدوري المصري والمسيطر الأول على الألقاب المحلية والقارية في الفترة من 2000 إلى 2020.

رينيه فايلر يهزم موسيماني في دوري ابطال افريقيا 2020

الاهلي في عهد البرتغالي مانويل جوزيه، وما قبله من مدربين، وما بعده من مدربين، وفي مقدمتهم حسام البدري، دائمًا ما كان يربح بطولة دوري ابطال افريقيا في القاهرة وخارجها.

الاهلي كذلك ربح البطولة الافريقية عدة مرات أمام أندية من خارج منطقة شمال أفريقيا، من جنوب أفريقيا والكاميرون وغانا ونيجيريا.

ما كان يصعب على الاهلي تحقيقه، حتى هذه اللحظة، ويواجه فيه مشكلة حقيقية، هو تحقيق البطولة في أجواء جماهيرية واعلامية مشحونة في تونس أو المغرب، كما حدث في نهائي 2007 أمام النجم الساحلي التونسي، بعد الخطأ الجسيم للحكم الكاميروني «رافائي ديفين» في مباراة الذهاب عندما تسبب في إيقاف النجم الفريق الأول «محمد بركات»، أو أمام الوداد في الدار البيضاء عامي 2017 و 2022، أو أمام الترجي في ملعب رادس عام 2018.

التتويج على حساب الزمالك في نهائي 2020 كان عاديًا أو متوقعًا فتشكيلة الاهلي التي طورها وعززها المدرب السويسري رينيه فايلر «بخطط وجمل فنية» كانت أقوى من تشكيلة الزمالك التي تعاني أصلاً من كثرة التغييرات الفنية وتعاني من الضعف النفسي نظرًا للبعد عن التتويج بلقب البطولة منذ 18 سنة.

ومباراة القرن – كما وصفت اعلاميًا- أقيمت على ملعب الأهلي المفضل «ستاد القاهرة»، وسُهلت المأمورية أكثر على الأهلي بمنع حضور الجمهور بسبب كورونا، تمامًا مثلما حدث في مواجهة موسيماني للوداد البيضاوي المغربي ذهابًا وإيابًا في نصف النهائي.

موسيماني في الأساس تولى تدريب الاهلي في 3 مباريات فقط بدوري أبطال أفريقيا 2020 بعدما تسلم كل شيء جاهز على أكمل وجه «فنيًا وبدنيًا وتكتيكيًا» من المدرب رينيه فايلر الذي هزمه شخصيًا في ربع نهائي نفس النسخة من البطولة عندما كان موسيماني مدربًا لصن داونز.

أما التتويج الثاني لموسيماني مع الأهلي بدوري أبطال أفريقيا في 2021 فقد جاء على حساب فريق افريقي مثل كايزر تشيفز خارج القاهرة في دولة عربية شقيقة مثل المغرب ودون حضور جمهور بسبب كورونا، فكان أمر وارد وسهل الحدوث، بل حدث ما هو أصعب منه في فترات سابقة مع الأهلي، عندما تجاوز الاهلي مع جوزيه نادي الصفاقسي في تونس، ثم نادي القطن الكاميروني على ملعبه السيء «جاروا».

ما كان غير عادي حقًا ويستحق الذكر من قبل موسيماني، ويتغنى به اينما ذهب وارتحل أو كلما جاءت فرصة للحديث عن انجازاته وبطولاته العظيمة، هو هزيمة الوداد على ملعبه بحضور جمهور في نهائي 2022 بهذه التشكيلة القوية من اللاعبين. فهذا ما فشل فيه الاهلي من قبل مع حسام البدري عام 2017 بتشكيلة هشة وضعيفة.

لكن موسيماني خسر، ولم يُحضر اللاعبين بالصورة اللازمة للمباراة، ولم يبدأ بتشكيلة صحيحة أو بتكتيك ذكي، وكان فريقه لقمة سائغة للوداد دون أي هجمة تذكر على مرمى الحارس أحمد رضا التكناوتي لمدة 90 دقيقة.

ما هو غير عادي، ويستحق أن يتغنى به موسيماني، هو تحقيق شيء لم يحققه الاهلي من قبل في تاريخه، مثل التقدم لنهائي كأس العالم للأندية أو هزيمة بطل اوروبا. لكن الاهلي لم يفعل وخسر بسهولة أمام بايرن ميونخ وفي مشاركتين لم يقدم أداءً جيدًا، فقد أفلت أمام الدحيل خاصةً خلال الشوط الثاني من هزيمة كارثية.

الأهلي فريق سبق له الفوز بالميدالية البرونزية في عام 2006 مع جوزيه فكان يبحث عن الجديد خاصةً أن نسختي 2021 و2022 لعبتا على الأراضي العربية بميزة حضور الجمهور المصري وهو ما لم يكن يحدث للأهلي في اليابان صاحبة الساعة البيولوجية الصعبة.

ما الجديد الذي قدمته يا موسيماني سوى التصريحات العنجهية التي ستتحطم لا محالة على صخرة اهلي جدة المرتجف.

مقالات ذات صلة