تقارير صحفيةكرة القدم الأوروبية

روما تأتي أولاً، ثم يأتي أي شيء آخر بعد ذلك..عيد ميلاد سعيد توتي!

كلمات من ذهب وصف بها فرانسيسكو توتي مقدار حبه وتعلُّقه بمعشوقته الأولى روما، فرانشيسكو لم يكن رمزًا فقط لمجرد ناد لكرة القدم، بل إنه بالفعل رمز للمدينة بأكملها.

يحتفل الأسطورة الايطالية فرانشيسكو توتي بعيد ميلاده الـ 46 اليوم 27 سبتمبر، ورغم مرور 4 أعوام على اعتزاله للعب كرة القدم، لا تزال صوره في روما تملأ كل شوارع وضواحي المدينة..الرسوم الجرافيتية له هناك لا تُعد من كثرها..منها الكبير الذي يغطي أكثر من مبنى بل قد يغطي سورًا كاملاً في إحدى المقاطعات..بالإضافة لوجود مقاهي ومطاعم ومحلات على كل الأشكال والألوان تحمل اسمه الخالد.

الحب الأبدي الذي خلقه توتي في قلوب الناس هناك في روما، شيء لا يُمكن وصفه مهما كانت قوة وفصاحة الكلام.

روما كفريق كروي لم يكن يومًا من كبار إيطاليا، لا تتفاجأ مما قلت، لكنك ستصُدم أكثر عندما أخبرك “إن روما في تاريخه العريق لم يفز سوى بثلاثة ألقاب للدوري الإيطالي، مكتفيًا بتتويج قاري واحد في كأس المعارض ستينيات القرن الماضي”.

وفي الترتيب العام للفائزين بلقب الدوري الايطالي لا يتفوق عليه قطبي ميلان ويوفنتوس فقط، لكن أندية مثل بولونيا وتورينو وجنوى يمتلكوا ضعف ألقاب روما على الصعيد المحلي، وأندية أخرى مثل فيورنتينا ونابولي تألقوا قاريًا أكثر منه.

لكن بطولة الـ Serie A التي حققها روما في موسم 2002/2001، تحكي لنا إستثنائية وتفرد فرانشيسكو توتي كلاعب، وتخبرك أن روما ليس بمُجرد فريق صغير عديم التأثير، ليس بالتأكيد من الصفوة في إيطاليا، لكنه من أصحاب المقام الرفيع بفضل توتي.

بالتبعية وبعد الذي ذكرته، كَون أن ثاني الهدافين التاريخيين للـ Serie A عبر تاريخه يكون من روما فهذا شيء إستثنائي وخاص جدًا، إستثنائي لأنه متفوق على كم هائل من الأساطير، على سبيل المثال لا الحصر ديل بييرو وروبرتو باجيو وباتيستوتا وجيوسيبي مياتزا ولوكا توني وإنزاجي وكريستيان فييري وغيرهم.

وهو أيضاً أكثر من صنع أهداف في تاريخ الدوري الايطالي، بالتبعية فهو أكثر لاعب في تاريخ إيطاليا مساهمة بالأهداف في الدوري المحلي.

كيف نافس روما الجميع؟

فاز توتي بلقب الدوري الإيطالي مرة واحدة فقط في مسيرته مع روما، أي أن هذا اللقب هو ثلث تاريخ روما ككل، لكن كيف لفريق بهذه الانجازات المُحتشمة كان منافسًا بهذه الشراسة على الـ Serie A، وكيف اكتفى بلقب وحيد مع أسطورته؟

روما في 9 من أصل 25 موسمًا لعبهم فرانشيسكو توتي مع الفريق الأول حل في مركز وصافة الدوري الإيطالي، أكثر من أي فريق آخر في نفس الفترة الزمنية، رغم إن هذه كانت فترة مجد الإنتر والميلان واليوفي ثلاثتهم.

البرازيلي تادي مع ملك روما فرانشيسكو توتي
البرازيلي تادي مع ملك روما فرانشيسكو توتي

وفي معظم الفترات كانت تلك الفرق من “الأوائل” في أوروبا، إلا في آخر أيام فرانشيسكو توتي مثلاً، كان شيء استثنائي وغير مألوف في إيطاليا أن يظل أفضل لاعب في البطولة المحلية وفي إيطاليا لا يلعب لا في اليوفي ولا في الميلان ولا في إنتر. توتي كان رقم واحد في إيطاليا في فترة كبيرة من الزمن.

مثل اليوم، 27 سبتمبر، ولد فرانشيسكو توتي، اللاعب الذي يُعيد أحد معالم مدينة روما شأنه شأن آثارها التاريخية وجمال معمارها ومناظرها الخلابة. واللاعب الذي من عِظم حب سكان المدينة له ستجده بُيسموا أطفالهم باسمه..

في مثل هذا اليوم، وُلد الهداف التاريخي لروما، وبعد 40 عامًا مع كرة القدم، أنهى كهداف تاريخي لروما بـ 307 هدف، وبـ 185 تمريرة حاسمة.

جزء كبير من مسيرة توتي كان يلعب حرفياً بمفرده بدون أي أسامي كبيرة بجانبه، وفي فترات طويلة كان يلعب خلف المهاجم وليس كمهاجم صريح.

شارك توتي في 785 مباراة كواحد من أكثر اللاعبين تمثيلاً لقميص ناد واحد في تاريخ المستديرة.

حصد توتي 5 بطولات مع الفريق الأول لروما، والتي تعد ثلث ألقاب الفريق في تاريخ ممتد لـ 96 سنة.

توتي هو اللاعب الذي رفض ريال مدريد وايسي ميلان ويوفنتوس وغيرهم من كبار القارة وهو في البرايم وفي أفضل مراحل مسيرته فقط كي يكمل مع معشوقته الأبدية روما.

قرر ألا يحمل قميص سوى قميص روما في مسيرته، فالفوز بلقب دوري واحد هنا أفضل بالنسبة له من 10 ألقاب في أي فريق آخر.

نهايةً، لا شيء أجمل وأقيم من حديث توتي نفسه عن روما كي أنهي به حديثي، حين قال “ولدت هنا، ولعبت هنا، وسأموت هنا، لن أرحل عن هذه المدينة أو هذا الفريق ما حييت، روما دائماً في القلب، ولا شيء آخر”.

مقالات ذات صلة