تقارير صحفيةكرة القدم الأوروبية

كامافينجا نقطة التحول..تحليل مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان

كيف قلب ريال مدريد الطاولة على باريس سان جيرمان؟

ما أشبه الليلة بالبارحة، باريس خسر في إسبانيا يوم 8 مارس 2017 بستة أهداف لهدف على ملعب كامب نو من برشلونة، وكان هو الطرف المرشح للتأهل بعد فوزه برباعية في الذهاب، لكن كل شيء تغير بسبب هفوات المدرب آنذاك “أوناي إيمري” وها هو نفس المشهد يتكرر أمام الريال يوم 9 مارس 2022 بسبب المدرب أيضًا، وليس بسبب هفوات دوناروما والدفاع الباريسي فقط.

لا يمكن أبدًا التقليل من انجاز ريال مدريد ونسيان الدور الفني الذي لعبه المدرب الايطالي كارلو أنشيلوتي في الشوط الثاني، عن طريق وصف ريال مدريد بالفريق المحظوظ أو بحصول الفريق على هدايا من المدافعين والحارس، فلم يكن لتحدث تلك الهدايا دون عمل فني مميز في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني.

انكماش باريس سان جيرمان في الخطوط الخلفية الذي بدأ من بعد الدقيقة 25 تقريبًا، وعدم تفاعل ماوريسيو بوكيتينو مع التغييرات الفعالة التي قام بها أنشيلوتي في الوسط والهجوم مطلع الشوط الثاني، حين سحب كروس واسينسيو لاشراك «كامافينجا ورودريجو» في الدقيقة 46، كانت من أهم النقاط التي يجب التحدث عنها وتفنيدها بالتفصيل، فقد كانت البداية الحقيقية لانهيار باريس وضياع حلم التأهل إلى ربع نهائي الأبطال، رغم الفوز في الذهاب 1-0، والتقدم في الاياب لمدة 45 دقيقة بهدف نظيف سجله مبابي.

كان لابد من تغيير مدرب باريس سان جيرمان «بوكيتينو» لاسلوب لعب فريقه مع مطلع الشوط الثاني، واستخدام الدكة الزاخرة بالنجوم بشكل أفضل من ذلك، أولاً عن طريق إشراك الهولندي فينالدوم في الوسط بدلاً من البرتغالي دانيلو، فهذا التغيير كان سيضيف حيوية وسرعة أكبر لخط الوسط البطيء جدًا في التناغم مع ثلاثي الهجوم.

بالمناسبة: فينالدوم يلعب بصفة أساسية مع باريس منذ 3 أو 4 مباريات في الدوري، ورأيناه مع منتخب هولندا في يورو 2020، كان من أفضل لاعبي البطولة تنفيذًا للهجمات المرتدة.

كامافينجا نقطة التحول..تحليل مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان
كامافينجا نقطة التحول..تحليل مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان

لماذا استمر نيمار كل هذا الوقت لا أدري! كان من الضروري إشراك المدافع السنغالي عبده ديالو بدلاً من نيمار ليكون مدافع ثالث مع ماركينيوس وكيمبيمبي ومينديش، وتغيير مركز أشرف حكيمي إلى الجناح الأيمن، ويكمل باريس المباراة بخطة 4-4-2 بدلاً من خطة 4-3-3 التي أظهرته وكأنه يلعب منقوص العدد معظم الوقت لعدم قدرة ميسي ونيمار على تأدية أي دور دفاعي.

اجمالاً: عبقرية بنزيمة التهديفية، وهدوء فينسيوس وعدم تهوره، وخبرة وحكمة مودريتش، ودور كامافينجا التكتيكي، كلها عوامل أدت إلى هذه النتيجة، لكن أرى أن نزول كامافينجا نقطة التحول الحقيقية التي ارتكز عليها أنشيلوتي في كل التحولات الفنية والتكتيكية التي أراد تنفيذها.

نزول كامافينجا بدلاً من كروس. هذا التغيير بالذات غَير شكل المباراة في الشوط الثاني لصالح ريال مدريد، ومنح المزيد من الحرية للوكا مودريتش في الخط الأمامي. كامافينجا أجاد في تسريع إيقاع اللعب بالاستخلاص الصحيح للكرة والحصول على أكثر من خطأ فني.

مقالات ذات صلة