عاد التصريح التاريخي الذي أطلقه الاسطورة «محمد أبو تريكة» عن السبع نجوم لينتشر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي من جديد على مدار الساعات القليلة الماضية التي تلت ترشح المنتخب المصري إلى نهائي كأس أمم أفريقيا 2021 على حساب أصحاب الأرض والضيافة «المنتخب الكاميروني». حيث يوضح الفارق الكبير في العقلية بينه وبين إيتو الذي استخدم مصطلحات غير رياضية أثناء تحفيز لاعبي الكاميرون.
محمد أبو تريكة، الذي يُعد المثل الأعلى لعدد كبير من اللاعبين الحاليين في كرة القدم المصرية، وفي مقدمتهم محمد صلاح. قرر عقب انتهاء مرحلة دور المجموعات من كأس أمم أفريقيا، توجيه رسالة تحفيزية وحماسية إلى اللاعبين يوم 23 يناير الماضي، لعل وعسى تؤثر عليهم بالايجاب وتدفعهم نحو حصد الانتصارات في الأدوار الاقصائية من البطولة، لا سيما وأن الخصم القادم في دور الـ 16 كان كوت ديفوار الذي هزم المنتخب الجزائري – حامل اللقب – بالثلاثة في آخر جولات المجموعات.
بدأ محمد أبو تريكة في حديثه لقناة بي إن سبورتس عن قرعة كأس العالم بقوله «نتمنى ترشح كل الدول العربية الأفريقية إلى كأس العالم لتحقيق رقم قياسي. الحظوظ تبدو متساوية، ومنتخب السنغال منافس قوي وغير سهل، ومن أفضل المنتخبات الأفريقية، لكن نحن مصر».
وأوضح أبو تريكة «يجب أن يتمتع أولادنا بالثقة في أنفسهم وألا يخافوا لأننا نلعب لحلم كبير وهو الترشح إلى كأس العالم. هذا الجيل ذاق طعم الوصول إلى المونديال في روسيا، وأتمنى أن يحافظ على هذه الفرصة الكبيرة له».
وواصل «يجب أن نضع في رؤوسنا أننا بمثل قوة السنغال، نحن فزنا بـ 7 ألقاب أفريقية، نحن منتخب مصر، ويجب أن نلعب بشخصية البطل».
وعن مباراة كوت ديفوار التي لعبت بعد تصريح أبو تريكة بـ 3 أيام، قال الماجيكو وأسطورة النادي الأهلي «رسالة أخرى مهمة..أرى البعض يقول أن منتخب كوت ديفوار سيفوز على مصر في ثمن نهائي أمم أفريقيا، رغم أن مصر انتصرت عليهم عندما كان المنافس يلعب بجيله الذهبي في وجود عبد القادر كيتا وديديه دروجبا ويايا توريه. يجب أن يتمتع اللاعبون بالثقة في النفس وبشخصية منتخب مصر».
ودعا أبو تريكة جميع اللاعبين خلال رسالته التحفيزية النارية إلى إلقاء نظرة دائمة على ما يوجد فوق شعار منتخب مصر، قائلاً «انظر إلى السبع نجوم على القميص. اوعى تخاف من حد، هما اللي يخافوا منك».
أبو تريكة يشل تفكير المدافعين عن إيتو
أقسم أمير القلوب عن فترته كلاعب مع منتخب مصر من 2005 إلى 2013، قائلاً «والله العظيم عندما نلاعب أي منتخب، كنا نرى الرعب في أعينهم من منتخب مصر. الكاميرون في كأس أمم أفريقيا 2008 عندما واجهناهم في النهائي. صامويل إيتو الوحيد الذي كان يتحدث في النفق المؤدي إلى ملعب المباراة، والباقي مرعوب بعد الخسارة أمامنا برباعية في مباراة الافتتاح».
وشل محمد أبو تريكة تفكير كل مَن يحاول الدفاع عن أسطورة الكاميرون صامويل إيتو، حين قال في نهاية رسالته للاعبي مصر «أقول للاعبين، العبوا بثقة وكل ما تشعر بالخوف انظر فورًا إلى السبع نجوم على القميص ستطمئن بعدها. المستوى سيتحسن إن شاء الله ولن نظهر بنفس صورة المجموعات».
وأتم حديثه «تذكر دائمًا أن لديك أفضل لاعب في العالم وهو محمد صلاح، لذلك نحن لدينا أمل كبير. رسالة أخيرة كرة القدم توحد وتجمع ولا تفرق، لا للتعصب، وفي الأخير هي لعبة لن تقدم أو تأخر، الجميع يهدأ وأتمنى الخير للجميع وللمنتخبات العربية، لا للتعصب لا للكراهية».
بهذه الطريقة، أعطى محمد أبو تريكة بكلماته التحفيزية ورسالته المعبرة دون الخروج عن السياق الرياضي ودون التقليل من احترام الغير، درسًا لكل لاعب كرة قدم تاريخي في كيفية دعم وتشجيع نجوم المستقبل، فقد صُبغت أفكاره التي أراد إيصالها إلى لاعبي منتخب مصر بـ «الطابع الرياضي» على النقيض من أسلوب أسطورة كرة القدم الكاميرونية «صامويل إيتو» الذي استخدم مصطلح «الحرب» لتشجيع لاعبي الكاميرون قبل خوض نصف نهائي أمم أفريقيا ضد مصر.
إلى ذلك، أطاح منتخب مصر بقيادة حارسه الثاني «محمد أبو جبل» بالمنتخب الكاميروني من نصف النهائي، تمامًا مثلما فعل «جاباسكي» ضد كوت ديفوار في دور الـ 16 ثم المغرب في دور الـ 8، لتكون إصابة محمد الشناوي ومشاركة حارس الزمالك بمثابة نقطة تحول البطولة بالنسبة لمصر بالتزامن مع رسالة أبو تريكة الرائعة.
