أخبار كأس العالمكرة القدم الآسيوية

تقرير..ستاد الثمامة في قطر «جسر للتواصل بين الثقافات»

أعرب المهندس خليفة المانع، مدير مشروع استاد الثمامة، عن فخره وفريق العمل بإنجاز العمل في استاد الثمامة، أحد الملاعب التي تستضيف نهائيات كأس العالم في قطر العام المقبل، مشيرًا إلى أن تصميم الملعب الجديد بمثابة جسر للتواصل بين الثقافات.

وشهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، الإعلان عن جاهزية الصرح الجديد، الذي ينضم لقائمة الملاعب المضيفة للمونديال، بالتزامن مع نهائي بطولة كأس الأمير، الذي جرى بين فريقي الريان والسد يوم الجمعة الماضي.

ويعد استاد الثمامة سادس الاستادات جاهزية لاستضافة مونديال قطر، ويتسع لأربعين ألف مشجع، ويستضيف مباريات بالمونديال القطري من مرحلة المجموعات حتى دور الثمانية، كما يشهد مباريات في بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر نهاية العام الجاري.

وقال المانع في تصريحات للموقع الألكتروني الرسمي للجنة العليا للمشاريع والإرث، اليوم الأربعاء، إن لحظة تدشين الاستاد كانت بمثابة تتويج لجهود فريق العمل على مدى سنوات طويلة، خاصة مع تصميم الاستاد وتشييده بأيدي الكوادر القطرية، واستقباله للمشجعين بكامل طاقته الاستيعابية، ولأول مرة منذ بداية جائحة كوفيد – .19

واستوحي تصميم الاستاد من القحفية، قبعة الرأس التقليدية التي يرتديها الرجال والصبية في أنحاء العالم العربي.

وأوضح المانع: “لم تقتصر الرمزية التي يحملها الاستاد على تصميمه الذي يجسد جانبًا أصيلًا من ثقافتنا، بل جاء إبداع هذا التصميم بأيدي المعماري القطري، المهندس إبراهيم الجيدة، كما شهدت مراحل تشييد الاستاد حضورًا فاعلًا للكوادر القطرية، الأمر الذي يبرهن على ما تمتلكه قطر من كفاءات قادرة على تنفيذ مشاريع عالمية المستوى.”

ورغم أن فكرة التصميم أتاحت الفرصة لإلقاء الضوء على الموروث الثقافي في قطر والمنطقة، إلا أن فريق العمل واجه العديد من التحديات، حيث أشار المانع إلى أن فريقه أراد تكرار التفاصيل الدقيقة للنقوش التي تميز القحفية على امتداد الاستاد، وترتب على ذلك استخدام النوع الملائم من المواد، ووضع الألواح بطريقة لا تؤثر على الصورة الكلية للتصميم.

وحول توفير عنصر الإضاءة مع الحفاظ على جوهر التصميم أضاف المانع: “أردنا أن تكون الفتحة في سقف الاستاد متسعة بما يكفي لدخول أشعة الشمس الضرورية لعشب الأرضية، وأن تكون في الوقت ذاته صغيرة الحجم بحيث تبدو شبيهة بالقحفية.”

وتابع: “حرصنا أيضًا على أن تضم المنطقة المحيطة بالاستاد تصاميم تعكس الشكل الدائري الذي يميز الاستاد، وأشكالاً أخرى تجسد أنماط التطريز في القحفية، بما يضمن استمتاع المشجعين بتجربة بصرية متواصلة منذ لحظة وصولهم إلى محيط الاستاد”.

وكما هو الحال في بقية ملاعب قطر 2022، يضمن استاد الثمامة بناء إرث مستدام يعود بالنفع على المجتمع المحلي لأجيال قادمة بعد نهاية البطولة، وتشمل الخطط المقررة للمنطقة المحيطة بالاستاد إنشاء مسار مخصص للجري وآخر للدراجات الهوائية على مسافة تمتد لأكثر من 3 كيلو مترات، إلى جانب حوض للسباحة، وقاعات متعددة الاستخدام، ومساحات مخصصة لعدد من المطاعم والمحال التجارية.

وأكد المانع أن من أكثر الأمور التي تبعث على السعادة للعمل في هذا المشروع الاطلاع على تفاصيل إرث الاستاد والفوائد التي ستعود على منطقة الثمامة، والتي لن تقتصر على تشييد استاد لكرة القدم، بل تمتد لتشمل العديد من الجوانب التي تعود بمزايا كثيرة على سكان المنطقة.

وأضاف: “تغمرني مشاعر الفخر والسرور بتحقيق الإنجاز، لأن المنافع المرتبطة باستاد الثمامة تشمل إنشاء مجمع عالمي المستوى، يوفر العديد من المرافق الخدمية والترفيهية لسكان المنطقة، حيث من المقرر بناء مستشفى للطب الرياضي وفندق عصري صغير، بعد تفكيك الطبقة العلوية من المدرجات عقب إسدال الستار على منافسات كأس العالم.”

ويرى المانع أن الإرث الحقيقي للاستاد يتمثل في الأهمية الثقافية التي يرمز لها التصميم في محاكاته للقحفية العربية، والتي تحمل مكانة خاصة تبعث على الفخر والاعتزاز بالنفس لدى المواطنين القطريين والشعوب العربية على حد سواء.

وأشار المانع “يجسد التصميم الفريد للصرح المونديالي، رمزا وثيق الصلة بالكرامة والاعتزاز بالنفس في قطر والعالم العربي، ويعتبر الاستاد المونديالي بتصميمه الفريد جسراً للتواصل بين الثقافات وحافزًا للتعرف على التقاليد الغنية والمتنوعة للشعوب من أنحاء العالم.”

واختتم المانع تصريحاته قائلًا “لدى كافة الشعوب قبعة أو غطاء الرأس التقليدي الخاص بها، ويكمن الطابع العالمي لاستاد الثمامة في تصميم يحتفي بجانب تراثي على قدر من الأهمية يمس حياة الشعوب على اختلاف ثقافاتها وتنوعها، كما يجسد جوهر بطولة عالمية مثل كأس العالم، والتي تهدف بالأساس إلى التقريب بين الناس وتعزيز التواصل بين كافة الشعوب والثقافات من مختلف أنحاء العالم”.

اقرأ ايضًا

مقالات ذات صلة