استمر علم المثليين أو شعار قوس قزح في فرض نفسه على بطولة يورو 2020، حيث استحوذ على مساحات كبيرة في الصحف العالمية بين مؤيد ومعارض لفكرة ترويجه في التظاهرة الأهم في صيف 2021.
وكنا قد أشرنا في موضوع سابق إلى الدول التي تعارض نشر شعار وعلم المثلية الجنسية في مباريات يورو 2020، والدول التي تؤيد علم المثليين ورفعه قبل وأثناء وبعد كل مباراة في يورو 2020، ليتحول الأمر إلى صراع سياسي واجتماعي بين دول أوروبا وبعضها البعض خاصةً ما بين دول الشرق والغرب.
وانتقل هذا الصراع إلى العلامات التجارية الكبرى التي ترعى كأس أمم أوروبا التي تقام كل أربع سنوات، حيث تم الترويج للمثلية من قبل عدة شركات راعية لبطولة يورو 2020، وسارعوا إلى حشد نوع من الرد على كل دولة أو شخص يحاول طمس هذا العلم عن طريق تغيير ألوان الاعلانات الخاصة بهم والمعروضة داخل كل ملعب من ملاعب البطولة.
ما هي الشركات الراعية للمثلية الجنسية في يورو 2020؟
كانت شركة Heineken لصناعة الخمور أول من شارك في حملة دعم المثليين، وقامت هاينكن انترناشيونال بطبع ألوان قوس قزح على زجاجات وأكواب البيرة التي توزع حول ملاعب اليورو وفي ساحات الجماهير Fan Zone.
وقال متحدث باسم شركة هاينكن انترناشيونال «إحدى القيم القريبة من قلوبنا هي احترام جميع الناس، ونتطلع إلى الاستمتاع ببقية البطولة مع الجميع لا فرق بين أي شخص».
ثم تبعتها شركة كوكاكولا التي هاجمها كريستيانو رونالدو علنية وتسبب في خسارتها للملاييين، وروّجت شركة المشروبات الغازية لأعلام قوس قزح ودافعت عن المثلية بوضوح.
دور Tik Tok..هجوم فولكس فاجن وحياد قطر
لم تبخل شركة Tik Tok المختصة في التواصل الاجتماعي المصور، في دعم المثليين كعادتها، حيث نشرت مقاطع فيديو لهم عبر برنامجها الشهير لتبادل مقاطع الفيديو، ووضعت ألوان قوس قزح على إعلاناتها في ملاعب اليورو وأثناء سير المباريات، باستثناء ملعب باكو الوطني في دولة أذربيجان وملعب سان بيطرسبورج في دولة روسيا، وملعب بوشكاش آرينا في دولة المجر.
بينما كان أكبر رعاة يورو 2020 دعمًا لمساندة المثلية الجنسية شركة فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات، والتي لم تتوان في مهاجمة سلطات المجر وأذربيجان على رفض إعلانات قوس قزح في ملاعبها.
وأصدر الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاجن رالف براندستاتير بيانًا أثناء سير البطولة، قال فيه إن شركة صناعة السيارات كانت سوف تحافظ على رفع علم قوس قزح في استاد أليانز آرينا في ميونخ، واصفًا هذا الشيء بأنه إشارة قوية للتنوع والتسامح -في وجهة نظره بالطبع-.
أما موقع بوكينيج booking لحجز الغرف والشقق الفندقية حول العالم، فقد رحب بالمثلية الجنسية، ودعم حملة “LGBTQ+” ونشر على صدر صفحته الرئيسية تصميمًا يحمل ألوان قوس قزح.
وخلال سير أي مباراة في اليورو يمكنك مشاهدة اعلانات بوكينج التي تبدلت ألوانها من الأزرق الداكن الشهير إلى ألوان علم المثلية، بالضبط مثلما فعلت شركة تيك توك.
وكانت شركة الخطوط الجوية القطرية من ضمن الشركات الراعية لبطولة أوروبا التي وقفت على الحياد في تلك القضية، بجانب “Fortune” وشركة الشحن العالمية فيديكس FedEx.
الآن كل شيء واضح بالنسبة لعشاق كرة القدم الرافضين لمثل هذه الظاهرة التي تُبيح الانحطاط الاخلاقي والانساني في لعبة رياضية تستهدف الرقي بالنفس البشرية، فهل سيقومون بمقاطعة مثل هذه الشركات أم كيف ستكون ردة الفعل؟
