كرة القدم الأوروبية

إكسترا تايم | ساوثجيت يقلب الطاولة على الألمان و يكسر العقدة في يورو 2020

لا بد من إعطاء المدرب ساوثجيت حقه فقد استطاع إدارة منتخب إنجلترا أمام المانيا بكل حنكة وقدرة وتمكن من تحقيق فوز مستحق تماماً بهدفين نظيفين في مباراة سيطر عليها أصحاب الأرض بشكل كبير ما عدا العشرة دقائق الأولى.

جاريث ساوثجيت فاجئنا جميعاً برسم تكتيكي لم يلعب به هذا العام بل قام بتجربته عدة مرات وراء الأبواب المغلقة العام الماضي في مباريات ودية إعتقدنا أن لا فائدة لها و لكن يبدو أن الرجل كان يعلم بأهمية تلك التجارب قبل تنفيذها على أرض الواقع أمام منتخب المانيا في ثُمن نهائي اليورو فقد  لعب بطريقة 3-4-3 بدلاً عن طريقته المعتادة 4-2-3-1 و أعتمد على هاري ماجواير و جون ستونز و والكر في الخط الدفاعي.

وقد رأينا تفاهمًا وتجانسًا كبيرًا بين الثلاثي الدفاعي، خاصة كايل ووكر الذي يمتاز بالسرعة، ما حد كثيراً من إنطلاقات كاي هارفرتز وفيرنر، بينما ظهرت أهمية هاري ماجواير في تنظيم خطوط الفريق من الخلف ليحصد جائرة أفضل لاعب في المباراة عند جدارة واستحقاق.

في خط الوسط لعب كيران تريبير ولوك شو على الأطراف وساندا الخط الدفاعي بشكل ممتاز بينما كان ديكلان رايس وكالفين فيليبس في الإرتكاز و في الهجوم جدد ساوثجيت الثقة في هاري كين ورحيم سترلينج، لكن المفاجأة كانت دفعه بالشاب عديم الخبرة بوكايو ساكا على حساب جادون سانشو وماركوس راشفورد.

على أي حال، حاول المدرب ساوثجيت الضغط على المانيا في الشوط الأول واللعب بنفس طريقتها بغلق المساحات وعدم إعطاء الفرصة للفريق الزائر في وسط الملعب وهو ما نجح فيه تماماً حيث إنحصرت الكرة في مناطق بعيدة عن المرمى و لم نرى سوى نصف فرص في هذا الشوط.

ساوثجيت كان صبوراً في تعامله مع هذه المباراة و لم يستعجل في تبديلاته و أختار الوقت المناسب تماماً للزج بجريليش رغم كل الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي كانت تطالب بالبدء بلاعب أستون فيلا لكن ساوثجيت كان يعلم بأن جريليش يمكن أن يغير نتيجة المباراة عندما يحل التعب بلاعبي المانيا و هو ما حدث حيث كانت تمريرته لشو سبباً في هدف سترلينج الذي يقدم بطولة مميزة بإحرازه لهدفه الثالث في البطولة.

رحيم سترلينج نفسه كاد أن يقضي على أحلام المنتخب الإنجليزي عندما قام بخطأ فادح في منتصف الملعب بتمريرة خاطئة لتصل الكرة لكاي هافيرتز الذي مررها بدوره في العمق نحو توماس مولر الذي إنفرد تماماً بالحارس بيكفورد، ولكنه وبطريقة غريبة أضاع الفرصة بتسديد الكرة جوار القائم الأيمن، وعندها فقط استطاع سترلينج التنفس مرة أخرى فما حدث لم يكن طبيعياً وربما كان العلامة الأخيرة بأن الإنجليز سيكسرون العقدة الألمانية أخيراً.

بعد أربعة دقائق بالضبط من فرصة نجم بايرن ميونخ توماس مولر جاءت الضربة القاضية من الإنجليز بهدف من توقيع الصائم الأكبر هاري كين برأسية بعد تمريرة جاك جريليش لتثبت مرة أخرى علو كعب ساوثجيت في هذه المباراة و حُسن إدارته فكين لم يحرز أي هدف في هذه البطولة وكان محل إنتقادات الإعلام وكثرت المطالبات بإستبعاده بل تعرض لإصابة في بداية الشوط الثاني لكن المدرب لم يتعامل بردود الأفعال و منح نجمه الأول الثقة للمواصلة لتكون المكافاة بهدف ثانٍ أنهى كل شيء.

إذًا نجح ساوثجيت في كسر العقدة الألمانية و رغم سهولة الطريق الإنجليزي للنهائي (على الورق) الا أنني أخاف كثيراً على هذا المنتخب من إعلامه و جمهوره الذي إحتفل بعد الفوز على المانيا و كأنه فاز بالفعل باللقب كما فعل تماماً في نهائيات كأس العالم بعد الفوز على كولمبيا في الدور الثاني و كسر عقدة ركلات الترجيح. إنجلترا ستُلاعب أوكرانيا في مباراة قد لا تكون سهلة و لكن صعوبتها الرئيسية ستتمثل في اللعب بعيداً عن ويمبلي للمرة الأولى في هذه البطولة بعد أربع مباريات على الملعب اللندني أمام فريق ليس لديه ما يخسره بعد أن كان قريباً جداً من مغادرة البطولة من دورها الأول بعد فوز وحيد و خسارتين ليتأهل كأفضل الثوالث ثم يفوز في الدقيقة 121 على السويد ليتأهل و يلاعب منتخب إنجليزي مُتخم بالثقة و لكني حذاري أن تصبح هذه الثقة غروراً ليس في محله.

يوميات اليورو

فرط المدرب الفرنسي ديشامب في تأهل كان في متناول اليد أمام سويسرا بتغيراته الغريبة قبل دقائق فقط من نهاية الوقت الأصلي. ديشامب إرتكب الجُرم الذي لا يُغتفر  بضمان الفوز قبل صافرة النهاية و أخرج أفضل لاعبيه جريزمان و أدخل سيسوكو رغم أن الأمور لم تنتهي في ذلك الوقت ليأتي العقاب السويسري بهدفين ثم العقاب الرباني بإصابة بن زيما و كومان.

ديشامب تفلسف كثيراً في هذه البطولة بتغيير طريقة اللعب و بالتغييرات الغير مدروسة لتكون النتيجة خروج من الدور الثاني فيما يِعتبر فشل كامل لحامل لقب كأس العالم و قد تكون العواقب وخيمة خاصة مع وجود زيدان على الخط و كلنا نعلم مدى رغبة زيدان في تدريب المنتخب الفرنسي.

كما توقعنا غادر المدرب فرانك ديبور منصبه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الهولندي. ديبور أعلن إستقالته بعد اجتماع مع رئيس الإتحاد الهولندي و لكنها إستقالة لحفظ ماء الوجه فقط فديبور كانت ستتم إقالته.

قرار تعيين المدرب السابق لأياكس كان خاطئاً منذ البداية و لا أدري ماذا توقع أعضاء الإتحاد الهولندي فكما يقولون (الجواب باين من عنوانه) وتجارب فرانك ديبور التدريبية الثلاث الأخيرة لم تكن توحي بأي فرصة للنجاح للرجل.

ولكن يظل السؤال الملح من هو البديل خاصة أن المنتخب الهولندي لديه مهمة معقدة من أجل الوصول لنهائيات كأس العالم 2022 بعد الخسارة أمام تركيا في أولى مباريات التصفيات و على حسب التقارير فإن الإتحاد الهولندي منفتح لفكرة تعيين مدرب أجنبي و هو ما لم يحدث من قبل في تاريخ المنتخب.

مقالات ذات صلة