تقارير صحفية

إكسترا تايم | هل تستمر العقدة الألمانية في ويمبلي؟

لطالما  كانت مباراة المانيا وإنجلترا مميزة و خاصة وتاريخية، ولكنها أكثر خصوصية مساء الثلاثاء فهي تأتي على ملعب ويمبلي بالذات، بعد أن فرض الألمان عبر الزمن وفي مختلف السنين سيطرتهم و أفضليتهم على نظرائهم الإنجليز ويمكنكم سؤال المدرب الحالي للمنتخب الإنجليزي ساوثجيث عن ذلك فهو الرجل الذي أضاع ركلة الجزاء الأخيرة عام 1996 في نصف نهائي اليورو على ملعب ويمبلي، ليخسر الفريق فرصة الفوز باللقب الأوربي للمرة الأولى في تاريخه.

لكن قد تكون مباراة الليلة الفرصة الذهبية لساوثجيت ولبلاده من أجل التخلص من هذه العقدة و الثأر من خسائر  نصف نهائي يورو 1996 و معه نهائي كأس العالم 1966 ونصف نهائي كأس العالم 1990 و ثُمن نهائي كأس العالم 2010.

إنجلترا دخلت يورو 2020 بكثير من الآمال و التطلعات، ولا الومهم على ذلك فالجيل الحالي في إعتقادي هو الجيل الذهبي للكرة الإنجليزية ولا أقول ذلك بسبب المركز الرابع في كأس  العالم 2018 (خسروا مباراة المركز الثالث أمام بلجيكا 2/صفر)، أو الضجة الكبيرة التي يُحدثها الإعلام الإنجليزي.

هو الجيل الذهبي لـ منتخب إنجلترا بامتياز بسبب وفرة المواهب في مختلف المراكز ولا أبالغ في القول بأننا قد نشهد سيطرة إنجليزية على الكرة العالمية في الفترة القادمة بعد أن شهدنا هذه السيطرة في بطولات أوروبا وكأس العالم للشباب ومونديال الناشئين، لكنني لا أعتقد أن هذه السيطرة ممكنة مع مدرب كـ جاريث ساوثجيت، فهو محدود الإمكانيات، رغم لباقته و دبلوماسيته، إلا أن مباريات كرة القدم لا تُكسب بالكلمات بل بالتكتيك و المبادرة وشيء لا أرى ساوثجيت مميزًا فيه.

الفريق الإنجليزي مُتخم حقًا بالمواهب في كل المراكز ولدي ساوثجيت الكثير من الخيارات التكتيكية والفردية ويكفي أن لاعبين مثل بوكايو ساكا وجاك جريليش لم يشاركا منذ البداية إلا في مباراة واحدة في دور المجموعات كانت أمام التشيك، ولاعب مثل جادون سانشو ليس له دور حتى اللحظة، ولم يشارك في أي مباراة كأساسي أو كبديل حتى الآن.

على أي حال أتوقع أن ييدأ ساوثجيت بطريقته التقليدية 4-2-3-1 مع جوردان بيكفورد في حراسة المرمى، وكايل ووكر وستونز وهاري ماجواير ولوك شو في الدفاع، بالاضافة إلى ديكلان رايس وكالفين فيليبس أمام الدفاع، ثم ماسون مونت وفيل فودين ورحيم سترلينج في الوسط الهجومي وهاري كين في المقدمة.

الطرف الثاني في اللقاء المانيا يدخل المباراة بثقة كبيرة (ليست في محلها على الإطلاق) فقد شاهدنا أداءً متذبذبًا للاعبي المدرب يواخيم لوف في هذه البطولة كما هو الحال في كل المباريات والبطولات التي أعقبت فوز المانيا بكأس العالم 2014.

الألمان ظهروا بشكل مقبول أمام فرنسا رغم الخسارة و بشكل ممتاز أمام البرتغال و لكن في الشوط الثاني فقط بينما كان أداؤهم فاتراً أمام المجر ولعب الحظ دوره في خروجهم بتعادل إيجابي صعب 2/2 أمام جماهيرهم في تلك المباراة على ملعب آليانز آرينا، ليتأهل الفريق للدور الثاني بعد أن كان على بُعد 6 دقائق من الخروج المبكر.

يعتمد مدرب منتخب المانيا يواخيم لوف على  الحارس مانويل نوير في حراسة المرمى وأمامه هوملز و روديجرز وجينتر في الدفاع و في الوسط كيميتش و جروتسكا و كروس و جوسين و في الهجوم مولر و جنابري و هارفيرتز.

يملك الألمان سجلاً ممتازاً أمام إنجلترا في المباريات الإقصائية خاصة عندما تصل الأمور بركلات الترجيح و هو ما يعطى بعض الأفضلية السيكولوجية والنفسية للوف الذي سيغادر موقعه كمدرب للمنتخب الألماني مع نهاية البطولة في كل الأحوال ليتركه لمدرب بايرن ميونخ السابق هانز فليك.

يوميات اليورو

كشفت مباريات ثُمن نهائي يورو 2020 (مرة أخرى) أن مباريات المجموعات لا تعني الكثير عندما تصل الأمور لمرحلة تكسير العظام فقد شاهدنا معاناة إيطالية كبيرة أمام النمسا و أحتاج مانشيني و فريقه للوقت الإضافي و دكة الإحتياط للعبور لربع النهائي حيث سيلاقي منتخب بلجيكي قوي و منظم بعد تخطي هذا الأخير للبرتغال التي ظهرت بشكل محبط و لكن لا يمكن أن أصفه بمغاير لما شهدناه من حامل اللقب في يورو 2016، فبرتغال رونالدو لعبت بتحفظ كبير رغم الأسماء الهجومية الكبيرة التي يمتلكها الفريق ما يجعلني أفكر بأن الوقت قد حان للتغيير في الإدارة الفنية و إعطاء الفرصة لمدرب هجومي بدلاً من فرناندو سانتوس المعروف بتحفظه الدفاعي الكبير.

مدرب آخر أعتقد أن الوقت قد حان لرحيله هو الهولندي فرانك دي بور الذي سقط مع أول إمتحان حقيقي أمام التشيك في الدور الثاني.

دي بور بدأ هذا اللقاء بشكل جيد و لكن طرد دي ليخت كشفه تماماً و فشل في التعامل مع ظروف المباراة و قام بتغيير غريب بإخراج أفضل لاعبيه مالين و إدخال بروميس ليفقد الفريق أي فرصة لمجابهة الضغط التشيكي المكثف وقد ظهر عناد ديبور بهذا التغيير ليُصر على اللعب ب 5-3-2 بدلاً عن التكيف مع ظروف المباراة واللعب ب 4-4-2 والإعتماد على ديباي و مالين في الهجمة السريعة.

وكان من المؤلم مشاهدة النصف ساعة الأخيرة بعد طرد دي ليخت و الذي يبدو أن فان باستن كان محقاً تماماً بعد أن إنتقده بشدة عقب مباراة  النمسا إذ قال بأن المدافع الشاب ذهب لإيطاليا لتعلم الدفاع ولكن يبدو أنه لم يتعلم أي شيء بعد.

مقالات ذات صلة