تقارير صحفيةكتب رياضيةكرة القدم الأوروبية

تقرير..قصة هدية أركونادا لميشيل بلاتيني في مباراة اسبانيا وفرنسا بيورو 1984

في المقال السابق من حكايات اليورو، استعرضنا معكم لقطة ركلة جزاء أنتونين بانينكا الشهيرة 1976، وكيف كان لها علاقة وثيقة بالشكولاتة.

نعود إليكم اليوم بقصة جديدة من قصص اليورو، قبل انطلاقة يورو 2020 هذا الأسبوع، وهذه المرة مع حدث لا يُنسى في النسخة السابعة التي استضافتها فرنسا عام 1984، وتحديدًا في المباراة النهائية التي جمعت أصحاب الأرض، والذين سعوا لأول تتويجٍ لهم في التاريخ، بالمنتخب الإسباني الذي بحث عن تتويجه الثاني بعد أول تتويج عام 1964.

نسخة يورو 1984 لُعبت بين 7 مدن فرنسية، 4 مُدن من شمال البلاد “لينس وباريس وستراسبورج ونانت” و3 من الجنوب “ليون وسانت إيتيان ومارسيليا”.

تصدر منتخب فرنسا المجموعة الأولى بست نقاط من ثلاث انتصارات على الدنمارك وبلجيكا ويوغسلافيا، وأنهى المنتخب الدنماركي في المركز الثاني برصيد أربع نقاط بفارق نقطتين عن بلجيكا الثالثة.

أما منتخب اسبانيا فقد تعادل مرتين وفاز مرة ليتصدر المجموعة الثانية بفارق الاهداف عن المنتخب البرتغالي الثاني.

وفي الأدوار الإقصائية انتصرت فرنسا على البرتغال بعد الأشواط الإضافية، وتغلبت اسبانيا على الدنمارك بركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل 1/1.

خطيئة أركونادا التي لا تغتفر

يبقى مشهد خطيئة أركونادا الأهم على الإطلاق في بطولة كأس أمم أوروبا 1984، وهو ضمن المشاهد التي لا تنساها العين وتخلدها الذاكرة، مهما تغيرت الاحداث أو مررت السنين.

هفوة الحارس الإسباني لويس ميجيل أركونادا في نهائي يورو 84 بين فرنسا وإسبانيا، لاينساها جيل الماضي، إذ أنهم كتبوها داخل سجلات التاريخ لتكون مثلاً وقصة تُحكي كلما أوشكت البطولة الأوروبية على الانطلاق.

في تلك المباراة كان التعادل السلبي يُسيطر على مجريات الشوط الأول، وقبل أن تنقضي الربع ساعة الأولى من الشوط الثاني، لاحت فرصة للتسجيل للمنتخب الفرنسي، من ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 57.

تقدم أيقونة المنتخب الفرنسي وقتها ميشيل بلاتيني، لينفذ الركلة الحرة بقدمه اليمنى، لكنه سددها في متناول حارس مرمى منتخب إسبانيا لويس أركونادا.

وبعد خروج التسديدة الضعيفة من قدم بلاتيني نحو مرمى المنتخب الإسباني، حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد انفلتت الكرة بصورة غريبة وصادمة من يد الحارس أركونادا لتزحف إلى أن عبرت خط المرمى، في خطأٍ فادحٍ غير متوقع على الإطلاق من حارس إسبانيا الكبير.

وفي نفس المشهد ذاته أراد قائد المنتخب الإسباني، بعدما تفاجأ بالكرة تنسل من بين يديه، محاولة اللحاق بها قبل أن تسكن الشباك، لكنه لم يستطع إلا بعدما عبرت خط المرمى بكامل محيطها، ليفتتح المنتخب الفرنسي التسجيل.

أعطى هذا الهدف الغريب، والذي منحه الحارس الإسباني أركونادا للمنتخب الفرنسي، الثقة للديوك إذ انهم أطلقوا رصاصة الرحمة فيما بعد عن طريق اللاعب برونو بيلانو، بتسجيله للهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة.

هكذا انتصرت فرنسا ونجحت في ترويض الماتادور في النهائي، لتحقق لقبها الأول في تاريخ مشاركاتها بكأس أمم أوروبا، وتُدخل لقطة هفوة أركونادا في تاريخ أهم اللقطات في تاريخ اليورو بسبب الإنجاز الذي ترتب عليها.

نراكم غدًا في حلقة جديدة من قصص اليورو

مقالات ذات صلة