ينتظر عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان وبالتحديد محبي الكرة الأوروبية، موعد انطلاق بطولة يورو 2020 في نسختها السادسة عشر، والتي ستُجرى بصورة استثنائية في 12 مدينة من 12 بلد مختلف.
بدأ العد التنازلي ولم يتبق سوى أيام قليلة، بعد طول انتظار، بسبب تأجيل “يورو 2020” لمدة عام كامل بفعل وباء كورونا، لتُجرى بصورة استثنائية في صيف عام 2021، وبنفس النظام الحديث (6 مجموعات) والذي بدأ في يورو فرنسا 2016.
ومع اقتراب موعد الانطلاق، يقدم موقعكم “ميركاتو دي” سلسلة حكايات عن أغرب المواقف والطرائف التي شهدتها بطولة الأمم الأوروبية في النسخ السابقة تحت عنوان “في أوروبا والدول المتقدمة”.
أمم أوروبا 1976..بطولة العجائب
في نسخة عام 1976، التي استضافتها يوغوسلافيا، شهدت واقعة غريبة، إذ أن كل اللقاءات الأربعة التي لُعبت بالأدوار النهائية بين المنتخبات الأربعة المتأهلة انتهت في الأوقات الإضافية!
المفارقة العجيبة أيضا، التي من الممكن أن تقف أمامها، هي أن المباراة النهائية بين ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفاكيا، إذ انتهت بالتعادل خلال وقتيها الأصلي والإضافي، تُعاد المواجهة من جديد؛ ولكن قبيل المباراة ببضعة ساعات تم إبلاغ الفريقين بالاحتكام لركلات الترجيح في حالة التعادل.
نسخة أمم أوروبا عام 1976؛ شارك فيها اربع منتخبات؛ وهي ألمانيا الغربية؛ وهولندا، وتشيكوسلوفاكيا، ويوغسلافيا؛ وأقيمت في مدينتي بلجراد وزغرب في يوغسلافيا.
الوضع السياسي والجغرافي
إذا أرادت أن تسبح في بحر التاريخ فعليك بمعرفة وقائع الأمور في كل زمن؛ وفي هذه القصة يكفيك معرفة أسماء الدول آنذاك من خلال الوضع السياسي والجغرافي لتلك الحقبة.
شهدت تلك الفترة الزمنية اندماج أكثر من دولة معًا؛ فكانت يوغسلافيا تضم دول: “صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، البوسنة والهرسك، مونتنيجرو، مقدونيا”.
بينما عرفت دولة تشيكوسلوفاكيا التي قُسمت فيما بعد إلى دولتي “التشيك، وسلوفاكيا”، فيما أنشئت ألمانيا الغربية في عام 1940؛ واستمرت لـ 50 عامًا، قبل أن تنضم لجارتها الشرقية ويكونان دولة ألمانيا المتحدة بوضعها الحالي.
نهائي المفاجآت
شهدت المباراة النهائية لنسحة كأس أمم أوروبا 1976، والتي جمعت تشيكوسلوفاكيا بألمانيا الغربية، واحتضنها ستاد كرفينا زفيزدا؛ التعادل الإيجابي في الوقتين الأصلي والإضافي، وذلك بعد تسجيل المنتخبان لهدفين.
وافتتح يان زفيهليك التسجيل لمنتخب تشيكوسلوفاكيا في الدقيقة الثامنة؛ ثم أضاف زميله كارول دويباس الهدف الثاني في الدقيقة 25؛ ثم قلص تيرد مولر النتيجة للمنتخب الألماني في الدقيقة 28؛ وسجل بيرند هولسبانين التعادل عند الدقيقة 89.
لم ينته اللقاء عند هذا الحد، إذ احتكم المنتخبان لركلات الترجيح، وسجل كل منتخب أول 3 ركلات بنجاح؛ حتى جاء نجم أنتونين بانينكا ابن الـ28 عامًا عن المجد، اللقب الأوروبي الأول لبلاده؛ اسمه يلمع في كل الصحف؛ صورته معلقة بكل شبر في البلاد؛ هكذا تخيل بانينكا كيف ستكون الأمور إذا ما حسم المباراة وسجل الركلة الأخيرة.
لكن بانينكا لم يكن يعلم أنه سيخلد اسمه في التاريخ بفضل الأسلوب الذي خدع به الحارس القط كما كان يلقب آنذاك “سيب ماير” عندما سدد بطريقة ماكرة لم يتوقعها أي أحد إلى الآن.
سر ركلة بانينكا في الشيكولاتة!
تحدث النجم التشيكي أنتونين بانينكا ذات مرة عن السر الذي قاده لتسجيل هدفه التاريخي في مرمى ألمانيا والذي يعد بمثابة بطولة.
وقال بانينكا في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي يويفا عن كيفية إتقانُه لتلك الطريقة في تنفيذ ركلات الترجيح: “لم أكن لأفعلها إلا بكثرة التدرب عليها، كنت أبقى أنا وزميل لي (حارس مرمى) وكنا نتراهن على كأس من البيرة أو قطعة شيكولاتة”.
وأضاف “وقتها علمت كل العلم أنني أصبحت خبيراً في التسديد بتلك الطريقة، عندما وجدت وزني قد زاد كثيراً، كنت أفوز بكل الرهانات!”.
إلى ذلك، كلما سدد أي لاعب ركلة جزاء ترجيحية أو خلال سير اللعب بنفس أسلوب بانينكا، يصرخ معلق المباراة “يا لها من ركلة على طريقة بانينكا”، فهل نستمع إلى تلك العبارة في يورو 2020؟ لنرى ما سيحدث…
