احصائيات وأرقامتقارير صحفيةكرة القدم الأوروبية

إيمري “ملك الدوري الأوروبي” ينصر غواصات فياريال ويحطم تراباتوني في ليلة للتاريخ

حطم المدرب الإسباني الشهير، أوناي إيمري، الرقم القياسي الأسطورة المُسجل باسم المدرب الإيطالي المخضرم “جيوفاني تراباتوني” كأكثر مدرب تمكن من التتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي أو كما تُسمى حاليًا بكأس الدوري الأوروبي، حين قاد فريقه فياريال الإسباني، الملقب بـ الغواصات الصفراء، لهزيمة مانشستر يونايتد بفارق ركلات الجزاء الترجيحية في النهائي الذي استضافته بولندا حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس 27 مايو.

المدرب المتخصص في مسابقة الدوري الأوروبي أو الـ “يوروبا ليج” قَبل في صيف 2020 تولي مسؤولية تدريب فياريال بعد أشهر معدودة من رحيله عن تدريب آرسنال الذي خسر رفقته لقب الدوري الأوروبي في مايو 2019 أمام تشيلسي.

المهمة لم تكن بالسهلة على أوناي إيمري في البداية، فلم يفز فياريال بأي لقب محلي أو قاري رغم تأسيسه قبل 98 عامًا (سنة 1923)، كما تصل عدد مشاركاته في مسابقة الدوري الإسباني 19 مرة فقط لا غير، بالتالي فإن التجربة هذه المرة كانت حفوفة بالمخاطر، ومختلفة من جميع الجوانب عن تجاربه السابقة مع أندية فالنسيا وإشبيلية وآرسنال.

لكن إدارة فياريال مَدت يد العون لإيمري بإبرام الصفقات التي طلبها أمثال “داني باريخو وفرانسيس كوكلين وإيتيان كابويه” بالاضافة إلى استعارة الظهير الأيمن الشاب خوان فويث من توتنهام هوتسبير، والتعاقد مع الحارس الأرجنتيني المميز “خيرونيمو رولي” من ريال سوسيداد.

وشهد الموسم الحالي 2021/2020 صعودًا وهبوطًا في الأداء والنتائج بمنافسات الدوري الإسباني مع أوناي إيمري، نظرًا للتركيز غير العادي من جانبه على التتويج بلقب الدوري الأوروبي، للاستفادة من غياب مساندة الجماهير عن جميع منافسيه.

وأظهر فياريال قوة كبيرة في 12 مباراة بمنافسات الدوري الأوروبي رغم مواجهته لأندية متوسطة المستوى معظم الوقت أمثال ريد بول سالزبورج النمساوي ودينامو كييف ودينامو زغرب، إلا أنه في لحظة الحسم كشر عن أنيابه أمام آرسنال في نصف النهائي، وسبب إحراج كبير لوصيف البريميرليج “مانشستر يونايتد” في النهائي.

هكذا تُوج فياريال بعد طول انتظار بأول لقب في تاريخه وبنفس السلاح الذي لعب ضده في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2006 أمام آرسنال (ركلات الجزاء)، حين أهدر أحد أساطير النادي “خوان رومان ريكيلمي” ركلة جزاء في الدقائق الخمس الأخيرة على ملعب إل مدريجال.

وعاش عشاق كرة القدم سيناريو هيتشكوكي مع فياريال بعدما أنهى الوقتين الأصلي والإضافي بنتيجة التعادل 1/1 مع مانشستر يونايتد، قبل أن يهزمه بفارق ركلات الجزاء الترجيحية التي امتدت لـ 22 ركلة، وسط ذهول 9500 متفرج حضروا في مدرجات ملعب بي بي جي إي آرينا غدانسك البولندي.

ويدين فياريال بفوزه الـ هيتشكوكي إلى حارس مرماه الأرجنتيني خيرونيمو رولي، القادم من سوسيداد الصيف الماضي، والذي سجل الركلة الترجيحية الحادية عشرة ثم تصدى للركلة الترجيحية الحادية عشرة لمانشستر يونايتد والتي انبرى لها حارس مرمى مان يونايتد الدولي الإسباني “دافيد دي خيا”.

زيدان الدوري الأوروبي

بعد مباراة الاربعاء 26 مايو المثيرة في بولندا، انهالت الاشادات على أوناي إيمري من كل حدب وصوب، وأُطلقت عليه العديد من الأوصاف في وسائل الإعلام، لكن الوصف الأبرز كان “زيدان الدوري الأوروبي”.

مسيرة إيمري تتشابه على الصعيد القاري مع الفرنسي زين الدين زيدان الذي حصد 3 ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد (2016 و2017 و2018).

وكما حطم زيدان الرقم القياسي المُسجل باسم مدرب ميلان الإيطالي المعتزل “آريجو ساكي” في التتويج بلقبين متتاليين بدوري أبطال أوروبا، عندما فاز بلقب البطولة للمرة الثالثة على التوالي عام 2018 أمام ليفربول، حطم كذلك أوناي إيمري الرقم القياسي المُسجل باسم المدرب الايطالي المعتزل “جيوفاني تراباتوني” والذي فاز بثلاثة ألقاب في كأس الاتحاد الأوروبي أعوام 1977 (يوفنتوس) و1991 (انتر ميلان) و1993 (يوفنتوس).

ملك الدوري الأوروبي “أوناي إيمري” احتفل أخيرًا بكسر رقم ترباتوني الصامد منذ 30 سنة، بتحقيق اللقب الرابع في خامس نهائي له، بعد ثلاثة ألقاب متتالية مع إشبيلية في الفترة من 2014 الى 2016 وبلوغه النهائي مع ارسنال الانجليزي عام 2019 عندما سقط أمام تشيلسي.

وفرض ابن الـ49 عاماً نفسه المدرب الأكثر تخصّصاً بالمسابقة محققاً سجلاً ملفتاً جداً في الأدوار الإقصائية حيث فاز بـ30 من أصل 33 مواجهة خلال مسيرة تناوب خلالها على قيادة أربعة فرق في المسابقة.

وهذه هي المرة الأولى التي يُحسم فيها لقب مسابقة الدوري الأوروبي بنظامها الجديد بركلات الترجيح منذ موسم 2013-2014 عندما توج اشبيلية بقيادة إيمري على حساب بنفيكا البرتغالي.

في المقابل، فشل مانشستر يونايتد، وصيف بطل الدوري الإنجليزي هذا الموسم في الظفر باللقب الثاني له في تاريخ مشاركاته بالمسابقة بعد اللقب الأول تحت قيادة جوزيه مورينيو عام 2017، وكان هو اللقب الأخير له على الإطلاق.

كما أخفق مدرب الشياطين الحمر “أولي جونار سولشاير” تحت أنظار السير أليكس فيرجسون الذي حضر اللقاء من المدرجات، في الفوز بلقبه الأول على رأس الإدارة الفنية للفريق الذي توج معه بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا عام 1999 كلاعب، وبالتالي فشل في أن يصبح أول مدرب نروجي يتوج ببطولة اوروبية كبرى.

وبتتويج فياريال الأول في التاريخ على الصعيدين المحلي والقاري، تمكن الفريق من الترشح إلى دور مجموعات دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل 2022/2021 بصفته بطلاً للدوري الأوروبي، ليصبح خامس الأندية الإسبانية في المسابقة.

وسيلاقي فياريال الفريق الفائز من مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا بين تشيلسي ومانشستر سيتي في مباراة كأس السوبر الأوروبي خلال شهر أغسطس المقبل.

مقالات ذات صلة