تقارير صحفية

من هو يوسف بولسن الشاب الذي نضج في لايبزيج؟

أن تكون لديك أحلام هو شيء وأن تؤمن حقًا بها هو شيء آخر!”. بهذه الكلمات وصف الدنماركي يوسف بولسن مشوراه مع لايبزيج الالماني الذي وصل إليه عام 2013 عندما كان الفريق ينافس في الدرجة الثالثة. منذ حينها، قطع المهاجم طريقًا شيقًا وصل خلاله إلى دوري أبطال أوروبا في إنجاز كان بمثابة فصل من القصص الخيالية التي ساهم في كتابتها.

يوم الثلاثاء، سيكون الدولي الدنماركي (26 عامًا) مرة أخرى على الموعد مع مناسبة كبيرة عندما يلتقي مع ليفربول الإنجليزي في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري الأبطال في العاصمة المجرية بودابست، بسبب منع الضيوف من الدخول إلى ألمانيا نظرًا للإجراءات المتخذة في البلاد للحد من تفشي فيروس كورونا.

يمرّ بطل إنجلترا بفترة صعبة في الدوري الممتاز بعد خسارة ثالثة تواليًا نهاية الأسبوع أمام ليستر سيتي، إلا ان بولسين لا يتوقع ابدًا مواجهة سهلة.

وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس عبر تقنية الاتصال بالفيديو “لديهم مشاكل في الدفاع في الوقت الراهن لأنهم يعانون من غيابات عدة بسبب الإصابات. ندرك أن الفرص متاحة أمامنا، ولكنهم يبقوا أحد أفضل الفرق في العالم”.

وتابع اللاعب المولود في كوبنهاغن من أب من تنزانيا وأم دنماركية “الجميع يعرف أن الفرق الكبرى جاهزة دائمًا للمباريات الكبرى، وليفربول سيكون حتمًا جاهزًا لمواجهتنا”.

– “يوليان أضاف الكثير”- منذ وصول يوليان ناجلزمان إلى رأس الجهاز الفني للايبزيج في صيف 2019، يقدم الفريق الشرقي مستويات هائلة أوصلته الى نصف نهائي دوري الأبطال الموسم الفائت حين خسر أمام باريس سان جيرمان الفرنسي (3-صفر).

ويقول بولسن عن المدرب الواعد البالغ فقط 33 عامًا “يوليان أضاف الكثير، الكثير من الأفكار الجديدة، الكثير من التغيير في أسلوب اللعب. نستمر في القيام بالكثير من الأشياء التي اعتدنا القيام بها قبله، ولكنه قدّم أمورًا جديدة، وأعتقد أن ذلك يظهر في طريقة لعبنا”.

ويضيف اللاعب الذي ساهم في قيادة لايبزيج الى الدرجة الأولى للمرة الأولى لموسم 2016-2017 “نحن الآن أفضل بكثير في البناء من الخلف مما كنا عليه قبل عامين. نستمر في التحسن، وليوليان دور كبير في ذلك”.

بعد مرور سبع سنوات منذ وصوله الى لايبزيج قادمًا من لينغبي الدنماركي حين كان في سن التاسعة عشرة فقط، يستذكر بولسن كيف كان متحمسًا لمشروع رالف رانغنيك، مهندس مشروع شركة ريد بول لمشروبات الطاقة المالكة للايبزيج حيث شغل منصب مدير كرة القدم في الفريق منذ العام 2012 وأشرف على تدريبه في موسمي 2015-2016 و2018-2019.
إلا أن الدنماركي لم يكن يتوقع مثل هذه النجاحات.

– “تعلّمنا التحلي بالصبر”-ويروي بولسن “إنه أمر مضحك للغاية لأنني أجريت هذه المحادثة مع رالف رانغنيك قبل مجيئي إلى لايبزيج، كانت هذه رؤية النادي، وقد أخبرني أنه عليّ أن أتوقع أن أكون أحد اللاعبين الذين سيخوضون هذا المشوار معهم”.

ويضيف “ولكن أن تكون لديك أحلام هو شيء وأن تؤمن حقًا بها هو شيء آخر. آمنت أن لايبزيغ قادر على الوصول إلى البوندسليجا بسرعة كبيرة، كان رالف يعرف ما يفعله، كما أنه يعرف كيف يقنع اللاعبين المناسبين بالإنضمام إلى النادي.

لكن هناك فجوة كبيرة بين اللعب في الدرجة الأولى الألمانية ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا. لذا نعم، لقد تفاجأت، سيكون من الخطأ القول إنني حلمت بذلك”.

يعتبر بولسن ان لايبزيج اكتسب خبرة قيمة على المستوى الأوروبي الموسم الماضي “لقد تعلمنا التحلي بالصبر والاستفادة من الفرص عندما تتاح أمامنا، هذا ما علينا القيام به هذه المرة” ضد ليفربول.

إلا انه يقرّ أنه لم يكن يشاهد مباريات ليفربول كثيرًا في الآونة الأخيرة “لدي طفل صغير ولا يذهب الى دار الحضانة في الوقت الراهن (كونها مغلقة بسبب تدابير فيروس كورونا)، لذا ليس لدي الوقت لمتابعة كرة القدم”.

لا يزال المشوار طويلًا ليصبح لايبزيج فريقًا كبيرًا في أوروبا لكن التفوّق على بطل المسابقة القارية الأسمى في ست مناسبات آخرها عام 2019 سيشكل فصلًا آخر من هذا الحلم.

مقالات ذات صلة