تقارير صحفيةكرة القدم الأوروبية

تقرير | اوروبا الشرقية وكر العنصرية في كرة القدم

هذا الأسود هناك”: يحلّل رياضيون، عُلماء إجتماع ولغويون من رومانيا معاني كلمات صادرة من حكم أدّت إلى إيقاف مواجهة إسطنبول باشاك شهير التركي وضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بموازاة نقاش مستمر حول العنصرية المُتزايدة في أوروبا الشرقية.

في العاصمة بوخارست، تدعو أصوات إلى انتظار خلاصةسان جيرمان 5-1.

على وسائل التواصل الإجتماعي، انتقدت تعليقات عدم تحرّك العنصرية، قمة الإذلال”.

وبعد اللجوء إليه أكثر من مرة في السنوات الماضية بسبب شكاوى عنصرية، شدّد رئيس مجلس مكافحة التمييز تسابا أستالوس ان “الرياضة، وخصوصًا كرة القدم، ليس بمقدورها أن تكون بمأمن عن هذه الآفة الحاضرة بقوة في المجتمع الروماني”.

– “تراخي” –

وفي إشارة إلى حالات قلّد فيها مشجعون أصوات القردة أو قاموا برمي الموز صوب لاعب برازيلي، ندّد في مقابلة مع فرانس برس بـ”تراخي” الأندية ورابطة دوري كرة القدم الرومانية.

ولدى الجارة بلغاريا، خيّمت أحداث مماثلة على مباراة في تصفيات كأس أوروبا 2020 بين المضيفة وإنجلترا في أكتوبر 2019. استقال رئيس الاتحاد ومدرب المنتخب عقب ذلك.

تعرضت عدة أندية من بلغاريا لعقوبات كروية قارية قبل ذلك، بسبب “تصرفات عنصرية”على المدرجات.

في 2014، تحدّى مشجعون لنادي ليفسكي صوفيا علنًا حملات الاتحاد الأوروبي بوضعهم لافتة كُتب عليها “قولوا نعم للعنصرية“.

في البلقان أيضًا، أدّت أصوات القردة إلى غرامات ومباريات دون جمهور لاتحادات كرواتيا، صربيا أو مونتينيجرو.

وإذا كان الاتحاد الكرواتي يندّد بانتظام بتصرفات مماثلة ترافقها أحيانًا أهازيج نازية، إلا انه يعفي نفسه من المسؤولية ويحملها للمشجعين المشاغبين “هوليجانز”.

في العام 2012، كان استاد بلغراد مسرحًا لمعركة جماعية في نهاية مباراة صربيا وإنجلترا تحت 21 عامًا. اقتحم مشجعون صرب المستطيل الأخضر الذي شهد تضاربًا وإهانات بين اللاعبين والمدربين.

– استهداف الغجر –

يتعرض الغجر في رومانيا لخطاب كراهية، بحسب ما يرى محلّلون.

يعبّر جيلو دومينيكا، عالم الإجتماع من هذه الأقلية، عن إنزعاجه عندما يصدح المشجعون “الموت للغجر”، أو يحملون لافتات تكريمية للمارشال الموالي للنازية إيون أنتونيسكو الذي دعا إلى “حلّ نهائي” ضد هذه الفئة في الحرب العالمية الثانية.

بحسب دومينيكا، حققت عقوبات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أهدافها جزئيًا، لأن المشجعين “بدأوا يخشون من العقوبات”. أضاف “لكن الإكراه لوحده لا يحلّ المشكلة، إذا لم يرافقها، أو يسبقها تثقيف”.

عزّزت بلغاريا، كغيرها من دول المنطقة، العقوبات ضد الجماهير المشاغبة، فوصلت الغرامات إلى 2500 يورو والسجن لمدة 25 يومًا.

أما رومانيا، فـ”بذلت جهودًا” لمحاربة العنصرية “لكن الطريق لا يزال طويلًا” بحسب أستالوس.

يشدّد على “أهمية الأقتداء” لدى مسؤولي كرة القدم. بيد أن هذا المشهد قد يكون بعيدًا، عندما نرى أمثال رئيس نادي أف سي سي بي (شتيوا بوخارست سابقًا) جيجي بيكالي يرفض استقدام لاعب مثلي، قبل أن يعيد الإساءة مؤكدًا أن “السود” ليس مرحبًا بهم أيضًا.

مقالات ذات صلة