قدم برنامج الدحيح للإعلامي المصري الموهوب “أحمد الغندور” عدد لا بأس به من الموضوعات الرياضية المتنوعة الشيقة في بعض الحلقات على مدار الثلاث سنوات الماضية.
وجاء إيقاف برنامج الدحيح بقرار رسمي من إدارة قناة كبريت +AJ عربي، يوم أمس الثلاثاء 9 يونيو 2020، بحجة عدم قدرة القناة على مواصلة إنتاج البرنامج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يَمر بها العالم من بعد تفشي فيروس كورونا، ليُسدل الستار على مسيرة مميزة مليئة بالمعلومات والموضوعات الهادفة في برنامج حقق ملايين المشاهدات.
ومَثل قرار إيقاف برنامج الدحيح صدمة بالنسبة للمتابعين في كل الأقطار العربية، حيث تتراوح نسبة مشاهدة الحلقة الواحدة من البرنامج ما بين مليوني إلى ثلاثة ملايين مشاهد، بسبب المحتوى التثقيفي الذي اعتاد تقديمه أحمد الغندور وفريق العمل بصورة أسبوعية.
ويأمل جمهور برنامج الدحيح في عودته للظهور مُجددًا خلال الأسابيع القليلة القادمة، ولو عبر قناة خاصة بـ “أحمد الغندور” في موقع يوتيوب، لثقة الجميع في قدرته على تحقيق النجاح بمفرده دون الحاجة لدعم من أحد المؤسسات الإعلامية.
أهم 5 حلقات رياضية في برنامج الدحيح
لأن الأعمال الرياضية التي قدمها برنامج الدحيح في الفترة من 2017 حتى 2019، تستحق المشاهدة لما فيها من معلومات وأسلوب عرض متميز يَحترم عقل المتلقي، يُرشح لكم “ميركاتو داي” في سياق هذا التقرير مشاهدة 5 حلقات قدمها عن الرياضة وكرة القدم.
الدحيح – تيكي تاكا
تُعد هذه الحلقة هي الأهم في مسيرة برنامج الدحيح، فخلالها شرح أحمد الغندور أهم الخطط الكروية وتأثرها بالحياة السياسية والاجتماعية في كل بلد على حدى، مثل اعتماد الكرة الإيطالية على الأسلوب الدفاعي المُسمى بـ “الكاتيناتشو” والناجم عن خوف لاعبي المنتخب الإيطالي في الفترة من 1934 حتى 1940 من حكم الديكتاتور “بينيتو موسوليني” والذي قام بتهديد اللاعبين بالموت إذا خسروا نهائي كأس العالم أمام المجر.
وكانت تلك الحلقة هي الثانية في الرياضة بالنسبة لبرنامج الدحيح في نهاية عام 2018، وأرجع خلالها الغندور سر تميز المنتخب البرازيلي عن غيره من منتخبات العالم بالمهارات الفردية والقدرات الخارقة على الخداع، إلى أسلوب ونمط الحياة نفسه في الشارع والبيئة البرازيلية المعتمدة على الخداع.
وتحدث أيضًا عن الكرة الشاملة، وكيف بدأت في هولندا مع المدرب الشهير رينوس ميشيل في سبعينيات القرن الماضي، وكيف تطورت مع يوهان كرويف في برشلونة خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات، حتى تحولت إلى ما يُعرف الآن بـ “التيكي تاكا” بفضل المدرب الإسباني “بيب جوارديولا” الذي فاز بالسداسية التاريخية 2009.
وقال أحمد الغندور في نهاية الحلقة “ما قلته يثبت بشكل أو بآخر هو أن كرة القدم ليست منعزلة عن المجتمع أو البيئة القادمة منها، ممكن نعتبرها تجلي للمجتمع، لا أريد أن أقول القمع سيؤدي لأسلوب معين في اللعب، أو دولة صناعية مثل إنجلترا ستلعب كرات عالية، لكن ما أود قوله أن الكرة قد تكون انعكاس للظروف التي يعيشها المجتمع، وتجلي لظروفه التاريخية والسياسية”.
وأوضح حديثه “في كأس العالم 1978 الذي استضافته الأرجنتين، الصحفيون سألوا الناس: ما رأيكم في تأثير الظروف السياسية على الكرة في الأرجنتين؟ لكن الناس لم يفهموا السؤال، لأنهم نظروا إلى الكرة والسياسة شيء واحد، وهذا نفس كلام الكاتب “سيمون كوبر”.
اضغط هنا لمشاهدة الحلقة
الدحيح – ميسي والكلب
أذيعت هذه الحلقة في صيف 2018، قبل أيام من الخروج المدوي لمنتخب الأرجنتين على يد نظيره الفرنسي في ثمن نهائي كأس العالم 2018 رغم حظور ليونيل ميسي.
اتجه في تلك الحلقة للحديث عن الشخص العادي وغير العادي من حيث التكوين الجسماني والعضلي، واستغل قصة مرض ليونيل ميسي بتوقف النمو الذي تسبب في رفض عدة أندية تبني موهبته.
وخضع ليونيل ميسي لعلاج مكثف من جانب إدارة برشلونة، ليتحول فيما بعد من مُجرد لاعب غير مُكتمل النمو، إلى أهم موهبة طبيعية في عالم المستديرة خلال السنوات الـ 30 الماضية، والدجاجة التي تبيض ذهبًا للنادي الكتالوني سواء على الصعيد الرياضي أو التجاري.
وقال أحمد الغندور “ميسي يرى الحياة بالتصوير البطيء، يرى أي مدافع بطيء جدًا، لأن تركيزه أعلى وتفكيره أسرع من الجميع على أرض الملعب. عندما نناقش ظاهرة مهمة مثل ميسي، سنجد فرضية مرضه بالـ Asperger’s Syndrome وهو أحد الأشكال المخففة من داء التوحد، لكن هذا التفسير متأثر بعض الشيء بالسينما، ووجود علاقة بين التوحد والعبقرية، مثلما شاهدنا في فيلم Rain man”.
وأضاف “لكن علميًا لا يصح أن نعتبر ميسي مُصاب بالاسبيرجير لأن من أحد أهم علامات هذا المرض هو عدم التناسق بين العضلات وبعضها البعض، وميسي ماشاء الله يستطيع مراوغة أي أحد بتحكم عضلي كبير، وحتى يومنا هذا لا يزال مدافع بايرن ميونخ جيروم بواتينج يعاني من ضرر في ظهره بعد سقوطه من مراوغة ميسي عام 2015”.
وختم “قد يكون عند ميسي جين من جينات المصابين بمرض الأسبيرجير، ميسي لا يراوغ، ميسي لا يراوغ، كلنا نعرف ماذا سيفعل ميسي، رونالدينيو يراوغ وزيدان يراوغ، ميسي يُجيد المرور فقط، كل مرة يمر، لكن كيف يمر بهذه السهولة دائمًا؟ المُصاب بمرض الأسبيرجير شخص يركز على نشاط واحد ومعين، لدرجة أنهم خلال ممارسة هذا النشاط لا يروا أي شيء حولهم. ذات مرة وصف مشجع أرجنتيني ليونيل ميسي بكلبه الذي يجن جنونه عندما يرى اسفنجة المطبخ الصفراء، لا يرى أي شيء غيرها، عندما دخل لصوص إلى المنزل سرقوه ولم يُحرك الكلب ساكنًا لأنهم ليسوا تلك الاسفنجة الصفراء، هذا بالضبط ما يحدث لميسي، لا يرى سوى الكرة، لا يرى الجمهور ولا المدافعين، لا يتأثر بأي مؤثرات خارجية، هذا ملخص نظرية ميسي والكلب”.
اضغط هنا لمشاهدة الحلقة
الدحيح – الظاهرة كريم بنزيمة
قدم أحمد الغندور حلقة مثيرة في نهاية شهر يناير 2019 حملت عنوان الظاهرة كريم بنزيمة، ناقش خلالها اختلال المنظومة الجماعية في أندية كرة القدم عندما تضم نخبة من ألمع نجوم العالم كما حدث مع ريال مدريد في النسخة الأولى لفريق الأحجار الكريمة الذي ضم زيدان ورونالدو وراؤول وروبرتو كارلوس ولويس فيجو وديفيد بيكهام.
واستدل أحمد الغندور المعروف بعبارة “لك أن تتخيل عزيزي المشاهد”، في تحليله لأسباب فشل ريال مدريد في الفترة من 2003 إلى 2010، ونجاح الفريق في الفترة من 2013 إلى 2018 لما ورد في كتاب حمل عنوان friend and foe للكاتبين “آدم جالينسكي وموريس شفيتزير”.
وافتتح أحمد الغندور تلك الحلقة بوابل من العبارات الساخرة عن كريم بنزيمة لعدم اقتناع العديد من جمهور الريال به، ولتعجبه من وصفه بشبيه الظاهرة رونالدو، والمزيج الحديث ما بين الظاهرة رونالدو وزين الدين زيدان.
وتقمص أحمد الغندور شخصية مشجع ريال مدريد الغاضب والمستاء من أداء كريم بنزيمة بسبب تفننه في إهدار الفرص، قائلاً “عندي مشكلة كبيرة أول مرة أتحدث عنها أمام الناس، أنا أغير التلفزيون أسبوعيًا بعد كل مباراة لريال مدريد، وهذا يتسبب في مشكلة مستمرة مع زوجتي وأبنائي”.
وأضاف “لو كنت مع جانكيز خان وجوزيف ستالين وهتلر في غرفة واحدة، وبحوزتي مسدس فيه طلقتين سأخرج خارج الغرفة وأطلق النار على بنزيمة بطلقتين”.
وردًا على خلق بنزيمة للمساحات أمام باقي زملائه والمساعدة على تسجيل الأهداف، قال “مساحات!!! اذهب لاستصلاح الأراضي، خذ مساحات في الشروق أو التجمع”..لينهي بعدها تلك الفقرة بتمزيق صورة بنزيمة قائلاً “هلا مدريد..هلا مدريد”.
وبعد انتهاء الفقرة الكوميدية الساخرة، قال في بداية التحليل “كريم بنزيمة جلاد الحراس وأخر ما تبقى من الظاهرة رونالدو، لماذا هذا هو مهاجم ريال مدريد الأول لمدة 10 سنوات؟ هناك ناس أصيبت بالقلب بسببه، وهناك مَن لم يتحمل الفرص السهلة التي أهدرها فماتوا أثناء المباراة”.
وكانت أبرز جملة قالها الغندور في تلك الحلقة “لو أخذ كريم بنزيمة الكرة الذهبية قد يُضيعها أيضًا. عندما كان في الحج قبل فترة، الناس خافوا من إهداره للجمرات خارج المكان المخصص لإلقاءها. سؤال تواضع مستوى بنزيمة واستمراره لكل هذه المدة في ريال مدريد ليس له أي إجابة سوى في كتاب متى تتعاون ومتى تتنافس، friend & Foe”.
لمشاهدة الحلقة اضغط هنا
الدحيح – والد نيمار
في يونيو 2018، بعد انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، قدم الدحيح حلقة خاصة عن النجم الدولي البرازيلي الذي كلف انتقاله إلى النادي الفرنسي 220 مليون يورو كأغلى لاعب في التاريخ على الإطلاق.
بدأ أحمد الغندور الحلقة بإلقاء الضوء على الدور الذي لعبه والد نيمار (نيمار سانتوس سينيور) كي يكون لاعب كرة قدم، بحثه منذ الصغر على ترك دروسه والتفرغ للعب، فقد يصبح الأغلى في يوم من الأيام ويَدر ملايين الملايين عليه وعلى عائلته.
وكان نيمار مُجرد مدخل في تلك الحلقة للمقارنة ما بين أجور لاعبي كرة القدم في الدوريات الكبرى، وبين متوسط دخل الفرد في الدول الغنية مثل سويسرا.
لمشاهدة الحلقة اضغط هنا
الدحيح – ميسي المتخاذل
ناقشت حلقة 21 مايو 2019، الفرق بين مستوى ليونيل ميسي مع منتخب الأرجنتين ونادي برشلونة، وهل هو متخاذل حقًا كما يُروج عشاق ريال مدريد والمنتخب البرازيلي.
وأكد خلال الحلقة وجود مشكلة حقيقية في منتخب الأرجنتين نفسه وليس في ليونيل ميسي لعدم تأثر اللاعب بالتغييرات الفنية التي يعيشها برشلونة منذ عام 2012 من بعد رحيل المدرب بيب جوارديولا.
وعرض أحمد الغندور أرقام ميسي مع جميع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب برشلونة من جوارديولا وتيتو فيلانوفا وتاتا مارتينو وإيرنستو فالفيردي، لإثبات أن المشكلة الحقيقية ليست فيه بل في الأرجنتين كمجموعة واحدة.
وقال “المثير في أرقام ميسي، هو ارتفاع صناعته للأهداف، ما ينفي أنه صناعة تشافي وإنييستا ونيمار وألفيش، هل ميسي توقف عن التسجيل بعد رحيل كل هؤلاء؟ من المفترض أن ينهار ميسي لكن لم يحدث، معدلات ميسي في مواسم عظيمة لم تختلف في مواسم لم يحقق فيها برشلونة أي شيء، الموضوع ليس حظ”.
لكنه أشار إلى أن انتقال ميسي من الأرجنتين في سن مُبكرة للعيش في كتالونيا جعله ينتمي ويندمج ويحب كتالونيا وبرشلونة أكثر من بلده الأم.
لمشاهدة الحلقة اضغط هنا
حلقات أخرى “عزيزي المشاهد”
توجد حلقات أخرى تستحق المتابعة مثل حلقة “حرب كرة القدم” في صيف 2019 وحلقة “أخو نيمار” وحلقة في نوفمبر 2019 بعنوان “الرياضيون الخارقون” التي يُناقش فيها اهمال الرياضات الأخرى والتركيز على كرة القدم.
صورة صلاح والشيشان؟
ترجع صورة محمد صلاح وزعيم إقليم الشيشان، إلى حلقة حملت عنوان “روسيا” تحدث فيها الغندور بالتفصيل عن الاتحاد السوفيتي وروسيا والدببة، وتطرق خلالها لمشكلة محمد صلاح مع الاتحاد المصري بسبب اجباره على التعامل مع زعيم الشيشان “رمضان قديروف” المعروف بحكمه القمعي.
