اقتصادتقارير صحفية

مرتضى منصور واللعبة الخبيثة لإلغاء الدوري

يلعب رئيس نادي الزمالك “مرتضى منصور” لعبة خبيثة على رؤساء أندية الدوري المصري منذ منتصف الشهر الماضي، ليطلبوا بالإجماع إلغاء الموسم بحجة فيروس كورونا، رغم أن عودة النشاط الرياضي تبدو في متناول اليد، بعدما توصلت معظم دوريات العالم مؤخرًا لاتفاق حول استئناف الدوريات دون حضور جمهور في وقت لاحق من شهر يونيه أو يوليو.

وأعلنت اتحادات الدنمارك والسويد والإمارات تواريخ مُحددة لعودة النشاط الرياضي من جديد. وأمرت رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة اللاعبين بالعودة إلى التدريبات منتصف شهر مايو الجاري، تحضيرًا لعودة المباريات دون جمهور.

كما تعرفون، الجمهور المصري يغيب عن حضور المباريات المحلية منذ عام 2012 بعد حادثة بورسعيد، بالتالي فأسهل بلد يمكن أن تستأنف نشاطها الرياضي هي مصر لاعتيادها أصلاً على غياب أهم عنصر من عناصر اللعبة “الجمهور” لسنين مضت، ولا أمزح حين أقول “يجب أن تُرسل الدوريات الأوروبية في مثل هذه الظروف بعثات تعليمية إلى مصر للتدرب على فنون اللعب دون جمهور”.

لكن مرتضى منصور يود إقناع الجميع باستحالة عودة النشاط الذي اعتدنا عليه دون جمهور، واعتدنا عليه بوابل من التوقفات والمباريات المؤجلة منذ سنوات.

الوهم

مرتضى منصور قرر أن يلعب لعبة خبيثة لمنع عودة النشاط، عن طريق إيصال فكرة أن لحظة قرار الإلغاء سيُصبح الموسم الحالي بكل ما فيه لاغي، وسيُمحى من تاريخ الكرة “بحاله ومحتاله”، وإن المصاريف المدفوعة لجميع اللاعبين ستصبح من حق الأندية، وبالتالي ستُحسب ضمن مستحقات الموسم الجديد.

تمتد لعبة مرتضى منصور مع الأندية إلى إيهامهم بأن عقود لاعبيهم سيتم تمديدها لموسم إضافي وفق توصيات الفيفا، مع وعد رؤساء الأندية بإنه سيستطيع فعل ذلك رغمًا عن الاتحاد المصري!

المستشار مرتضى منصور الرئيس المُبجل لنادي الزمالك، يُدير لعبته الجديدة بطريقة ورق الياناصيب، يا صابت يا خابت، فلو سارت الأمور على ما يُرام سيضيع لقب قريب جدًا على الاهلي، وفي نفس الوقت سيستخدم الأندية للضغط على الرأي العام والاتحاد المصري، ممن انحازوا لرأيه لتحقيق مكسب مالي من مستحقات اللاعبين، وفي النهاية يحقق هدف واحد بألا يُتوج الاهلي بلقب الدوري للمرة الـ 42.

دائمًا ما يلعب مرتضى منصور بطريقة الشخص الذي يلقي بالرهان ويتركه ثم يرى ما سيحدث في النهاية لعلمه بأنه لن يخسر أي شيء في نهاية اللعبة، فإذا استكمل الدوري لن يخسر، فقد ابتعد كثيرًا عن المنافسة أمام الأهلي، وفرصته الوحيدة الآن احتلال مركز مؤهل للكونفدرالية وليس لدوري الأبطال المنحصر بين بيراميدز والمقاولون.

ولو ألغي الدوري سيكسب “بونط” جديد عند جمهوره بإنه بطل قومي تسبب في إضاعة الدوري المستحق على الأهلي..واحتمال يتمكن من خداع اللاعبين بإجبارهم على التنازل عن مستحقاتهم المالية الخاصة بالموسم الحالي.

لكن الخاسر الأكبر من تلك اللعبة، هي الأندية الأخرى التي لن تستطيع السير على خطاه، وبعدها ستبدأ مشاكل لا حصر لها بين الإدارات واللاعبين وسيتحول النزاع إلى أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا.

هذه هي حكاية اللعبة الخبيثة التي يلعبها رئيس نادي الزمالك على الأندية، لعبة ضباع حرفيًا.

مقالات ذات صلة