اقتصادكرة القدم الآسيويةكرة القدم الأوروبيةكرة القدم اللاتينيةوكلاء اللاعبين

كرة القدم في تهديد وجودي حقيقي بسبب جائحة كورونا!

تعيش كرة القدم في تهديد وجودي حقيقي بسبب جائحة كورونا، وتعمل الهيئات الكبرى في عالم كرة القدم بقيادة الاتحاد الدولي “فيفا” على توفير إطار عمل جديد بعد تدافع الدوريات والأندية في جميع أنحاء العالم للبحث عن حلول لمسائل تعويض اللاعبين وطرق المعاملات المستقبلية بينهم، لتجنب دمار شامل للعبة بعد فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.

مع تقلب الروزنامة الدولية لكرة القدم (فيروس كورونا وتحوله إلى جائحة طالت جميع بلدان العالم؛ يسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاهدًا لوضع لوائح جديدة لعقود اللاعبين والمعاملات بين الأندية في محاولة لوضع خارطة طريق للخروج من التوقف غير المسبوق للعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم.

اجتمع المحامون بمقر الفيفا في زيوريخ مع ممثلين من الدوريات وروابط الأندية وروابط اللاعبين بهدف توفير أطر للتعامل مع القضايا المتتالية التي تسبب فيها الوباء العالمي “كوفيد-19“.

مع اقتراب نهاية الموسم في جميع مسابقات العالم بما في ذلك دوري أبطال أوروبا ودوري أبطال أفريقيا، يجلس الآلاف من الرياضيين في منازلهم غير قادرين على ممارسة اللعبة، ويتزايد قلق الأندية بشأن مستقبلهم المالي، حيث نفذ العديد منهم؛ خليط من التدابير في محاولة للتخفيف من أعباء هذا التوقف الإجباري.

تهديد وجودي

يحاول الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الخروج بخطة للتعامل مع آثار الموسم المجمد، واستئناف كرة القدم وجميع الأعمال المتعلقة بها، على أمل إنهاء حالة التهديد الوجودي للعبة.

تختلف تقديرات تكاليف إلغاء الموسم بشكل كبير، لكن قادة صناعة اللعبة يستعدون لتلق خسائر هائلة.

وأبلغ رئيس رابطة الأندية الأوروبية في أوروبا ورئيس يوفنتوس الإيطالي “أندريا أنييلي” أعضائه بأنهم يواجهون “أكبر تحد واجهته اللعبة على الإطلاق”.

وفي وثيقة سرية، تمت مراجعة نسخة منها من قبل صحيفة نيويورك تايمز، بعنوان “كوفيد-19: المسائل التنظيمية لكرة القدم”، وضعت مجموعة عمل خاصة من الفيفا للعمل على القضية.

متى يبدأ سوق الانتقالات بعد كورونا؟

ينصب تركيز عمل المجموعة الأساسي على عقود اللاعبين ونوافذ سوق الانتقالات بعد كورونا (الفترات التي يمكن فيها للأندية شراء وبيع اللاعبين).

في العادة ما يكون هناك نافذتين أمام كل فريق للتسوق في الميركاتو، واحدة في منتصف الموسم (يناير) وتسمر لمدة شهر واحد فقط في معظم الدول، وتُسمى بالميركاتو الشتوي والأخرى تبدأ قبل بداية الموسم الجديد بحوالي شهرين (نهاية يونيه) وتُسمى بالميركاتو الصيفي.

لكن مع عدم اليقين بشأن موعد انتهاء المواسم الحالية، اقترح الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أن تقوم الأندية بتمديد عقود اللاعبين الذين تنتهي عقودهم هذا الصيف مع انتهاء المواسم.

كما اقترح مسؤولي الفيفا أن يستمر اللاعبون الذين سينضمون إلى أندية جديدة مع أنديتهم الحالية حتى نهاية الموسم المُمدد.

تحاول مقترحات الفيفا تحقيق التوازن بين احتياجات الأندية واللاعبين، كما تتناول أيضًا مشكلة: كيفية تعويض موظفي النادي عندما تكون وسائل الدخل تضاءلت للعديد من الأندية، ولا سيما الأصغر منها التي تحقق الجزء الأكبر من الإيرادات من الحضور الجماهيري أكثر من عقود البث بشكل شبه كامل في بعض الحالات.

ووفقًا لوثيقة الفيفا: “من الواضح أن تفشي فيروس كوفيد-19 أحبط اتفاقات التوظيف بكرة القدم على مستوى العالم. الالتزامات المفروضة على الطرفين أصبحت مستحيلة”.

وأضافت “اللاعبون والمدربون غير قادرين على العمل. الأندية غير قادرة على توفير الوظائف، كما أنها ليست في وضع يمكنها من تعويض الموظفين عن العمل الذي لم يتم توفيره”.

تجربة ليدز وفرنسا

توصلت الأندية إلى مجموعة واسعة من الحلول دون توجيه رسمي؛ لقد أبرم البعض بالفعل اتفاقيات ودية مع اللاعبين لتقليل مدفوعات الرواتب.

في نادي مثل ليدز يونايتد الانجليزي، وافق اللاعبون على تأجيل الراتب لفترة غير محددة حتى يتمكن الموظفون الآخرون في النادي من الحصول على رواتبهم. وفي فرنسا، استخدم ليون القانون الفرنسي لوضع لاعبيه في شكل من أشكال البطالة التقنية، وكرر أولمبيك مارسيليا الشيء نفسه، ذلك لكي تساهم الدولة بجزء من رواتبهم.

كما أعلن برشلونة يوم الخميس أنه سيُخفض الرواتب بشكل مؤقت على مستوى النادي، بما في ذلك رواتب اللاعبين والموظفين، لكنه لم يقدم أرقامًا محددة.

حالة توتر

توترت العلاقات بين الأندية واللاعبين في بعض الحالات. في سويسرا مثلًا؛ فسخ نادي “سيون” عقود تسعة لاعبين بعد أن رفضوا خفض أجورهم من بينهم نجم آرسنال الأسبق “ألكسندر سونج”.

وأصدر اتحاد اللاعبين في كولومبيا يوم الاربعاء الماضي تعليقًا غاضبًا بعد أن نشر نادي “إنديبندينتي سانتا في” استطلاعًا في تغريدة على تويتر يطلب من معجبيه التصويت على ما إذا كان يتعين على لاعبي الفريق تخفيض رواتبهم أم لا.

في بعض البلدان، مثل كرواتيا وقبرص ومالطا، قامت الأندية بخفض الأجور من جانب واحد خلال الأيام الأولى من تجميد اللعبة بعد تفشي كورونا.

بمثل هذه التباينات، حاول الاتحاد الدولي لكرة القدم توفير إطار عمل للمفاوضات، بدءًا من توصية الأندية واللاعبين بمحاولة التوصل إلى اتفاق لتأجيل أو تخفيض الرواتب أثناء توقف ممارسة اللعبة.

اقترح الفيفا أيضًا أن تنظر الأندية في ترتيب دعم وسائل دخل بديلة مناسبة للموظفين خلال الفترة المعنية. قد يكون هذا هو الحال في دول مثل بريطانيا، حيث وافقت الحكومة على دفع ما يصل إلى 80 في المائة من راتب الموظف إذا كان صاحب العمل غير قادر على الدفع.

ومع ذلك، فإن أكثر مبادرات الاتحاد الدولي مباشرة، هي اقتراح تخفيض الاحتياطي النقدي الخاص به للمساعدة في دفع رواتب اللاعبين الذين تُركوا بغتة بدون دخل.

فوضى كورونا

توقع الفيفا فوضى كورونا التي سيحدثها بعد التعليق الإجباري للعبة، خاصةً على نافذة انتقالات اللاعبين السنوية البالغة 7 مليار دولار.

وتم تقليص المناقشات التي تستغرق أحيانًا عدة أشهر إلى عدة أيام، حيث تم تجميع خطة عاجلة لتغيير ملامح نوافذ الانتقالات العالمية بسرعة.

ربما يكون أكثر ما يشغل الاتحاد الدولي للعبة الآن، هو الميركاتو الصيفي في أوروبا، والذي كان مقررًا افتتاحه في وقت مبكر من مايو، لكن هذا مستحيل الآن بالنظر إلى أن الموسم الحالي لا يمكن أن يكتمل بحلول ذلك الوقت.

وصرح الفيفا بخصوص هذا الصدد “إنه لن يضع موعدًا نهائيًا لإنهاء الموسم الحالي وسوف يوافق أيضًا على أي طلبات لتغيير تواريخ فترة الانتقالات”.

كما أكد الفيفا أيضًا، أن فترة الانتقالات ستكون مدتها 16 أسبوعًا، وهي مدة أطول بأربعة أسابيع عن الحد الأقصى السابق لسوق الانتقالات الصيفية.

وتمت مناقشة كافة هذه الأمور يوم الخميس الماضي من قبل مجموعة عمل بقيادة نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيكتور مونتاجلياني” على الرغم من عدم اتخاذ قرارات نهائية.

أدت الطبيعة المتقلبة للأحداث التي أحدثها الفيروس المستجد إلى فترة نادرة من التعاون بين أكبر الدوريات والأندية والهيئات الإدارية لكرة القدم لإيجاد حل.

وقد تم توضيح ذلك في رسالة أندريا أنييلي إلى أعضاء رابطة الأندية الأوروبية التي يرأسها، وهي مجموعة شاملة لحوالي 200 فريق من أندية الدرجة الأولى. حيث لم يستطع رئيس نادي السيدة العجوز في رسالته وصف ما يحدث إلا أنه “تهديد وجودي حقيقي”.

وبدورها توصلت المجموعة إلى هدفين رئيسيين:

الأول، تحديد الاستراتيجيات لإعادة اللاعبين إلى الملعب بأمان، ولم يخل هذا الاقترح من التأكيد على الرغبة في النشاط الكروي بدون جماهير في البداية، وربما لفترة طويلة.

وسيكون التركيز في الهدف الثاني للمجموعة على تنسيق الجهود من أجل “المساعدة في إدارة الشؤون المالية للأندية خلال هذا الوقت من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية”.

اقرأ ايضًا

مقالات ذات صلة