تقارير صحفية

تحليل | الرابح والخاسر من إيقاف الدوري المصري بعد كورونا.. الزمالك أم فريق آخر؟

خطت مصر على خطى باقي دول العالم وقررت تعطيل كافة أنشطتها الرياضية بعد تفشي فيروس كورونا، بقرار رسمي من رئيس الوزراء الذي رفض تمسك وزير الشباب والرياضة “أشرف صبحي” بمواصلة الدوري المصري خلال الأسبوع الماضي، ليبدأ التوقف من يوم الاثنين 16-3-2020 على أن يستمر حتى مطلع شهر أبريل المقبل.

وقال الاتحاد المصري لكرة القدم عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك “بناء على توجيهات رئيس مجلس الوزراء والسيد وزير الشباب والرياضة، وبعد الإطلاع على توصيات اللجنة الطبية بالاتحاد المصري لكرة القدم، قرر الاتحاد (اللجنة الخماسية بقيادة عمرو الجنايني) تعليق نشاط اللعبة لمدة 15 يوما.

وجاء اتخاذ هذا القرار بعد وفاة حالتين بعد أيام من إصابتهما بفيروس كورونا، في ظل ارتفاع حالات الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في مصر إلى 110 حالة، من ضمنهم 21 حالة تعافت تمامًا وخرجت من مستشفى العزل.

قرار إيقاف الدوري المصري خطوة ضمن عدة خطوات احترازية اتخذتها الدولة المصرية للحد من مخاطر فيروس كورونا، والتي بدأتها بتأجيل الدراسة في جميع المراحل التعليمية لمدة أسبوعين.

وعلق محمد فضل عضو اللجنة الخماسية بالاتحاد المصري لكرة القدم على أنباء عدم استكمال المسابقة، ومَن سيكون البطل والوصيف؟ خاصةً وأن المسابقة لم تُحسم رقميًا بعد.

وأكد بقوله “اللجنة الخماسية سوف تجتمع لمناقشة كل الحلول، مع العودة للمواقف المشابهة في الماضي، وكذلك ما يحدث في الدوريات العالمية، قبل اتخاذ القرار المناسب”.

لا شك أن قرار الإيقاف لمدة 15 يومًا، فتح العديد من التساؤلات في الشارع المصري حول مصير اللعبة خلال الأيام المقبلة في حالة استكمال البطولة، أو إذا ما صدر القرار الصعب بإلغاء المسابقة بالكامل.

لكن يبقى قرار التأجيل جاء في مصلحة بعض الأندية، فهل هو الأهلي أم الزمالك أم فريق آخر؟ دعونا نناقش معكم ذلك في سياق هذا التحليل..

الرابح من توقف الدوري المصري؟

الزمالك أبرز الأندية المستفيدة من تجميد النشاط الرياضي في مصر، فرغم أن الفارس الأبيض نجح في شهر فبراير الماضي في خطف بطولة كأس السوبر الأفريقي أمام الترجي التونسي بنتيجة 3/1، ومن ثم الفوز بلقب كأس السوبر المصري في الإمارات أمام منافسه التقليدي الأهلي بركلات الترجيح، إلا أنه يعاني بشكل كبير في نتائج الدوري المصري.

مجلس إدارة نادي الزمالك يبقى على مدربه الفرنسي باتريس كارتيرون (صور: Getty)
مجلس إدارة نادي الزمالك يبقى على مدربه الفرنسي باتريس كارتيرون (صور: Getty)

وتعتبر فترة التوقف بمثابة طوق نجاة بالنسبة لفريق المستشار مرتضى منصور، لإعادة ترتيب أوراقه المبعثرة في البطولة المحلية.

وابتعد الزمالك عن المنافسة على المركز الأول، وتراجع إلى المركز الرابع برصيد 31 نقطة، بفارق وصل إلى 18 نقطة واضحة أمام منافسه المارد الأحمر.

وتسبب التخبط الفني الذي عاشه الزمالك في بداية الموسم تحت قيادة المدرب الصربي “ميتشو” في الخسارة أمام إنبي وطلائع الجيش، والتعادل مع سموحة والإنتاج الحربي.

طوق نجاة عملاقا القناة

تجميد النشاط المحلي بمثابة طوق النجاة الحقيقي بالنسبة لعملاقي القناة “الإسماعيلي والمصري البورسعيدي“، من أجل إلتقاط الأنفاس بعد سلسلة من النتائج الباهتة لهما.

المصري منذ بداية الموسم عندما كان تحت قيادة إيهاب جلال وهو تائه تمامًا لدرجة اقترابه من مراكز الهبوط بعد أشهر معدودة من منافسته على المركز الثالث في الموسم الماضي 2019/2018.

قبل فترة التوقف، كان حال المصري والإسماعيلي غير مريح بالمرة بالنسبة لأنصارهما، لا سيما المصري الذي يُعد أكثر الأندية الشعبية تعرضًا للنتائج السلبية في بطولة الدوري هذا الموسم جنبًا إلى جنب أسوان وطنطا.

ويحتل المصري المركز العاشر برصيد 20 نقطة، ويسبقه الإسماعيلي في المركز التاسع برصيد 22 نقطة.

كما أن المصري بقيادة مدربه الجديد طارق العشري، الذي جاء خلفًا لإيهاب جلال بعد إقالته بسبب سوء النتائج، ستكون فترة التوقف فرصة جيدة بالنسبة له للتعرف على إمكانيات لاعبيه، الأمر الذي سيساعده على توظيفهم، والوقوف على مصادر القوة والضعف لتحسين نتائج الفريق البورسعيدي الذي ودع بطولة الكونفدرالية على يد نهضة بركان المغربي.

أندية القاع

أندية ذيل الجدول أهم وأكبر المستفيدين من هذا التوقف، خاصةً نادي اف سي مصر صاحب المركز الـ18 والأخير، بعدما تلقى 6 خسائر متتالية في الفترة من 5 يناير حتى 8 فبراير 2020.

الاسماعيلي وطنطا فى الدوري المصري (صور:Google)
الاسماعيلي وطنطا فى الدوري المصري (صور:Google)

ويشتعل صراع البقاء هذا الموسم بين أندية مصر المقاصة واف سي مصر ووادي دجلة بالإضافة إلى ناديي الجونة وطلائع الجيش.

ويُعد نادي وادي دجلة الوحيد بين أندية القاع المتضرر من التوقف، كونه حقق ثلاث تعادلات وانتصارين في الجولات السبع الماضية، وسقط في الخسارة مرتين أمام الجونة والمصري.

على أي حال، تأمل أندية القاع في أن يكون تجميد النشاط فرصة لعودة مصابيها، والوقوف بشكل أكبر على مستوى اللاعبين، خاصة في ظل تغيير الإدارات الفنية مثل وادي دجلة ومصر المقاصة.

الخاسر الأكبر

بالطبع النادي الأهلي متصدر جدول الترتيب هو أكثر الفرق الخاسرة من قرار إيقاف النشاط الكروي، بعدما بدأ موسمًا متميزًا على كافة الأصعدة.

رينيه فايلر مدرب الأهلي (صور: mercatoday)
رينيه فايلر مدرب الأهلي (صور: mercatoday)

وكانت أمام الأهلي ومدربه الجديد “رينيه فايلر” فرصة ذهبية لتحطيم عدد من الأرقام القياسية، التي قد يفشل في تحقيقها حال تم إلغاء النشاط الكروي بشكل نهائي هذا الموسم، أو حتى عند عودته مطلع الشهر المقبل، حيث ستكون لياقة معظم لاعبيه تراجعت.

ويحتل الأهلي صدارة ترتيب الدوري المصري الممتاز برصيد 49 نقطة من 17 مباراة، متفوقًا على المقاولون العرب الثاني بفارق 16 نقطة، ما يقربه كثيرًا من حسم اللقب لصالحه قبل أسابيع طويلة من نهاية الموسم.

ربما تأتي فترة التوقف لتسبب خللاً في طريقة اللعب أو تُفقد لاعبي الأهلي الاستعداد الفني والبدني بعدما وصلوا إلى أفضل ما لديهم في مباراتي صن داونز في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.

وستبقى الإيجابية الوحيدة من فترة التوقف هو استعادة عدد من اللاعبين المصابين في مقدمتهم نجم كأس أمم أفريقيا تحت 23 عامًارمضان صبحي“.

سلاح ذو حدين

يقدم المقاولون العرب موسمًا استثنائيًا لا مثيل له في السنوات الـ 20 الماضية، جعله يحتل وصافة جدول ترتيب الدوري المصري على حساب أندية لها باع طويل في المنافسة على اللقب، فضلاً عن أندية أخرى أبرمت صفقات وازنة خلال الميركاتو الصيفي.

عماد النحاس: الأخطاء الدفاعية سبب الخسارة من الأهلي (صور: Google)
عماد النحاس: الأخطاء الدفاعية سبب الخسارة من الأهلي (صور: Google)

وضمن الفريق الذي يدربه “عماد النحاس” وجوده بشكل كبير في المربع الذهبي هذا الموسم، بالتالي المشاركة إما في دوري أبطال أفريقيا أو الكونفدرالية، وهي البطولات التي تغيب عنها فريق ذئاب الجبل منذ ما يزيد عن عشرة أعوام.

فترة التوقف بالنسبة لفريق مثل المقاولون العرب هي “سلاح ذو حدين”، ففي آخر 5 مباريات عانى بشكل كبير من تذبذب نتائجه، وفقدانه لعدد من النقاط الهامة في صراع احتلال المركز الثاني، حيث خسر 9 نقاط، وقد تكون الفترة القادمة فرصة لإعادة ترتيب أوراق الفريق واستعادة المستوى الذي بدأ به الموسم، وقد تكون أيضًا سببًا في تراجع المستوى أكثر بالتالي خسارة كل ما بناه في النصف الأول من الموسم.

وتوجد فرق مثل الزمالك وبيراميدز على استعداد لخطف مكان المقاولون العرب، خاصةً بيراميدز المنتشي بصعوده إلى نصف نهائي الكونفدرالية، ويتمتع بطموح قوي لخطف المركز الثاني للعب في بطولة دوري أبطال أفريقيا الموسم المقبل.

ولا ننسى الاتحاد السكندري الذي كان يسير بشكل مميز في بداية الموسم، قبل أن يتعرض لموجة من النتائج السيئة في جولات ما قبل التوقف، الأمر الذي ترتب عليه تراجعه في الجدول للمركز الخامس برصيد 27 نقطة، بعدما كان يتصارع مع المقاولون العرب على الوصافة.

مقالات ذات صلة