الأخبار الرياضية

قصص الميركاتو | قصة انتقال “حسام حسن” من الأهلي إلى الزمالك

تبقى قصة انتقال حسام حسن من الأهلي إلى الزمالك، واحدة من أهم قصص الميركاتو المصري عبر التاريخ، بسبب حجم النجاحات التي حققها مع العملاق الأحمر، قبل أن يكرر بعضها في سنوات معدودة مع الزمالك مطلع الألفية الجديدة.

حسام حسن أو العميد هو أسطورة من أساطير الكرة المصرية والنادي الأهلي عبر التاريخ، لما حققه من إنجازات وأرقام غير مسبوقة يصعب على أحد تحقيقها من جديد، أو حتى الاقتراب منها، فهو الهداف التاريخي للأهلي في بطولته المفضلة “الدوري المصري الممتاز”، وأحد هدافيه في المسابقات القارية.

عانق العميد 10 بطولات للدوري المحلي وكأس مصر 4 مرات بالإضافة لدوري أبطال أفريقيا مرتين وكأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس ثلاث مرات، والبطولة العربية وكأس السوبر الأفرو أسيوي مرة.

ويحتل مرتبة الصدارة برصيد 111 هدف بقميص الأهلي، ما جعله الهداف التاريخي في بطولة الدوري، وواحد من أكثر 10 لاعبين مثلوا النادي عبر تاريخه برصيد 300 مباراة وأكتر من توج بالألقاب.

وجاء انتقال حسام حسن إلى “الزمالك” بعد كل هذه الإنجازات التي حققها مع الأهلي ليُسبب جدلاً واسعًا في عالم الاحتراف بالوطن العربي عمومًا وليس في مصر فحسب.

دور الخطيب

جاء الظهور الأول لـ حسام حسن بقميص الأهلي في عام 1985، عندما دخل بديلاً للراحل محمود السايس كأول ظهور رسمى له بقميص الأهلي أمام الترسانة في مباراة انتهت بفوز الشواكيش بهدفين دون رد.

بينما كانت أول أهدافه مع الأحمر بتاريخ 12 أكتوبر 1985 على ستاد بورسعيد، وفى شباك الراحل عادل عبد المنعم، فى اللقاء الذى جمع بين المصري والأهلي فى الاسبوع الثالث من موسم 1985-198.

ولا يزال حسام حسن يكن كل تقدير واحترام لأسطورة الأهلي “محمود الخطيب” ويعتبره مثله الأعلى وقدوته منذ أيامه الأولى مع الساحر المستديرة في ثمانينات القرن الماضي.

ويقول حسام حسن في إحدى لقاءاته الصحفية لاحقًا “دائمًا ما كان محمود الخطيب مصدر إلهام بالنسبة لي في الكثير من الأمور، تعلمت منه الكثير عندما كنت لاعبًا في الأهلي، وأفتخر بأنني صاحب التمريرة الأخيرة له ولآخر أهدافه قبل اعتزاله لكرة القدم”.

رحلة احتراف

حسام حسن وتوأمه إبراهيم قررا بعد قيادة الفراعنة نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 1990، بهدف لا ينسي برأسية حسام حسن في مرمى الجزائر، اتخاذ قرار الاحتراف الأوروبي.

واستهل حسام مع شقيقه إبراهيم حسن مشواره الاحترافي رفقة نادي باوك اليوناني في رحلة مثيرة شهدت تحقيقه لبعض الأرقام الخاصة.

وخاض التوأم حسن 19 مباراة نجح خلالهم العميد في تسجيل 6 أهداف بينهم هدفًا يظل محفورًا في الأذهان في مرمى أولمبياكوس ببطولة الكأس المحلية، ووقتها كان عملاق الكرة اليونانية.

وانتقل في العام التالي إلى نيوشاتل السويسري وهنا جاء موعد حسام حسن لتحقيق رقم قياسي جديد اشتاق إليه أو اعتاد عليه، لما لا وهو صاحب أكبر الألقاب الفردية في تاريخ كرة القدم المصرية، عندما سجل رباعية في مرمى سيلتيك الاسكتلندي ضمن كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليًا).

وسجل حسام حسن اسمه بحروف من ذهب بين الكبار بفضل السوبر هاتريك التاريخي أمام سيلتك جلاسكو، والذي جعل منه اللاعب العربي الوحيد الذي يتمكن من تسجيل رباعية في مباراة واحدة حتى وقتنا هذا.

ويُعد حسام حسن ضمن أربعة لاعبين فقط على مر التاريخ استطاعوا إحراز رباعية في مباراة واحدة في بطولة أوروبية من بينهم ليونيل ميسي وآندريه شيفتشينكو وزلاتان إبراهيموفيتش وروبرت ليفاندوفسكي.

عودة التوأم

عقب تألق حسام حسن مع الفريق السويسري انهالت عليه العديد من العروض الأوروبية لعل أبرزها لاتسيو الإيطالي إلا أن العاطفة قادت التوأم للعودة لقلعة مختار التتش عندما طالبته الإدارة بالعودة لحل المشاكل الهجومية محليًا وقاريًا.

وفي عام 1992 لبى الأسطورة نداء فريق الطفولة، ليواصل نجاحاته وأرقامه وتعود معه البطولات حتى 1999 ليسجل خلال الولاية الثانية له مع الفريق أكثر من 96 هدفًا.

لكن الأيام الجميلة لم تستمر، وعادت علاقة حسام حسن بإدارة الأهلي لما كنت عليه حين ألقى قميصه وتم إيقافه لأربعة أشهر.

وهنا نأتي لنقطة موضوعنا وهي قصة انتقال حسام حسن إلى الزمالك كيف بدأت ومن المتسبب فيها؟ وماذا فعل العميد عقب انتقاله إلى الأبيض؟

بداية المشاكل

في عام 1999 وافق الأهلي على رحلة إعارة صغيرة لحسام لنادي العين الإماراتي لمدة ثلاثة أشهر فقط على أن يعود مجددًا إلى صفوف الفريق ومن هنا بدأت الأزمات تلوح في الأفق.

استيقظ جماهير الأحمر على الخبر الأسوأ لهم، وقد يكون الأسوأ في العقد الحديث من تاريخ الميركاتو الصيفي للنادي الأهلي، وحدث ذلك يوم الثامن من أغسطس عام 2000، وكانت بمثابة الصدمة الكبرى للجمهور الذي اعتقد حسام يرغب في الاعتزال وانهاء مسيرته مع الفريق مثلما فعل مثله الأعلى “محمود الخطيب”.

فمن يخطر على ذهنه بعد أكثر من 22 عامًا بجدران التتش والبطولات والانجازات الكبري أن يأتي اليوم ليرى جماهير الأهلي خبر انتقال معشوقهم وشقيقه إلى نادى الزمالك الغريم التقليدي، وذلك بعدما رفض الأحمر تجديد عقدهما بعد استغناء القلعة الحمراء عن خدماتهما بقرار من الراحل صالح سليم.

من المتسبب في رحيل حسام حسن؟

اعترف حسام حسن بأن قرار صالح سليم بعدم تجديد عقده جعله أمام خياران لا ثالث لهما وهو إما الانتقال للزمالك أو الاحتراف في تركيا.

ويقول “قررنا أن نترك مصر ونخوض غمار رحلة احتراف إلى تركيا ولكن الأمر تغير رأسًا عن عقب وذلك بعدما وجدنا مجلة الأهلي تشن هجومًا حادًا علينا، ولا نعلم سبب ذلك، أصابتنا صدمة كبيرة وذهول هل بعد هذا التاريخ الكبير داخل القلعة الحمراء هكذا يتم تكريمنا؟”.

هكذا بدأ العميد حديثه عن الأسباب الحقيقة التي دفعته وأرغمته للرحيل عن الأحمر والذهاب لغوض مغامرة كبيرة مع الزمالك.

ويواصل عاشق الشباك حديثه وهداف أمم أفريقيا 1998 في بوركينا فاسو “لم كن أصدق أن سوف ألعب مع الزمالك في حقيقة الأمر كان لدينا شعور بأن مسئولي الأهلي سوف يتحدثوا معانا حتى أخر لحظة فنحن ضحينا بالمال والاحتراف الخارجي أكثر من مرة كان كل ذاك حبا للنادي تربينا بين جنبات هذا المكان ونحبه ونعشقه أكثر من أي أحد لكن في الحقيقة الأهلي هو من تركنا وتخلى عنا!.

الكثير من الغموض الذي لم يكشف بعد ورفض مسئولي الأهلي التحدث فيها حول الأسباب الحقيقة التي دفعتهم للاستغناء عن التوأم كيف حدث ذلك، خاصة بعد التاريخ الكبير لهما مع القلعة الحمراء والألقاب العديدة.

تحدث البعض أن السبب الحقيقي في رحيل “التوأم” حسام و إبراهيم حسن عن الأهلي في أن الفريق كان يريد التجديد لحسام فقط وبيع إبراهيم لنادي أخر وهو ما رفضه شقيقه.

هذه الأقاويل رد عليها إبراهيم حسن ردًا قاطعأ، حين قال “من يتحدث عن التجديد لحسام حسن موسم والتفريط بي هو وراء رحيلنا، هذا كلام عاري تمامًا عن الصحة ولم تحدث أي جلسة بيننا وبين وأي مسؤول بالأهلي وأطالب بعمل مناظرة بها شفافية مع كلا من حسن حمدي ومحمود الخطيب وهشام سعيد لتوضيح الحقيقة للرأي العام عن أننا لم تكن لنا أي طلبات مالية وأن السبب الحقيقي في ريحلنا التجاهل ونائب حسن حمدي وقتتها اتفق مع الراحل ثابت البطل مدير الكرة حينا ذاك على الإطاحة بنا من النادي”.

هل رغبة الأهلي السبب؟

الحقيقة والأرقام تنسف هذه الراوية حيث في 1999إلى 2000 كان إبراهيم حسن في أفضل فترات توهجه في الساحرة المستديرة حيث جاء له استدعاء رسمي للانضمام لما كان يعرف وقتها بـ “منتخب نجوم العالم” لأكثر من مرة وشارك فيها عام 2000 في البوسنة والهرسك، وقبلها بعام جاءت له دعوة أخرى أيضا ولكن لم يشارك في المباراة لرفض الأهلي وقتها.

ولعبت مباراة نجوم العالم بمشاركة الظهير الأيمن السابق للأهلي وقدم مباراة رائعة، وسط كوكبة من ألمع وأكبر نجوم الكرة العالمية، كما أنه كان أبرز الأعمدة الأساسية للمنتخب الوطني في بطولة كاس القارات عام 1999 والتي أقيمت في المكسيك وشهدت تألقه بشكل كبير.

وهو ما نسف هذه الأحاديث التي تحدثت عن رغبة الأهلي بالاستغناء عنه وتحدث هو عنها بشكل كبير صريح : “أنا حققت مع النادي الأهلي أكثر من أي حد هذه هي الحقيقة قاتلنا بشرف 22 سنة ملعب التتش يعرفنا جيدًا ، كل من جاء بعد ذلك على ملعب حرير كأنك في أوروبا بينما بدأنا بملعب ترابي نعرف كل منحنياته”.

تحول تاريخي وانجازات كبيرة مع الزمالك

كانت لحظة ارتداء حسام حسن قميص الزمالك تاريخية وصفقة بكل المقاييس هي الأبرز ليس فقط في تاريخ الزمالك ولكن في الكرة المصرية وهي التي تستحق بالفعل “صفقة القرن” لما لها من أهمية كبيرة لقيمة العميد وأيضا ما ترتب عليها من بطولات عديدة للفارس الأبيض عقد انتقالهما.

2 مارس 2001 شهدت أولى عزف هداف الكرة المصرية بقميص الزمالك ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة وأن تكون في شباك معشوقة الأول النادي الأهلى، حينما قاد الفارس الأبيض للفوز على الأحمر بنتيجة 3/1.

انتقال العميد للقلعة البيضاء جاء كالصاعقة ناصعة البياض على جماهير الزمالك وسنوات العجاف على الأحمر حيث قياد الفارس الأبيض لتحقيق 12 لقب في أقل من أربع مواسم أبرزهم لقب الدوري 3 مرات وتحقيق كأس مصر مرة وحيدة والسوبر المصري مرتين والسوبر المصري السعودي مرة وحيدة ودوري أبطال أفريقيا مرة وحيدة بالإضافة للبطولة العربية للأندية مرة والسوبر الأفريقي مرة ليتألق ويصول ويجول عاشق الشباك ويمتع الجماهير داخل الملاعب في عمر يناهز 35 عاما مكسرًا كل الحواجز وكل المستحيلات في عالم كرة القدم ويسجل أمام الأهلي في مباريات القمة برصيد 4 أهداف.

وكانت فترة تواجده في نادي الزمالك أخر عهد القلعة البيضاء بتحقيق البطولات الكبرى خاصة الإفريقية لأكثر من 14 عاما، وإسعاد الجماهير في الفترة من 2000 وحتى 2004 فهي تعتبر الفترة الذهبية داخل ميت عقبة، كما حصل على لقب عميد لاعبي العالم أثناء فتواجده مع الفارس الأبيض وبات من عناصر المنتخب الوطني الأساسية.

صفقات عديدة انتقلت بين القطبين وأثارت العديد من الجدل لعل آخرهم محمود كهربا لاعب الزمالك السابق وانتقل للمارد الأحمر وغيرهم كثيرا مثل طارق السعيد ورضا عبد العال وجمال عبد الحميد إلى أنه سوف يظل انتقال حسام حسن من الأهلي إلى الزمالك محل كبير من الجدل حتى وقتنا هذا.

وختم مشواره الحافل بأخر أهدافه مع منتخب مصر فى مرمى الكونغو في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 ووقتها كان كاسرًا حاجز الـ 39 عامًا ليسجل ويحقق رقمًأ أخر، كأكبر لاعب في تاريخ البطولة الإفريقية يشاركة ويسجل ويحقق اللقب مع الفراعنة ليخدم مشواره التاريخي مع الساحرة المستديرة.

مقالات ذات صلة