تقرير | الرياضة نقطة تحول في حضور السعودية القوي

تعكس أستضافة النسخة الأولى من رالي دكار الصحراوي في السعودية في يناير، رغبة لدى المملكة المحافظة في أن تصبح وجهة بارزة في مجال الرياضة بهدف تحسين صورتها أمام العالم.
وفي الأشهر الأخيرة، ضاعفت الرياض من إستثماراتها في مجال الرياضة بشكل كبير وأستضافت العديد من الأحداث والمباريات الرياضية المُختلفة.
وفي أواخر ديسمبر، شارك النجم كريستيانو رونالدو وفريق يوفنتوس في مباراة الكأس السوبر الإيطالية التي أقيمت في السعودية للعام الثاني توالياً، وهذه المرة على ملعب الملك السعود في الرياض بعد أن أقيمت النسخة السابقة في جدة.
وإضافة الى الكأس السوبر الإيطالية، ستستضيف السعودية مسابقة الكأس السوبر الإسبانية في الأعوام الثلاثة المقبلة بدءاً من يناير.

وأستضافت المملكة في الآونة الأخيرة الكثير من الأحداث الرياضية الدولية، إن كان في كرة القدم أو المضرب والفورمولا إي المخصصة للسيارات الكهربائية مئة بالمئة، وبطولة العالم للفورمولا واحد للزوارق السريعة والملاكمة.
وفي ديسمبر أيضاً، أستعاد ملاكم الوزن الثقيل البريطاني أنطوني جوشوا لقبه العالمي، بفوزه على الأميركي من أصل مكسيكي أندي رويز في الرياض.
وتأتي إقامة الرالي الصحراوي الأشهر في الأعوام الخمسة المقبلة في المملكة، ضمن مسعى سعودي لزيادة النشاطات الرياضية، في إطار “رؤية 2030” التي تسعى من خلالها الرياض الى تنويع مصادر الدخل والحد من الأعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات العامة.
ويقام الرالي بين الخامس من يناير و17 منه، أنطلاقاً من مدينة جدة على البحر الأحمر في غرب السعودية، وصولاً الى القدية، ويمتد على 12 مرحلة لمسافة أكثر من 75 ألف كلم من صحراء المملكة.

“تحسين الصورة”
وتضررت صورة المملكة إلى حد كبير في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في أسطنبول العام الماضي، وبعد التدخل العسكري المثير للجدل في اليمن منذ عام 2015، وكذلك إنتهاكات حقوق الإنسان خصوصاً تجاه المعارضين.
وهذا العام، تم تنفيذ حكم الإعدام ضد 187 سجيناً على الأقل، بحسب تعداد لفرانس برس استناداً إلى معلومات رسمية. وتقول منظمة العفو الدولية أن هذا أعلى عدد للإعدامات منذ 20 عاماً.
وفي السنوات الماضية، خففت السعودية من القيود المفروضة على المرأة، في إطار حملة إصلاحات إجتماعية يقودها ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان.
وتأتي هذه الاصلاحات فيما تواجه السعودية إنتقادات بسبب سلوكها في مجال حقوق الإنسان وخصوصاً المحاكمات الجارية بحق 11 ناشطة حقوقية.
وبالنسبة لكارول غوميز من معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس لوكالة فرانس برس فإن هناك “سياسة قوية للغاية لأستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، ومن أجل أستقطاب الأشخاص لنشر صورة مُختلفة عن السعودية في جميع أنحاء العالم”.
وتأمل الرياض عبر الإستثمار في الرياضة في إعطاء دفعة لمسعاها لأستقطاب السياح عبر فتح أبوابها للزوار الأجانب. وبدأت المملكة هذا العام للمرة الأولى في تاريخها بإصدار تأشيرات سياحية لمواطني 49 دولة أوروبية وأميركية واسيوية.
“بطاقة بريدية”

وتعد أستضافة رالي دكار الصحراوي الذي سيبث صوراً للسيارات في صحراء السعودية في 190 دولة بمثابة هدية للسعودية.
وتشير غوميز أن “الفكرة هي التباهي بجمال المناظر الطبيعية والبنى التحتية التي يمكنها أستضافك حال جئت في رحلة وجعلها بمثابة بطاقة بريدية” من السعودية.
ورأى كونتان دي بيمودان من معهد الدراسات الأوروبية والأميركية أن رالي دكار سيكون مهما للغاية.
وقال لوكالة فرانس برس إنه “سيعزز المناظر الطبيعية والتراث في وقت تقوم فيه المملكة بالإنفتاح أمام السياح الأجانب”.
وسيترافق الرالي مع شريط دعائي من المقرر ان يعرض على شاشات عملاقة في عدد من المدن مثل باريس وميلانو ومدريد ولندن ودبي، إضافة الى مدن سعودية، تروى من خلاله “قصة المملكة عبر التاريخ”.
وأثارت إقامة الرالي في السعودية انتقادات من قبل بعض المنظمات الحقوقية على خلفية إتهامات للمملكة بانتهاك حقوق الإنسان.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أن “السعودية تحاول غسل إنتهاكاتها بالرياضة” مشيرة الى أن هذا يندرج في إطار “محاولة واضحة لأستخدام الرياضة لغسل سمعة المملكة الحقوقية السيئة، وإظهار وجه تقدمي لها عبر تنظيم فعاليات مشهورة تحت قيود شديدة”.
ورفض نجماً الغولف الاميركي تايغر وودز والإيرلندي الشمالي روري ماكلروي المشاركة في النسخة الثانية التي ستقام في يناير 2020.
وليست الشروط التعاقدية المُتعلقة برالي دكار في السعودية معروفة بالتفصيل. ويفضل المنظمون التركيز على الإشادة ب “الرغبة بالإنفتاح” الموجودة لدى الرياض، مشيرين إلى أن أي حدث ممُاثل لم يكن ممكناً دون الإصلاحات التي أدخلها ولي العهد السعودي.
وبحسب غوميز فإنه “سيكون من المثير للأهتمام رؤية كيف سيتم هذا؟ هل سيثير رالي دكار السعودي الحماس او الإنتقادات بين المتنافسين والمتابعين؟ وهذا ما سيظهر إن كانت فكرة جيدة أم لا”.
رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية ينفي التحيز لأي فريق
حقوق الإنسان تجلب انتقادات للعب السوبر الإيطالي في السعودية