اقتصاد

تقرير | تاريخ شعار بوما بعد أديداس من الانفصال إلى العالمية!

بوما Puma هي شركة ألمانية متعددة الجنسيات تخضع ملكيتها لسيطرة أشخاص من مختلف الجنسيات حول العالم، معروفة عالميًا بإنتاجها للأحذية والملابس والمعدات الرياضية، وفي هذا التقرير المطول نستعرض معكم تاريخ الشركة تحت عنوان “تاريخ شعار بوما بعد أديداس من الانفصال إلى العالمية “.

تعد شركة بوما أحد أهم الرعاة لأكبر أندية ومنتخبات العالم أمثال “مانشستر سيتي وأرسنال” من الدوري الانجليزي والعملاق الإيطالي “ميلان”، ومنافس بايرن ميونخ اللدود في ألمانيا “بوروسيا دورتموند”.

أما من المنتخبات كانت الراعي الرسمي لمنتخبات أوروبية وافريقية ايضًا، هناك منتخب ايطاليا من أوروبا والجزائر ومصر والكثير من المنتخبات الأفريقية في مقدمتهم غانا والكاميرون.

ولم تكتف شركة بوما برعاية الأندية والمنتخبات الوطنية بل تعاقدت مع عدة نجوم كبار كمدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا الذي تعاقدت معه في شهر يوليو 2019، ولاعبين عدة ابرزهم الإسباني دافيد سيلفا نجم مانشستر سيتي والفرنسي أنطوان جريزمان المنتقل لبرشلونة في الميركاتو الصيفي 2019، وأساطير سابقين مثل أسطورة نابولي والأرجنتين “دييجو مارادونا”.

انفصال بوما ينقلها إلى العالمية

تأسست شركة بوما عام 1924 وسُجلت رسميًا في سوق صناعة الملاعب الرياضية في عام 1948 على يد الألماني “رودولف داسلر” بعد أن انفصل عن شركة أديداس التي شارك فيها شقيقه الأكبر “أدولف داسلر”، ليدخل في منافسة شرسة معه فيما بعد.

يقع المقر الرئيسي لشركة بوما في مدينة هرزوجنيوراخ في ألمانيا بالقرب من المقر الرئيسي لشركة أديداس، حيث اختار رودولف هذا المكان لبدء المنافسة الحادة مع شقيقه على زعامة سوق صناعة الملابس.

بدأت المشاكل والخلافات تدب بين أدولف ورودولف حين قرر الأخير الذهاب إلى الحرب العالمية، في حين فضل أدولف أن ينتج أحذية للجيش ويعزز مساعيه نحو الخروج من الحزب النازي مما ضاعف من فرص انفصاله عن شقيقه الأكبر.

تفاصيل سبب خلاف أدولف ورودولف غير واضحة في المصادر والكتب الألمانية. ومهما كان السبب سياسي أو تجاري، حدث المتوقع ووقعت القطيعة بينهما عندما عاد رودولف من الحرب إلى بلدة هيرتسوجيناروراخ، فلم يتحدث مع أدولف في أي شيء، وتم تقسيم الشركة إلى كيانات منفصلة عام 1947، وشق كل منهما طريقه بأسلوبه الخاص (المزيد من التفاصيل اضغط هنا للقراءة عن تاريخ شعار أديداس).

تاريخ شعار بوما بعد أديداس

شعار بوما هو شعار تاريخي ومن أهم العلامات التجارية الأكثر تداولاً في عالم الأزياء الرياضية في جميع أنحاء العالم، حيث يتميز شعار بوما برمز الفهد للإشارة إلى القوة والسرعة والذكاء.

ظهر شعار بوما للمرة الأولى في عام 1957، وصممه مؤسس الشركة “رودولف داسلر” بعد أشهر قليلة من انفصاله عن أديداس.

وأنشأ رودولف مع حرف الـ D وهو رمز لاسم عائلته “داسلر”، وبداخل الحرف تواجدت البوما، وكان الخط المكتوب من تصميم رودولف أيضًا بحروف خاصة مع تدوير الزوايا.

يبدو للكثير أن الشعار الأول مُختلف عما نعرفه الآن، ولكن هذا غير صحيح، فالشعار السابق ايضًا كان يعكس فكرة وثبة الفهد.

بعد مرور عام واحد فقط من الشعار الأول، تم تغيير الخط والصورة ليظهر شكل الحذاء مع خط جديد مُختلف وتم وضعها على منتجات الملابس، وبعد 10 سنوات عاد فهد البوما للظهور.

في عام 1967 تم تصميم قفزة البوما المعروفة الآن من قبل رسام الكاريكاتير الألماني «لوتز باكيز»، وبسبب التسارع الكبير في النمو لشركة بوما وجِبَ تجديد الشعار ليصبح أكثر وضوحًا.

في بداية عام 1974 حصل الشعار على المزيد من التطويرات حيث تم دمجه باسم الشركة.

أما في عام 1979 فقد تم تحديث قفزة البوما كي تشمل آخر حرفين من الاسم بهدف اعطاء شكلاً مميزًا وجذابًا، وكذا تم تطوير شكل الفهد إذ ازالوا العين والفم وأصبح اذنه أكثر وضوحًا.

بعد عام 1988 توقف شعار بوما عن التحديث والتطوير، وظل كما هو عليه حتى يومنا هذا، اعتقادًا من الشركة بأنه حقق الانتشار المطلوب واعتاد الجميع عليه بصورة لا يمكن المساس بها.

ويتميز شعار بوما باللون الأسود مع الخلفية البيضاء ولكن يمكن تغيير الخلفية لأي لون آخر قياسًا لما يناسب نوع الملابس أو الإعلان، وهذا مُنتشر الآن على الملابس والأدوات التي تُنتجها بوما وتوزعها في مختلف الأسواق العالمية.

من التحدي يولد النجاح

“الإخوة الأعداء” قصة تتكرر دائمًا في الأوساط الرياضية، لكن هذه المرة لشقيقان هما “رودولف داسلر وادولف داسلر” الألمانيان اللذان ولدا وعاشا في مدينة هيرتسوغيناوراخ في ولاية بافاريا، واسسا شركة داسلر للأحذية في عام 1924 قبل أن يختار كل واحد طريقه الخاص.

بدأ الاخوان داسلر تأسيس ورشة صغيرة لصناعة الأحذية وهنا بدأ التنافس بين رودولف المعروف بـ “رودي” وادولف المعروف بـ “آدي”.

كان آدي هو المسؤول عن صناعة الأحذية وتطويرها وكان رودي هو المسؤول عن تنظيم الشركة الصغيرة والتسويق لمنتجاتها.

واستطاع رودي بعلاقاته الكبيرة ان يصل بأحذية داسلر الى الأولمبياد وحققت المنتجات نجاحًا هائلًا، اذ أصبحت السبب بالفوز بالميداليات الذهبية.

بدأت المنافسة تزداد بين الثنائي داسلر وتضاعف مع هذه المنافسة الدخول في عالم السياسة، وكانت المانيا حينها تحت حكم الحزب النازي والذي انضم الاخوان وحققا من وراء ذلك نجاحًا ملحوظًا في تسويق أحذية داسلر في أولمبياد برلين.

وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية انضم رودي الى صفوف الجيش بينما بقي آدي في المصنع الذي اصبح في عهدة الجيش النازي مثل جميع مصانع المانيا من اجل المجهود الحربي.

وتحول المصنع من صناعة الأحذية الرياضية الى صناعة أحذية واحزمة للجنود، وكانت تلك أصعب فترة تمر بها الشركة لاستمرارها لمدة 10 أعوام.

وبعدها في عام 1948 وقعت خلافات عائلية بين الأخوين وانفصلا، فقام كل منهما بتأسيس شركة خاصة به.

بدأ رودي تأسيس شركته باسم “رودا” وهو اختصار لاسمه “رودي داسلر”، قام بأخذ اول حرفين من اسمه، ثم قام بتغير الاسم لشركة PUMA، وقام اخيه آدي اختار اسم اديداس لشركته.

انفصال الأخوين قد القى بظلاله على سكان المنطقة، انقسم أهل المنطقة بين مؤيد لـ رودي وشركته بوما وبين مؤيد لـ آدي وشركته اديداس، زاد هذا الانقسام والعداء بين الأخوة والذي تحول الى منافسة شديدة بين شركتيهما.

توفي رودولف عام 1974 بعد أن حقق نجاحًا كبيرًا في الأسواق الأوروبية مع بوما، وكانت أكبر إنجازاته مع شركته هو تزويد النجم البرازيلي “بيليه” بحذاءه في المونديال، بينما رحل ادولف عام 1978 بعد النجاح الكبير الذي حققه مع اديداس.

ما علاقة بوما بأفريقيا؟

استطاعت بوما أن تجذب الكثير من الأندية والمنتخبات الأفريقية بل وتستحوذ عليها لسنوات طويلة، كما قامت برعاية العديد من الأعمال الخيرية والمسابقات الكروية في القارة السمراء، وهذا ما لم تستطع تحقيقه في قارة آسيا، فلا يوجد مثلاً أي منتخب آسيوي ترعى قميصه في الوقت الراهن مثلما هو الحال في أوروبا وأفريقيا.

بوما استغلت لون وشكل الشعار على أكمل وجه للترويج لنفسها جيدًا في أفريقيا المعروف عنها الفهود والنمور بمختلف أنواعها وفصائلها، ناهيك عن اللون الأسود للشعار والذي يرمز إلى البشرة السمراء التي تميز القارة الأفريقية عن سائر قارات العالم.

ولهذا لم يتوقف نشاط بوما عند رعاية المنتخبات والأندية الأفريقية، وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك برعاية عدد لا بأس به من اللاعبين الأفارقة الكبار مثل الهداف التاريخي لكأس أمم أفريقيا، الفائز بالثلاثية التاريخية مع برشلونة والإنتر “صامويل إيتو”.

وكسبت بوما شعبية كبيرة في مصر خلال فترة رعايتها لقميص المنتخب الأول في كأس أمم أفريقيا وتصفيات مونديال 2002.

لكن الشهرة الأكبر تحققت في الوطن العربي بعد رعايتها لنجم منتخب مصر الأول “محمد زيدان” في كأس أمم أفريقيا 2008.

وترعى شركة بوما أكبر المنتخبات الأفريقية كالمنتخب المصري والغاني والكاميروني ورعت في فترة من الفترات قميص النادي الأهلي الفائز بدوري أبطال أفريقيا 2005، ورعت كذلك الغريم التقليدي للأهلي “نادي الزمالك”.

وواصلت بوما نجاحاتها الكبيرة في القارة السمراء ووقعت على عقد يمتد لمدة 4 سنوات مع المنتخب المغربي لكرة القدم في الفترة من 2019 إلى 2023.

بوما والدوري الانجليزي

هناك عدة أندية في الدوري الانجليزي ترعاها شركة بوما مثل وست بروميتش وكريستال بالاس وويجان ونيوكاسل يونايتد، ولكن من بين تلك الأندية كان هناك صفقة مميزة بين بوما وبطل الدوري الانجليزي الحالي مانشستر سيتي.

حقق مانشستر سيتي الدوري موسمين على التوالي كمان أنه حقق العديد من البطولات المحلية الأخرى، وهذا جعل كبرى الشركات تتهافت على رعاية قمصانه، وإحدى تلك الشركات “بوما”.

وفازت بوما بهذا الصراع العنيف بتقديم أضخم عقد رعاية لها في التاريخ، والأكبر في تاريخ جدول أعمالها لأندية البريمرليج، حيث بلغت قيمة الصفقة 650 مليون جنيه إسترليني، أي ما يُقدر بـ 758 مليون يورو لمدة 10 سنوات.

ويحصل مانشستر سيتي بصفة سنوية على مبلغ 65 مليون جنيه إسترليني كل موسم حتى عام 2028.

ولم يشمل العرض نادي مانشستر سيتي بل شمل مجموعة سيتي فوتبول كاملة المتواجدة في إسبانيا وأستراليا والأوروغواي والصين ايضًا.

كان هذا هو العرض الأضخم لشركة بوما لتحل مكان شركة نايكي التي كانت ترعى السيتي سابقًا.

وقدمت شركة بوما عرضًا يفوق شركة نايكي الأمريكية بـ 45 مليونًا، حيث كانت شركة نايكي تُقدمت بـ 20 مليون جنيه إسترليني عن الموسم الواحد أما شركة بوما تقُدمت بـ 65 مليونًا.

وأصبح نادي مانشستر سيتي بتلك الصفقة ثاني أكثر فريق يحصل على الأموال من عقود رعاية في الدوري الانجليزي بعد مانشستر يونايتد الذي ترعاه شركة اديداس مقابل 75 مليون جنيه إسترليني عن الموسم الواحد.

واحتفل نادي مانشستر سيتي بعد هذا العقد الضخم بإرتداء القائد السابق فينسينت كومباني” والهداف التاريخي للنادي “سيرخيو أجويرو” وصانع الألعاب الإسباني “دافيد سيلفا” لأحذية مُقدمة من بوما في لقاء ناديهم امام نادي بورنموث.

وكُتب على حذاء الأرجنتيني سيرخيو أجويرو جملة “93:20” وهو وقت هدفه الأسطوري على كوينز بارك رينجرز في الجولة الأخيرة من موسم 2012/2011، وهو الهدف الذي حسم لقب البريميرليج لصالح مانشستر سيتي على حساب مانشستر يونايتد لأول مرة بعد غياب 44 عامًا عن آخر تتويج للفريق بلقب الدوري، وهي اللحظة المُفضلة للمهاجم الأرجنتيني، وقامت شركة بوما بتقديرها بشكل خاص عن طريق صناعة حذاء لأجويرو كُتب عليه دقيقة تسجيل الهدف.

اما حذاء كومباني كُتب عليه جملة “افضل فريق بالبلد والعالم”، وحذاء سيلفا كُتب عليه “تابع السيتي”.

ولم يتوقف نشاط شركة بوما عند هذا الحدث، فقد أعلنت قبل عدة اشهر انتاج اول ساعاتها الذكية مع بطارية لمدة 24 ساعة و وزن 28 ج فقط.

وشاركت بوما في أنشطة أخرى للتسويق لشعارها في مختلف المسابقات العالمية مثل تصميم كرة خاصة بالفترة الشتوية بمسابقة الدوري الإسباني “لا ليجا”.

قصة بوما وكرويف

تُعد قصة يوهان كرويف مع شركة بوما خلال فترة سبعينيات القرن الماضي، هي أهم قصة حدث في تاريخ شعار بوما منذ تأسيسه حتى هذه اللحظة.

في بداية السبعينيات قررت شركة بوما توقيع عقد رسمي مع نجم هولندا يوهان كرويف بعدما فاز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا من فرانس فوتبول اثناء فترته مع أياكس حين قاد الفريق للقب دوري ابطال اوروبا.

ونص الاتفاق على ارتداء يوهان كرويف للحذاء الجديد من بوما والمسمى بحذاء الملك (KING) خاصةً عندما يحين موعد نهائيات كأس العالم 1974 الذي تقرر إقامته في ألمانيا الغربية.

وانتظر العالم أجمع رؤية الجناح الهولندي الطائر بالحذاء الجديد المطبوع عليه شعار بوما، بعد سنة واحدة من انتقاله إلى برشلونة من أياكس أمستردام.

لكن العداوة القديمة بين أديداس وبوما أدخلت كرويف في صراع لا ناقة منه ولا جمل، أثر بالسلب على تركيزه قبل السفر إلى ألمانيا.

شركة أديداس حاولت إفساد الصفقة على بوما بالتعاقد مع الاتحاد الهولندي لكرة القدم وقامت بتزويد الفريق بأطقمه خلال البطولة بالشعار الكلاسيكي المميز لأديداس (الخطوط الثلاثة المتوازية على القميص والسروال).

كرويف لم يجد مفرًا من الاجتماع بمسؤولي الاتحاد الهولندي والمنتخب الأول لإقناعهم بعدم ارتداء قمصان أديداس لارتباطه بعقد رسمي مع شركة بوما، وأخبرهم بأنه لا يريد الإعلان لشركة منافسة خلال البطولة.

وتفهم الاتحاد الهولندي مطلب كرويف وقام بالتنسيق مع أديداس بتصميم قميص وسروال لكرويف فقط، على أن يحمل خطين اثنين فقط بدلاً من ثلاثة خطوط على أكمام القميص والسروال.

وبالفعل شارك كرويف في جميع مباريات مونديال 74 بهذا الطقم المختلف عن أعضاء الفريق، واستطاعت هولندا بلوغ المباراة النهائية قبل أن تخسرها أمام ألمانيا الغربية.

والتالي منتخبات ترعاها بوما

أفريقيا

أوروبا

أخرى

كوت دي فوار

النمسا

ساموا الأمريكية

مصر

التشيك

أوروجواي

غانا

آيسلندا

المغرب

إسرائيل

السنغال

إيطاليا

غينيا بيساو

صربيا

توجو

سويسرا

والتالي أندية ترعاها بوما

أندية الصف الأول

أندية الصف الثاني والثالث

ميلان

بوردو

مانشستر سيتي

نيم

بوروسيا دورتموند

رين

فالنسيا

بوروسيا مونشنجلادباخ

إيندهوفن

جرونجين

مارسيليا

مالمو

السد القطري

جراسهوبرز

الفيصلي الأردني

نيوكاسل يونايتد

الزمالك المصري

راسينج سانتاندير

مولودية الجزائر

داندي يونايتد

ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي

كراسنودار

مونتيري المكسيكي

كريستال بالاس

إنديبيندينتي الأرجنتيني

وست بروميتش البيون

بينارول الأوروجوياني

ميلبورن سيتي

بالميراس البرازيلي

ليجا دي كويتو

تقرير من اعداد | راما علي – ميركاتو داي

مقالات ذات صلة