تقارير صحفية

جوزيه دينيس أفييرو..الفصل الأتعس في حياة كريستيانو رونالدو

تمتع نجم يوفنتوس، البالغ من العمر 34 عامًا، كريستيانو رونالدو، بمسيرة متميزة سمحت للجماهير والنقاد بوصفه الأفضل على الإطلاق، خاصةً مع توالي إنجازاته رفقة منتخب البرتغال وسط خيبات آمل ليونيل ميسي مع الأرجنتين.

بعد الانضمام إلى صفوف مانشستر يونايتد والتألق بصورة ملحوظة في سن المراهقة، واصل “كريس7” لمعانه رفقة النادي الملكي ريال مدريد، وأصبح معه أحد أكبر الأسماء الرياضية حول العالم وليس في كرة القدم فحسب.

لكن كل هذه الصولات والجولات، وكل تلك البطولات والألقاب والجوائز الفردية، وكل هذا النجاح يشوبه الحزن عندما يُفكر كريستيانو رونالدو في حياة أسرية مضطربة مع والد مُدمن على الكحول.

كان “أفييرو” والد كريستيانو رونالدو مُدمنًا على الكحول وجنديًا في الجيش البرتغالي، وسبق وقاتل في أفريقيا، لكنه توفى قبل أن يرى كل ما حققه ابنه.

توفي جوزيه دينيس أفييرو في عام 2005 بسبب فشل في الكبد، عندما كان رونالدو في العشرين من عمره فقط بعد أن أمضى عامين مع مسيرته المشرقة على مسرح الأحلام “أولد ترافورد” بقميص الشياطين الحمر “مانشستر يونايتد”.

وخلال مقابلة مع الإعلامي الشهير «بيرس مورجان» انهار كريستيانو رونالدو، ولم يستطع حبس دموعه عندما سُئل عن ظروف وفاة جوزيه دينيس أفييرو.

وكشف رونالدو في مقابلته مع بيرس مورجان “لا أعرف والدي حقًا بنسبة 100 في المائة. لقد كان شخصًا مخمورًا. لم أتحدث معه مطلقًا، مثل المحادثات العادية. لقد كان الأمر صعبًا”.

وأكمل حديثه في هذا الصدد “لقد أصبحت الرقم واحد ولم ير شيئًا، ولم ير استلامي للجوائز، لم يعرف ما أصبحت عليه”.

حياة جندي

ذهب والد كريستيانو رونالدو، خوسيه دينيس أفييرو، ذهب مضطرًا إلى الخدمة العسكرية، وخاض حربًا لا تحظى بتأييد شعبي لمنع أنجولا من نيل استقلالها عن البرتغال.

لقد كانت حرباً خاسرة (ضائعة) بلا معنى، ورأى فيها والد رونالدو وزملاؤه فظائع تركت وصمة عار في عقولهم.

كانت الظروف المعيشية مروعة، بينما كانت تُترك الجنود للموت جوعاً بسبب الإمدادات الغذائية الفاسدة.

والأسوأ من ذلك هو أن المرض اكتسح المعسكرات، فقد حُبس الكثير من الرجال مريضة على الأسِرَّة يعانوا من الملاريا والحمى، الأمر الذي جعلهم غير قادرين على الحركة لأسابيع.

كان معظم الجنود يعيشون على البيرة الأنجولية، والكوكا، لأن ماء النهر المحلي لم يكن آمنًا للشرب وكان ساخنًا لدرجة أنه لم يستطع إخماد العطش.

كل ذلك كان له تأثير كبير على أفييرو، الذي عاد رجلاً مكسورًا بعد أن خدم بلده.

حياة جديدة

بعد 13 شهرًا في أفريقيا، حيث قاتل أيضًا في موزمبيق، عاد أفييرو إلى البرتغال التي كان يعرفها بالكاد.

لأن الديكتاتورية العسكرية التي كانت تحكم البلاد أنفقت الكثير من المال على الحرب، وعانت البرتغال من انهيار اقتصادي رهيب.

لم تكن هناك وظائف في ماديرا، وكان أفييرو بالكاد يستطيع شراء المشروبات في الحانات من الأصدقاء الذين كانوا يعتقدون أنه كان طبيب بيطري في الجيش.

قال صديقه ورفيقه بالجيش جوزيه مانويل كويلو لشبكة إي إس بي إن: “لقد تم التخلي عنا. ولم يكن لدى قدامى المحاربين أي أموال ولا عمل”.

“بالطبع عندما أرى رونالدو، أتذكر والده: كان لديه مشاكل ولم يكن لديه أي شيء يأكله، لذلك كان يلجأ إلى الشرب”.

“أصدقاؤه كانوا يشترون له المشروبات. لم يكن لديه أي مال. ولم يجد ما يأكله”.

رجل المعدات

أصبح أفييرو بستانيًا (رجل بستان)، ثم استكمل دخله بتولي منصب مسؤول المعدات الزراعية لـ’أندورينها’، وهو نادي مقره بضاحية فونشال في سانتو أنطونيو.

تم تكليفه بترتيب غرف تبديل الملابس والتأكد من غسل جميع أطقم اللاعبين.

لقد حصل على الوظيفة لأن رونالدو لعب لصالح الفريق، لكن تم السخرية من ابنه من قبل زملائه في الفريق لأن والده كان يشغل هذا المنصب السيء.

ومع ذلك، فإن ذلك جعل رونالدو أكثر جوعًا لتحقيق النجاح، لإظهار أنه غير قابل للتدمير لمن أزعجوه.

وكثيرا ما شوهد أفييرو أيضًا، وهو يشرب في حانة النادي الصغيرة.

لقد حاول رونالدو فعل كل شيء لإبقاء والده على قيد الحياة، لكن أموال العالم لم تستطع إيقاف ما لا مفر منه.

لقد كان رونالدو بجانب والده عندما توفي، وأعلن أنه سيكون أفضل لاعب كرة قدم في العالم.

لم يخلف رونالدو وعده، وفاز بالكرة الذهبية خمس مرات. لكن لسوء الحظ، لم ير والده نجاحه المذهل.

مقالات ذات صلة