إنه الرابع من مايو 2016. مباراة الإياب من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا على ملعب سانتياجو بيرنابيو. جاريث بيل يرسل تسديدة بيمناه تصطدم بفرناندو لتغير الكرة اتجاهها لتسكن الشباك، ويتغلب ريال مدريد على مانشستر سيتي بهدف من النيران الصديقة. استمر ريال مدريد إلي النهاية، وفاز بدوري أبطال أوروبا الحادي عشر. على الرغم من ذلك، حصل السيتي على 83.9 مليون يورو بزيادة 3.8 مليون يورو أكثر من ريال مدريد جراء تلك المشاركة من دوري الأبطال؛ كيف يكون هذا ممكنا؟
يتم تقسيم إيرادات بث دوري أبطال أوروبا بالتناسب على أساس مساهمات كل دوري منافس. مساهمة إنجلترا في صورة 299 مليون يورو من قناة ‘BT Sport’ هي الأعلى بين جميع الدول المتنافسة؛ وبالتالي فإن الفرق الإنجليزية تتولى قيادة أكبر تجمع (سوق) تلفزيوني.
83.9 مليون يورو الحاصل عليها مانشستر سيتي تنقسم إلى 12 مليون يورو رسوم مشاركة، 6.4 مليون لمركزه في المجموعة، 5.5 للوصول إلي دور الـستة عشر، 6 مليون لدور ربع النهائي، 7 مليون للدور نصف النهائي، وأخيرًا 46.9 مليون يورو من التلفزيون،
وحصل ريال مدريد، ثاني أكثر فريق تحقيقًا للأرباح في المسابقة، على 80.1 مليون يورو، مقسمًا إلى 12 مليون يورو رسوم مشاركة، و 8.5 مليون دولار لتصدر مجموعته، ثم رسوم الجولات الثلاث التالية، وأخيرًا 50 مليون يورو لـلوصول إلى النهائي والفوز بالمسابقة. ومع ذلك، فقد حصلوا على 26 مليون يورو فقط من مجموعة التلفاز، أي ما يقرب من نصف القيمة التي حصل عليها السيتي.
سوق التلفزيون
يرجع ذلك جزئيًا إلى أن العروض التليفزيونية الإسبانية تُعد أصغر حجمًا مقارنة بمدفوعات قناة ‘BT Sports’ الضخمة، بالإضافة إلي أن أداء الفرق الإسبانية أفضل بشكل عام في البطولة. حيث يتم تقسيم حصة كل بلد من سوق التلفزيون بين فرقهم المنافسة.
إسبانيا كان لديها خمسة فرق تأهلت لأدوار خروج المغلوب في كلتا المسابقتين الأوربيتين، وكلا البطلين كانا أيضاً إسبان. وهذا يعني أن الحصة البالغة 89 مليون يورو من سوق التلفزيون تم تقسيمها بين خمسة فرق بناءً على نجاحها.
وبلغت حصة إنجلترا 143 مليون يورو، وبما أن مانشستر سيتي كان الفريق الوحيد من المملكة المتحدة الذي وصل إلى ربع النهائي ونصف النهائي، فقد استفاد من الحصول على أكبر جزء من تلك الحصة. باختصار، من المفيد مالياً للفريق إذا تم استبعاد فرق دوريه المحلي من المنافسات الأوروبية.
هذا يفسر سبب حصول يوفنتوس على القدر الأكبر من الأرباح، أكثر من أي فريق آخر في المسابقات الأوروبية خلال الأعوام الماضية، ويرجع ذلك إلى حد كبير بسبب حصة إيطاليا البالغة 112 مليون يورو من مجموعة التلفاز، حيث هناك فقط فريقان إيطاليان يتنافسان في دوري أبطال أوروبا في كثير من الأحيان.
فازت الفرق الإسبانية في موسم 2014/15 بأكبر قدر من أرباح المسابقات الأوروبية بحصة 19 في المائة من إجمالي المدفوعات، 254 مليون يورو.
على الرغم من الافتقار النسبي للنجاح على أرض الواقع الذي كانت تعاني منه الفرق الإنجليزية قبل الموسم الماضي، فقد حصلوا في نفس الموسم المذكور أعلاه على 18 في المائة، 244 مليون يورو، ويرجع ذلك إلى حد كبير بسبب حصولهم على أكبر نسبة من الصفقة التلفزيونية.
بالنسبة للصفقة الحالية التي مدتها ثلاث سنوات، قام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بتغيير توزيع الأموال التي تزيد من رسوم النجاح الميداني، وقلل بشكل طفيف من نسبة مجموعة التلفزيون. قد يبدو هذا أكثر عدلاً، لكن في الواقع، لا تزال المنافسة تهيمن عليها الدوريات الخمس الكبرى. مع حصول البرتغال التي تحتل المركز السادس على نصف أرباح فرنسا، صاحبة المركز الخامس.
