تقارير صحفية

متى طبقت عقوبة الإنذار بعد نزع القميص أثناء الاحتفال ومن صاحب الفكرة؟

مَن السبب في إنذار اللاعبين بعد نزع القميص أثناء الاحتفال؟ ومتى طبق هذا القانون لأول مرة في كرة القدم؟ سؤال يطرح نفسه بعد تلقى النجم المصري “محمد صلاح” بطاقة صفراء في مباراة قمة الدوري الانجليزي، مساء أمس الأحد 19 يناير 2020 بعدما خلع قميصه احتفالاً بهدف سجله في الدقيقة الثالثة من الوقت المحُتسب بدل من ضائع، ليقود الريدز للفوز 0/2.

ولم يجد محمد صلاح أفضل من تلك الوسيلة للتعبير عن فرحته العارمة بهذا الهدف، حيث لم يسجل من قبل أي هدف في تاريخ مواجهاته للشياطين الحمر سواء على ملعب أولد ترافورد أو آنفيلد روود.

ويرى الكثيرون أن هذا التصرف غير مشين ولا يتعارض مع السلوك الرياضي، ما دفعهم حول التساؤل بشكل عام عن الداعي وراء اتخاذ قرار الإنذار ضد اللاعب المحتفل دون قميص؟ والتساؤل كذلك عن سر إصدار الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لهذا القانون؟

مَن السبب في إنذار اللاعبين بعد نزع القميص أثناء الاحتفال؟

في موسم 2004/2003 حدثت واقعة غريبة في الملاعب الإنجليزية كان بطلها النجم الأوروجواياني دييجو فورلان الذي كان يلعب في صفوف فريق مانشستر يونايتد آنذاك.

بعد تسجيل فورلان هدف في مباراة كانت تجمع بين مانشستر يونايتد وساوثهامبتون قام المهاجم الأوروجواياني بخلع قميصه إحتفالًا بالهدف. ليس هذا غريبًا، الغريب حقًا ما هو قادم؛ قام حكم المباراة باستئناف اللعب قبل أن يرتدي فورلان قميصه مرة أخرى، دييجو كان مضطرًا لاستئناف اللعب عاريًا وهو يمسك قميصه ولم يستطع ارتدائه إلا بعد أول توقف للعب.

وفي الأول من يوليو عام 2004 قامت اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بوضع قاعدة في لائحة القوانين المنظمة للعبة والتي: “تقضي بأن كل لاعب سيخلع قميصه عقب تسجيل هدف سوف يحصل على انذار لسوء السلوك”.

قانون فالكه

وفسر الفيفا هذا القرار بحجة؛ تجنب إهدار وقت المباراة، وحظر نشر الرسائل، سواء كانت سياسية أو شخصية.

وكان يُعتقد في البداية أن السبب في إصدار هذا القانون هو المهاجم الأوروجواياني دييجو فورلان، خصوصًا وأن القرار صُدر بعد هذه الواقعة بوقت قصير.

ولكن الحقيقة مغايرة لذلك تمامًا، فهناك شخص داخل الفيفا هو من أصر على وضع هذا القانون ولأسباب أخرى غير المذكورة في نص القاعدة.

هذا الشخص كان الفرنسي “جيروم فالكه” والذي كان يعمل كمشرف على التسويق التلفزيوني والتجاري للبطولات التي تنظمها الفيفا، وهو من اقترح على جوزيف بلاتر –رئيس الفيفا آنذاك- وضع هذا القانون.

أما السبب وراء هذا الاقتراح؛ أن الشركات الراعية للأندية والمنتخبات التي تضع علامتها التجارية على القمصان تتضرر بشكل كبير عندما يقوم اللاعب الذي أحرز الهدف بنزع قميصه، وذلك لأن عدسات المصورين تتجه إلي اللاعب الذي أحرز الهدف مباشرة، وهو ما تعتبره الشركات الراعية فرصة عظيمة لظهور علامتها التجارية بوضوح على الشاشات وفي لقطات الصحف.

بينما إذا قام اللاعب بخلع قميصه، فإنه بذلك يحرم المعلنون من ظهور العلامة التجارية الخاصة بهم أمام وسائل الإعلام، وهو ما تم اعتباره انتقاصًا لحقوقهم. إذًا، هذا القانون تم تطبيقه؛ لاعتبارات إعلانية وتجارية بحتة تتعلق بحقوق الرعاية والتسويق، وليس لأسباب تخص السلوك الرياضي و الأخلاقي كما ادعى الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ومع ذلك لم يتوقف عدد من نجوم المستديرة عن الاحتفال بخلع قمصانهم أثناء الاحتفال بالأهداف في كبرى دوريات العالم، وبعضهم تعرض للطرد لسابق حصوله على بطاقة صفراء خلال سير اللعب.

والبعض الآخر تحدى أفكار الفيفا مثلما فعل أسطورة منتخب مصر “محمد أبو تريكة” بعدما قام بإشهار قميص داخلي في كأس أمم أفريقيا 2008 حمل عبارة “تعاطفًا مع غزة” فور تسجيله لهدف أمام السودان بدور المجموعات.

وكرر التصرف نفسه نجم إشبيلية “فريدريك عمر كانوتيه” في مباراة من مباريات الليجا الإسبانية، لكنه كتب على القميص الداخلي “فلسطين” باللغة العربية.

تقارير أخرى

مقالات ذات صلة